الطريق إلى السعادة
حاول الإنسان منذ الأزل التفكير في أسس السعادة فوضع المفكرون منذ بداية تطور المجتمعات المدنية بعض النظريات وأدلى كل منهم بدلوه في هذا الموضوع حتى تشعبت الآراء واصطدم بعضها ببعض وناقض بعضها بعضا في حين أصاب القليل منها جزءا صغيرا من المعادلة الكبرى للسعادة فمن قائل أن السعادة تكمن في المال والثروة والجاه , إلى آخر يعلن أن السعادة تكمن في القوة والسلطة , إلى آخر يؤكد أن السعادة مكنونة في كثرة الولد والعدد والهيبة الاجتماعية, وفي نقيض ذلك نجد فريقا آخر يعلن انه قد وجد السعادة في بغض الدنيا وأهلها والإقبال على الروحانيات المجردة سواء بالتعبد الصوفي أو بإتباع ملل ضالة كل الضلال كالبوذية وغيرها.
وفي هذا الخضم حار الإنسان قديما وحديثا فيمن معرفة المعادلة الحقيقية للسعادة... أهي بنبذ الدنيا حلالها وحرامها والإقبال على الآخرة؟؟ أم بالتمتع بهذه الحياة الفانية إلى أقصى حد وترك الآخرة لرحمة الله كما تصور لهم عقولهم؟؟
وقد أدرك الرسول الكريم هذه التساؤلات فجاءنا بالإجابة بسيطة وسهلة من غير ما حاجة إلى شهادات جامعية أو أكاديمية أو غيرها ولكن بعلم رباني وفتح الهي ووضح لنا أن قمة السعادة تكمن في تحقيق توازن دقيق بين دنيانا ومشاغلها وأخرتنا وروحانياتنا .
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
حيث يوضح المولى جل وعلا أن الحياة الدنيا عند البعض هي مجرد تنافس في اللعب واللهو وملذات الحياة حتى إذا انتهت حياتهم وأدركهم الموت وجاء الحساب لم يجدوا أمامهم إلا احد أمرين إما عذابا شديدا لمن تمسك بهذه الدنيا دون وضع الآخرة في الاعتبار ودون أن يعطيها جزءا من عمره الذي أضاعه في السعي وراء لذاته ومشاغله الدنيوية , وإما مغفرة من الله ورضوان لمن أطاعه واخذ من دنياه دون أن ينسى اخرته مصداقا لقول الله عز وجل " ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك "
وقوله تعالى أيضا " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة "
ومن المعروف أن القاعدة الفقهية تقول أن الأصل في كل الأشياء الإباحة إلا ما ورد في الشرع نص بتحريمه واعلموا أن الله تعالى لم يحرم شيئا إلا بسبب ضرر فيه علمه من علمه وغفل عنه من غفل.
ويقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ما معناه : ليس خيركم من اخذ من دنياه لاخرته ولا من اخذ من اخرته لدنياه ولكن خيركم من اخذ من هذه وتلك .
يقول الرسول الكريم ... " من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها "
الله اكبر .... محمد صلى الله عليه وسلم قد أعلن منذ قرون عديدة ما حار فيه المفكرون منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا وفي كلمات بسيطة معجزة عن سر السعادة الدنيوية ثم يتبعها في حديث آخر بسر آخر للسعادة حيث يقول ما معناه " السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه "
فالسعادة تكمن في نقاط بسيطة لا غير لا تتحقق إلا باجتماعها وهي النبراس لمن تدبر فيهاالخصها لكم في ه>ه النقاط ...
*...العافية والصحة... فكم ترى من أناس ابتلوا في أجسادهم يتمنون لو تعود إليهم صحتهم حتى يصرفوها في طاعة الله والقيام على شئون حياتهم دونما حاجة ليكونوا عالة على غيرهم .
* .... الشعور بالأمان .... والكثير منا لا يدرك مدى فظاعة الشعور بفقدان الامان لأنه تربى في بيئة آمنة ينعم فيه بحماية أسرته وجيرانه وأحبابه ووطنه.
* ....توفر لقمة العيش الكريمة دون الحاجة إلى مد اليد طلبا للاحسان فيستشعر ذل السؤال , ودون طلب المعونة من احد فيمن عليه ويدوس كرامته , بل يأكل من كسب يده الحلال ويشكر الله إن وجد ويحمده ويتضرع إليه إن فقد فيستشعر حلاوة الإيمان ويذوق حلاوة العبودية لله وحده .
