الخميس ، 27 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 13:58 (GMT+0400)
نساء يساهمن ببناء دليل "شو في تي في" من منازلهن
تقرير: سامية عايش
تقرير: سامية عايش
يساعد موقع شو في تي في عددا كبيرا
من السيدات في العمل من منازلهن
من السيدات في العمل من منازلهن
عمّان، الأردن (CNN) -- قد تدفع الظروف الصعبة بعض النساء، خصوصا في المجتمعات العربية، إلى ترك وظائفهن من أجل رعاية عائلاتهن وبيوتهن، مضحيات بذلك بعدة مبادئ أساسية من بينها حقهن في العمل والاستقلالية المادية والفكرية.
جوانا حنا وسوسن العلمي سيدتان أردنيتان دفعتهما الظروف إلى الالتزام بالبقاء في منزليهما بعيدا عن الحقل العملي، من أجل تلبية احتياجات العائلة والمنزل، إلا أنهن لم يتوقفن عن الحلم يوما بالعودة إلى محافل العمل، والوقوف جنبا إلى جنب مع الرجل للمساهمة في صالح مجتمعهن.
فرصة فريدة لاحت في الأفق لجوانا وسوسن، وهي العمل لصالح "شو في تي في"، وهو دليل شامل للتلفزيونات العربية يمكن من خلالها للمشاهد معرفة ما يعرض على مختلف القنوات الفضائية، من منازلهن، أي من دون الحاجة للخروج والعمل خارج المنزل.
فكرة الشركة، كما يوضحها صاحب الفكرة والمدير العام أمجد تادرس، تتلخص في أنه منبر شامل لكافة المحطات الفضائية العربية، يقدم للمشاهد معلومات حول أبرز البرامج والأفلام والمسلسلات، بالإضافة إلى معلومات حول الممثلين والممثلات، كما يقدم "شو في تي في" تصنيفات عدة للأفلام والبرامج التي تعرض يوميا، كفئة الأفلام الكوميدية، أو الرومانسية، أو الإثارة أو أفلام الدراما.
ويتمحور عمل السيدات ربات المنازل حول فكرة جمع البيانات للأفلام والبرامج ووضعها في دليل "شو في تي في"، لتصبح متاحة للمشاهدين لاحقا، فيقول تادرس: "قمنا بداية بتوظيف سيدات لدينا في المكتب ليقمن بجمع المعلومات ووضعها في دليل شو في تي في. غير أننا وجدنا لاحقا أن بقاء السيدة في منزلها وعملها من هناك سهل عملنا وعملها بشكل كبير."
ويضيف تادرس بالقول: "بحكم وجود شبكة الإنترنت، ووجود قاعدة معلومات قمنا ببنائها سابقا، أصبحنا نعرف كمية المعلومات التي تقوم كل سيدة بإدخالها يوميا. وبهذا الشكل، فتحنا الباب أمام الكثير من النساء، ذوات الخبرة والمعرفة، للعمل، فهن في السابق لم يكن قادرات على ذلك بسبب ظروف المجتمع."
إلا أن على السيدة أن تعمل في المكتب فترة أسبوع واحد عند التحاقها بالشركة، وهي فترة التدريب، كما تقول روان بزاري، مديرة الموارد البشرية في "شو في تي في"، وتضيف: "نقوم في البداية بجولة تعريفية بالشركة، وندرب السيدة على نظام إدخال المعلومات الذي نستخدمه، ونوع المعلومات التي يجب استعمالها. وفي المرحلة الأخيرة من التدريب، تجلس الموظفة الجديدة مع موظفة قديمة للتعرف على طبيعة العمل، ثم تعود إلى المنزل، لتبدأ العمل من هناك."
وحول ما إذا كانت هناك ساعات عمل معينة لكل سيدة، تقول بزاري: "ساعات العمل عادة ما تكون من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، إلا أنه وفيما يتعلق بربات المنازل فالأمر أكثر مرونة، فباستطاعتهن العمل قبل التاسعة أو بعد الخامسة، كما أن باستطاعتهن العمل يومي الجمعة والسبت، وهي عطلة نهاية الأسبوع الرسمية هنا."
غير أن العمل من المنزل له صعوباته بالنسبة لهؤلاء النسوة، فسوسن العلمي تقول بأن المجتمع لا يزال غير قادر على فهم فكرة أن المرأة قادرة على العمل حتى من منزلها، وتضيف: "كان جيراني وأقربائي يعتقدون في البداية أنني قادرة على استقبال أي شخص في أي وقت، ولكنهم وتدريجيا تفهموا بأن لدي التزامات تجاه وظيفتي، وبالتالي فأنا غير قادرة على تلقي اتصالات هاتفية خلال هذا الوقت، أو استقبال ضيوف لدي في المنزل."
أما جوانا حنا، فترى أن أبرز الصعوبات التي واجهتها كانت التوفيق بين العمل المنزل والعمل في "شو في تي في"، إذ تقول: "وجدت صعوبة في التوفيق بين عملي في المنزل والشركة، فأنا لا أريد التقصير في حق أبنائي وبيتي، كما لا أريد التقصير في حق العمل، إلا أنه ومع الوقت، ومع تعاون طاقم شو في تي في، تغلبنا على هذه الصعوبة، وأصبح الأمر يعتمد على كيفية برمجتي لوقتي."
ولا تنكر السيدتان أن الجانب المادي يلعب دورا مهما في حياتهما، فسوسن العلمي ترى بأن الدخل المادي حقق لها جزءا من الاستقلالية المادية التي تطمح لها كل سيدة عاملة، أما جوانا حنا فترى أن الجانب المادي يعطي المرأة إحساسا بالأمان والثقة، ويقدم لها فرصة للمساهمة في تحسين المجتمع.
ويبدو أن المؤسسة قد تحتاج إلى موظفات أخريات للعمل مستقبلا، خصوصا مع خطط التطوير التي يطمح لها أمجد تادرس وطاقمه في شو في تي في، إذ يقول: "مع تقدم التكنولوجيا أصبح المشاهد يتابع الفيديو عبر التلفزيون والموبايل والإنترنت، لذا فإننا نطمح إلى أن نصبح دليل المشاهد الأول على جميع هذه الوسائل."
قد تبدو فكرة شو في تي في فكرة عادية للبعض، وقد يراها البعض الآخر، منتجا مهما للمواطن العربية يحتاجه ليتابع ما يرغب به على مختلف المنصات الإعلامية، غير أن ما يهم هو تفهم القائمين على المؤسسة المناخ الاجتماعي الذي لا زالت تعيشه بعض النساء في المجتمع الشرقي، وبالتالي مد يد العون لهن، وزيادة دورهن في مجتمعهن.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/5/27/shufitv.women/index.html