مخاوف المنطقة الخضراء قابلة لكل الاحتمالات ومنها الانقلاب العسكري
بين فترة واخرى -خصوصا حين تتأزم العملية السياسية- تظهر على سطح الصحافة الغربية مخاوف من حصول انقلاب عسكري في بغداد. ورغم ان هذه المخاوف في نظر البعض مجرد ظنون
وشكوك قد لا تجد لها ظلا في الواقع، لكن في بعض الأحيان يأتي الحديث عن انقلاب أقرب للواقع منه الى الخيال في وضع يزدحم بتناقضات الساسة وتداخلات القوى المتصارعة على السلطة.
بعض الصحف ومنها «التايمز» البريطانية، قالت بمناسبة تخلي القوات الأميركية عن المنطقة الخضراء (قلب بغداد) وتسلمها من قبل قوات الجيش العراقي: إن هذا يرفع احتمالات قيام انقلاب. وبنت الصحيفة هذا الاحتمال على معلومات استقتها من مصادرها.
وهي تفترض ان قوات من الجيش العراقي اذا قامت بالسيطرة على بوابات المنطقة الخضراء يعني ذلك انها اعتقلت وحاصرت جميع عناصر الحكومة والمسؤولين القابعين في المنطقة الخضراء.
فالمنطقة الحصينة كانت وما زالت منذ 2003 مقر الحكومة والبرلمان والرئاسات والبرلمان، فضلا عن قواعد عسكرية، وهي معزولة تماما وتضم ايضا السفارات الأجنبية، وفي مقدمتها الأميركية. وظلت القوات الأميركية والشركات الأمنية الخاصة المتعاقدة مع البنتاغون طيلة السنوات السبع الماضية هي المسؤولة تماما عن امن المنطقة. وجميع المسؤولين العراقيين تطبق عليهم اشد اجراءات التفتيش والكثير منهم عوملوا بفظاظة ادت الى شكاوى وقضايا بين الحكومة العراقية وبين السلطة الأميركية في العراق! وكان جواب الأخيرة أن الأمن يتطلب ذلك.
ورغم هذا التشدد، فإن المنطقة الخضراء لم تسلم من القصف والتفجيرات ومن وقوع ضحايا داخلها. وغالبا ما كانت السفارات هدفا للإرهاب.
وكان الكثير من العراقيين حين ينظرون الى المنطقة الخضراء يشعرون بانها ليست منهم او أنها انتزعت انتزاعا من قلب بغداد، وهذه النظرة تجعلهم يشعرون بالاحباط ويعتبرون أن بلادهم لا تزال تحت الاحتلال بعد فترة طويلة على انتخاب رئيس الوزراء، الذي يقيم هو أيضاً في المنطقة الخضراء.
الآن سلمت القوات الأميركية المسؤولية عنها للعراقيين، وانسحب الجنود من نقاط التفتيش وصارت القوات العراقية تتحكم بها في اجواء مليئة بالشكوك تحيط بقدرتها على ضمان سلامة الحكومة.
ورغم انني أشك في ان الجنرال اوديرنو يسلم لحيته (ليست لديه لحية) بهذه السهولة لضابط عراقي، لكن مسؤولا أمنيا عراقيا قال للصحيفة: هذه الخطوة ستسهل على الجيش العراقي القيام بمحاولة انقلابية، لأنه في حال وضع دباباته على مداخل المنطقة الخضراء وأغلق مداخلها، فإنه لن يكون بمقدور المسؤولين فعل الكثير. ويتفق بعض المراقبين مع هذه الفرضية التي قد تكون فيلما من افلام الماضي وهم يتصورون قوات أو ميليشيات منظمة تسيطر على بوابات المنطقة الخضراء وتحجز الجميع داخلها، حيث تسهل عملية هذا الانقلاب المزعوم.
البعض تساءل: ما لحل؟
وكان الجواب: ان يتم فتح المنطقة الخضراء أمام حركة المرور العادية وان تخرج الحكومة من معقلها المحاصر وأن تنهي عزلة هذه المنطقة التي بات تذكر العراقيين بالإذلال وبالفوارق الطبقية بين الحاكم والمحكوم.
أحد السياسيين المقربين للحكومة قال لـ القبس وهو يستمع لهذا السيناريو: انها دعوة خبيثة لفتح المنطقة على مصراعيها، انها اشبه بإخراج النمر من مكمنه ليسهل صيده.
