محام يصف زميليه المحاميين الشهيدين
بأنهما (أرهابيان) في المرافعة
بغية (كسب الدعوى) ؟!
بأنهما (أرهابيان) في المرافعة
بغية (كسب الدعوى) ؟!
كلنا سمعنا بالمذهب الميكيافيللي وبـ(الميكيافيللية) ، ومنا من قرأ عنها بل وحتى كتب عنها ، حتى اصبحت تطلق على الدول والافراد والاحزاب والجماعات التي تنتهج أسلوباً يوصلها لمبتغاها وغاياتها بغض النظر عن الوسيلة ان كانت شريفة أم لا فالمهم هنا الوصول الى الغاية المرجوة وهي بذلك تشرعن الوسيلة ، ولهذا قيل (الغاية تبرر الوسيلة) ولكن من ينظر للامور بمنظور عقلاني شريف ، سوف ينبذ تلك المقولة وتلك السياسة وهذا المذهب الوصولي الانتهازي لانه طريق واسلوب غير شريف ولا اخلاقي وينافي المبادئ السامية التي تربينا عليها ، وتسمية (الميكيافيللية) جاءت من (نيكولو مكيافيلي) وهو :
نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي (بالإيطالية: Niccolò di Bernardo dei Machiavelli)، ولد في فلورنسا 3 مايو 1469، وتوفي في فلورنسا في 21 يونيو 1527، كان مفكرا وفيلسوفا سياسيا إيطاليا إبان عصر النهضة. أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن كتيب تعليمات للحكام، نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ماهو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين.
عند ماكيافيلي المجتمع يتطور بأسباب طبيعية، فالقوى المحركة للتاريخ هي "المصلحة المادية" و"السلطة". وقد لاحظ صراع المصالح بين جماهير الشعب والطبقات الحاكمة، وطالب ماكيافيلي بخلق دولة وطنية حرة من الصراعات الإقطاعية القاتلة، وقادرة على قمع الاضطرابات الشعبية. وكان يعتبر من المسموح به استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي، فمكيافيلي القائل "الغاية تبرر الوسيلة" برر القسوة والوحشية في صراع الحكام على السلطة. وكانت أهمية ماكيافيلي التاريخية أنه كان واحدا من أوائل من رؤوا الدولة بعين إنسانية واستنبطوا قوانينها من العقل والخبرة وليس من اللاهوت.
ولقد ألف مكيافيلي العديد من "المطارحات" حول الحياة السياسية في الجمهورية الرومانية، فلورنسا، وعدة ولايات، والتي من خلالها برع في شرح وجهات نظر أخرى. على كُلٍ فصفة "مكيافيلي" والتي ينظر إليها الباحثون على أنها تصف بشكل خاطئ مكيافيلي وأفكاره، أصبحت تصف التصرف الأناني والذي تهدف له الجماعات الربحية. مع ليوناردو دا فينشي، أصبح نيكولو مكيافيلي الشخصية المثالية لرجل عصر النهضة، ومن اللائق أن يقال أن مكيافيلي يستحوذ على صفات "الذكاء المكيافيلي"، عوضاً عن وصفه بالمكيافيلية.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88_%D9%85%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A
قبل أيام كنت أترافع في دعوى غصب عقار وكنت وكيلا بالدعوى وعلى معرفة شخصية بعائلة موكلي (المدعي) بالدعوى ومنها تعرض موكلي الى تهجير من قبل الجماعات المسلحة في السنوات العجاف ولم يكن هذا ما جرى له فحسب بل قامت تلك الجماعات الإرهابية بخطف شقيقين له وهما محاميان وطلب مبالغ طائلة من اسرتهما وبعد قبض حوالي (000 10) (عشرة آلاف) دولار امريكي قامت بقتل أحدهما والقت بجثته في إحدى شوارع بغداد ، وكان هذا نفس مصير شقيقه الآخر (الشهيد المحامي) ، الأمر الذي أحزنني ان احد المحامين الشهيدين كان صديقاً لي وزميلا لي في السنوات الأربع التي قضيتها على مقاعد كلية القانون/جامعة بغداد (الدراسة المسائية) ، ولكن ما فاجأني حقاً هو رد الزميل (وكيل المدعى عليهم بتلك الدعوى) هذا الرد الذي صعقني بقوله بأن هؤلاء المحامين الشهداء (هما إرهابيان وقد قتلتهما قوات الجيش والشرطة في منطقة الدورة في الأحداث) ولم يستطع اثبات دفعه هذا ، الامر الذي جعل المحكمة ترفض تثبيت دفعه وادعائه (الكسيح) هذا ، فقد ترفعت عن مثل هكذا دفوعات تدين أصحابها ، ومع ذلك أصدرت المحكمة قرارها القاضي برد دعوى موكلي ، الأمر الذي جعلنا نميّز قرار حكمها ومن أسباب تمييزه هو عدم تثبيت دفع الزميل وكيل المدعى عليهم بأن زميلينا المحاميان الشهيدان هما (إرهابيان) وهذا تجاوز على عائلة موكلي بكل حال من الأحوال لا بل طالت هذه الإساءة ذكرى المحاميين الشهيدين ، فهل يستبعد زميلنا هذا ان يلاقي مصيراً مشابهاً لمصير المحاميان الشهيدان ؟ وهل يرضى ان يصفه احد بـ(الإرهابي) بعد ان يقتل على أيدي الإرهاب المجرم ؟!
كم تمنيت ان توجد لدينا قوانين وأنظمة داخلية في نقابتنا الموقرة كي تردع هذا التطاول وتلك التجاوزات والتي تستسهل التجاوز على المحامين وممن ؟ من زميل كل ديدنه (كسب) مبلغ من المال فحسب ، وهذه الإساءة التي تبدر بحق المحامين تكون أمام القضاء ويجب على نقابتنا العزيزة ان تُفعّل القوانين العقابية وان تضع أنظمة داخلية تعاقب كل محام يسيء للمهنة ويسيء لزملائه المحامين بهذه الطريقة الفجة وأمام الآخرين ، فمن يحترم المحامين والإساءة تبدر من أشخاص يحملون هوية نقابة المحامين ويرتدون الروب الخاص بالمحامين .
مطلوب من نقابتنا الموقرة ان تتشدد في تنبيه وعقوبة (المكيافيللين من المحامين "والذي يحملون لقب محامين مجازاً") ونقول للزميل العزيز وأمثاله : عيب وهذه ليست طريقة صائبة وصحيحة للدفاع عن الموكل ودحض ادعاءات الخصم واذا كانت غايتك ليست (كسب) الدعوى (أو المال) فهل هناك غايات أخرى تستدعي امتهان كرامة المحامين في حياتهم ومماتهم وتثلم سمعتهم ؟!
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الجمعة 02 يوليو 2010, 1:17 pm عدل 2 مرات