* ....الاتعاظ بمواعظ القران والرسول الكريم وأخبار الأمم السالفة ولا ينتظر حتى يتعظ بنفسه فيقعد ملوما محسورا فيعظ اصابع الندم ولات حين مندم فلا يملك عندها إلا الحسرة أو أن يصيح قائلا " رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت " فيقول المولى عز وجل " كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
وعندها ينعم المؤمنون بالسعادة الأبدية بلا موت ويبوء العصاة المكذبون بالشقاء و العذاب المقيم.
* ... الرضا بقضاء الله والصبر على بلائه ولنعلم أن أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
* ...الرضا عن النفس ويكون ذلك بطاعة الله عز وجل وعلا والبعد عن معاصيه مما يولد الطمأنينة و السكينة النفسية.
* ...الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح حيث يقول الرسول عليه الصلاة والتسليم : إن من سعادة المرء الزوجة الصالحة:... أي والله فلن تتحقق السعادة إذا ما كان احد الزوجين نكدا عكر المزاج أو عاصيا لله تعالى لا يراعي في شريك حياته إلا ولا ذمة فبصفاء الزوجين معا تصفو الحياة .
* ....حب الناس جميعا وعدم إضمار الحقد أو الشر لأحد من المؤمنين فيقول الرسول الكريم : إنكم لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا وإنكم لن تؤمنوا حتى تحابوا .
* ... المحافظة على العبادات وخصوصا الصلاة يقول الرسول الكريم : "وجعلت قرة عيني في الصلاة ".... وكان عليه السلام حين يدخل وقت الصلاة ينادي بلالا قائلا " أرحنا بها يا بلال"..... أي بالصلاة لا كما يقول الكثير في زماننا هذا اصلي حتى ارتاح منها وأتفرغ لشئوني فلا حول ولا قوة إلا بالله .
*.....أداء حقوق العباد والبعد عن الظلم والمراء والكذب والنميمة وفاحش القول لنؤسس مجتمعا إسلاميا يتآلف فيه الناس ويتوادون فلا مكان فيه للشر .
هذا إخوتي وأخواتي مجمل أسباب السعادة التي نكون قد ضمناها بإذن الله تعالى في الدنيا والآخرة
وفي الختام ... اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أكون ابتغيت وجه الله تعالى في موضوعي هذا وأسألكم حسن الدعاء
منقوولة
حاول الإنسان منذ الأزل التفكير في أسس السعادة فوضع المفكرون منذ بداية تطور المجتمعات المدنية بعض النظريات وأدلى كل منهم بدلوه في هذا الموضوع حتى تشعبت الآراء واصطدم بعضها ببعض وناقض بعضها بعضا في حين أصاب القليل منها جزءا صغيرا من المعادلة الكبرى للسعادة فمن قائل أن السعادة تكمن في المال والثروة والجاه , إلى آخر يعلن أن السعادة تكمن في القوة والسلطة , إلى آخر يؤكد أن السعادة مكنونة في كثرة الولد والعدد والهيبة الاجتماعية, وفي نقيض ذلك نجد فريقا آخر يعلن انه قد وجد السعادة في بغض الدنيا وأهلها والإقبال على الروحانيات المجردة سواء بالتعبد الصوفي أو بإتباع ملل ضالة كل الضلال كالبوذية وغيرها.
وفي هذا الخضم حار الإنسان قديما وحديثا فيمن معرفة المعادلة الحقيقية للسعادة... أهي بنبذ الدنيا حلالها وحرامها والإقبال على الآخرة؟؟ أم بالتمتع بهذه الحياة الفانية إلى أقصى حد وترك الآخرة لرحمة الله كما تصور لهم عقولهم؟؟
وقد أدرك الرسول الكريم هذه التساؤلات فجاءنا بالإجابة بسيطة وسهلة من غير ما حاجة إلى شهادات جامعية أو أكاديمية أو غيرها ولكن بعلم رباني وفتح الهي ووضح لنا أن قمة السعادة تكمن في تحقيق توازن دقيق بين دنيانا ومشاغلها وأخرتنا وروحانياتنا .
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم "اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
حيث يوضح المولى جل وعلا أن الحياة الدنيا عند البعض هي مجرد تنافس في اللعب واللهو وملذات الحياة حتى إذا انتهت حياتهم وأدركهم الموت وجاء الحساب لم يجدوا أمامهم إلا احد أمرين إما عذابا شديدا لمن تمسك بهذه الدنيا دون وضع الآخرة في الاعتبار ودون أن يعطيها جزءا من عمره الذي أضاعه في السعي وراء لذاته ومشاغله الدنيوية , وإما مغفرة من الله ورضوان لمن أطاعه واخذ من دنياه دون أن ينسى اخرته مصداقا لقول الله عز وجل " ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك "
وقوله تعالى أيضا " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة "
ومن المعروف أن القاعدة الفقهية تقول أن الأصل في كل الأشياء الإباحة إلا ما ورد في الشرع نص بتحريمه واعلموا أن الله تعالى لم يحرم شيئا إلا بسبب ضرر فيه علمه من علمه وغفل عنه من غفل.
ويقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ما معناه : ليس خيركم من اخذ من دنياه لاخرته ولا من اخذ من اخرته لدنياه ولكن خيركم من اخذ من هذه وتلك .
يقول الرسول الكريم ... " من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها "
الله اكبر .... محمد صلى الله عليه وسلم قد أعلن منذ قرون عديدة ما حار فيه المفكرون منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا وفي كلمات بسيطة معجزة عن سر السعادة الدنيوية ثم يتبعها في حديث آخر بسر آخر للسعادة حيث يقول ما معناه " السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه "
فالسعادة تكمن في نقاط بسيطة لا غير لا تتحقق إلا باجتماعها وهي النبراس لمن تدبر فيهاالخصها لكم في ه>ه النقاط ...
*...العافية والصحة... فكم ترى من أناس ابتلوا في أجسادهم يتمنون لو تعود إليهم صحتهم حتى يصرفوها في طاعة الله والقيام على شئون حياتهم دونما حاجة ليكونوا عالة على غيرهم .
* .... الشعور بالأمان .... والكثير منا لا يدرك مدى فظاعة الشعور بفقدان الامان لأنه تربى في بيئة آمنة ينعم فيه بحماية أسرته وجيرانه وأحبابه ووطنه.
* ....توفر لقمة العيش الكريمة دون الحاجة إلى مد اليد طلبا للاحسان فيستشعر ذل السؤال , ودون طلب المعونة من احد فيمن عليه ويدوس كرامته , بل يأكل من كسب يده الحلال ويشكر الله إن وجد ويحمده ويتضرع إليه إن فقد فيستشعر حلاوة الإيمان ويذوق حلاوة العبودية لله وحده .
* ....الاتعاظ بمواعظ القران والرسول الكريم وأخبار الأمم السالفة ولا ينتظر حتى يتعظ بنفسه فيقعد ملوما محسورا فيعظ اصابع الندم ولات حين مندم فلا يملك عندها إلا الحسرة أو أن يصيح قائلا " رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت " فيقول المولى عز وجل " كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
وعندها ينعم المؤمنون بالسعادة الأبدية بلا موت ويبوء العصاة المكذبون بالشقاء و العذاب المقيم.
* ... الرضا بقضاء الله والصبر على بلائه ولنعلم أن أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
* ...الرضا عن النفس ويكون ذلك بطاعة الله عز وجل وعلا والبعد عن معاصيه مما يولد الطمأنينة و السكينة النفسية.
* ...الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح حيث يقول الرسول عليه الصلاة والتسليم : إن من سعادة المرء الزوجة الصالحة:... أي والله فلن تتحقق السعادة إذا ما كان احد الزوجين نكدا عكر المزاج أو عاصيا لله تعالى لا يراعي في شريك حياته إلا ولا ذمة فبصفاء الزوجين معا تصفو الحياة .
* ....حب الناس جميعا وعدم إضمار الحقد أو الشر لأحد من المؤمنين فيقول الرسول الكريم : إنكم لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا وإنكم لن تؤمنوا حتى تحابوا .
* ... المحافظة على العبادات وخصوصا الصلاة يقول الرسول الكريم : "وجعلت قرة عيني في الصلاة ".... وكان عليه السلام حين يدخل وقت الصلاة ينادي بلالا قائلا " أرحنا بها يا بلال"..... أي بالصلاة لا كما يقول الكثير في زماننا هذا اصلي حتى ارتاح منها وأتفرغ لشئوني فلا حول ولا قوة إلا بالله .
*.....أداء حقوق العباد والبعد عن الظلم والمراء والكذب والنميمة وفاحش القول لنؤسس مجتمعا إسلاميا يتآلف فيه الناس ويتوادون فلا مكان فيه للشر .
هذا إخوتي وأخواتي مجمل أسباب السعادة التي نكون قد ضمناها بإذن الله تعالى في الدنيا والآخرة
وفي الختام ... اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أكون ابتغيت وجه الله تعالى في موضوعي هذا وأسألكم حسن الدعاء
منقوولة