زهير الدجيلي
القبس الكويتية
بين فترة واخرى -خصوصا حين تتأزم العملية السياسية- تظهر على سطح الصحافة الغربية مخاوف من حصول انقلاب عسكري في بغداد. ورغم ان هذه المخاوف في نظر البعض مجرد ظنون
وشكوك قد لا تجد لها ظلا في الواقع، لكن في بعض الأحيان يأتي الحديث عن انقلاب أقرب للواقع منه الى الخيال في وضع يزدحم بتناقضات الساسة وتداخلات القوى المتصارعة على السلطة.
بعض الصحف ومنها «التايمز» البريطانية، قالت بمناسبة تخلي القوات الأميركية عن المنطقة الخضراء (قلب بغداد) وتسلمها من قبل قوات الجيش العراقي: إن هذا يرفع احتمالات قيام انقلاب. وبنت الصحيفة هذا الاحتمال على معلومات استقتها من مصادرها.
وهي تفترض ان قوات من الجيش العراقي اذا قامت بالسيطرة على بوابات المنطقة الخضراء يعني ذلك انها اعتقلت وحاصرت جميع عناصر الحكومة والمسؤولين القابعين في المنطقة الخضراء.
فالمنطقة الحصينة كانت وما زالت منذ 2003 مقر الحكومة والبرلمان والرئاسات والبرلمان، فضلا عن قواعد عسكرية، وهي معزولة تماما وتضم ايضا السفارات الأجنبية، وفي مقدمتها الأميركية. وظلت القوات الأميركية والشركات الأمنية الخاصة المتعاقدة مع البنتاغون طيلة السنوات السبع الماضية هي المسؤولة تماما عن امن المنطقة. وجميع المسؤولين العراقيين تطبق عليهم اشد اجراءات التفتيش والكثير منهم عوملوا بفظاظة ادت الى شكاوى وقضايا بين الحكومة العراقية وبين السلطة الأميركية في العراق! وكان جواب الأخيرة أن الأمن يتطلب ذلك.
ورغم هذا التشدد، فإن المنطقة الخضراء لم تسلم من القصف والتفجيرات ومن وقوع ضحايا داخلها. وغالبا ما كانت السفارات هدفا للإرهاب.
وكان الكثير من العراقيين حين ينظرون الى المنطقة الخضراء يشعرون بانها ليست منهم او أنها انتزعت انتزاعا من قلب بغداد، وهذه النظرة تجعلهم يشعرون بالاحباط ويعتبرون أن بلادهم لا تزال تحت الاحتلال بعد فترة طويلة على انتخاب رئيس الوزراء، الذي يقيم هو أيضاً في المنطقة الخضراء.
الآن سلمت القوات الأميركية المسؤولية عنها للعراقيين، وانسحب الجنود من نقاط التفتيش وصارت القوات العراقية تتحكم بها في اجواء مليئة بالشكوك تحيط بقدرتها على ضمان سلامة الحكومة.
ورغم انني أشك في ان الجنرال اوديرنو يسلم لحيته (ليست لديه لحية) بهذه السهولة لضابط عراقي، لكن مسؤولا أمنيا عراقيا قال للصحيفة: هذه الخطوة ستسهل على الجيش العراقي القيام بمحاولة انقلابية، لأنه في حال وضع دباباته على مداخل المنطقة الخضراء وأغلق مداخلها، فإنه لن يكون بمقدور المسؤولين فعل الكثير. ويتفق بعض المراقبين مع هذه الفرضية التي قد تكون فيلما من افلام الماضي وهم يتصورون قوات أو ميليشيات منظمة تسيطر على بوابات المنطقة الخضراء وتحجز الجميع داخلها، حيث تسهل عملية هذا الانقلاب المزعوم.
البعض تساءل: ما لحل؟
وكان الجواب: ان يتم فتح المنطقة الخضراء أمام حركة المرور العادية وان تخرج الحكومة من معقلها المحاصر وأن تنهي عزلة هذه المنطقة التي بات تذكر العراقيين بالإذلال وبالفوارق الطبقية بين الحاكم والمحكوم.
أحد السياسيين المقربين للحكومة قال لـ القبس وهو يستمع لهذا السيناريو: انها دعوة خبيثة لفتح المنطقة على مصراعيها، انها اشبه بإخراج النمر من مكمنه ليسهل صيده.
زهير الدجيلي
القبس الكويتية