مؤلفو (كتب قانون) ام مؤلفو (أغلفة) كتب قانون ؟!
المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد – الثلاثاء 11/12/2012
بغداد – الثلاثاء 11/12/2012
من المؤكد ان الاقدام على تأليف كتاب بشكل عام يعد جهدا محسوبا للمؤلف ايا كان تخصصه او الحقل الذي يبحث فيه ، والتأليف في مجال القانون عموماً يعد جهدا ثمينا لكاتبه لا يمكن التغاضي عنه بأي حال من الاحوال سواء في مجال الفقه او التشريع او القضاء وما الى ذلك ، ونحن سابقا كطلبة قانون وحاليا كرجال قانون وبالأخص كمحامين (وايضا كقضاة وطلبة دراسة قانون) الخ لا يمكن ان نستغني عن كل ما يستجد على الساحة القضائية والقانونية من مؤلفات قيمة للسادة من المؤلفين خصوصا اذا كانت تبحث في الجانب التطبيقي في المحاكم او ما تضمه من قرارات المحاكم المختلفة واهمها قرارات محكمة التمييز الاتحادية المدني منها والشرعي والجزائي ، وقرارات محاكم الاستئناف بصفتها التمييزية ولا ننسى قرارات المحكمة الاتحادية العليا وقرارات مجلس شوري الدولة ومجلس الانضباط العام والمحاكم العسكرية الخ، ودوما نتعلم من هذه المؤلفات القيمة خصوصا ان اغلبها مؤلف من قبل سادة قضاة ومحامون ويقول المثل العربي (ان اهل مكة ادرى بشعابها) ولطالما اصيبت دعوى في مقتل منذ بدايتها ولأسباب شكلية بسبب عدم بذل الجهد الكافي من المحامي وعدم درايته وخبرته وهذه المؤلفات بما تتضمنه من معلومات وسوابق قضائية هي التي تسعفه وتضيف له خبرة ميدانية وتسهم في اتساع آفاقه الفقهية والقضائية بما ينعكس ايجابا على المجتمع من حيث سلاسة سير الدعاوى وتقليل حالة الطعون وايضا عدم انهاك الموكل ماديا ومعنويا وعدم انهاك محاكمنا في دعاوى قد لا تقام لو كان بعض زملائنا من رجال القضاء الواقف اكثر حنكة ودراية (وكاتب السطور ليس افضل منهم بل هو واحد منهم) في الدعاوى التي يتوكلون فيها ، هذا كله يشار بالبنان لمن يسهم في ازدهار التأليف في مجال القانون مما يضمن بقاء مؤلفه هذا في خدمة الاخرين من الباحثين وطلبة الدراسات العليا والاولية فضلا عن القضاة والمحامين وغيرهم من رجال القانون ، لكن للأسف بدأت منذ سنوات قليلة تطرأ على سوق الكتب وبالأخص كتب القانون ظاهرة سلبية لا نعرف سببها الحقيقي اللهم الا الشهرة لأن كما يعلم الجميع ان مؤلفي الكتب بالعراق عموما لا يتربحوا من مؤلفاتهم القيمة تلك فالجاري من قبل الناشر والذي يتعهد بطبع وتوزيع الكتاب ان يمنح نسخاً مجانية لا تزيد عن خمسين نسخة للمؤلف نفسه مقابل استغلال مؤلفه تجاريا من قبل الناشر ويحتكر هذا المؤلف من حيث طباعته وتوزيعه واعادة طباعته عند النفاد ، لذا هذه الحالة السلبية تتجسد بقيام البعض من السادة المحامين والقضاة بطباعة قوانين لا نجد لهم فيها جهداً يذكر عدا (الغلاف) الذي يحمل اسم (المؤلف !) او الباحث او المحقق ؟ لا بل وصل الحال ان اي قانون خاص يصدر في جريدة الوقائع العراقية وان كانت مواده لا تزيد عن عدد اصابع اليد الواحدة او اليدين ومع ذلك نطالع على هذا الكتيب اسم الزميل بصفة الباحث او المحقق او المؤلف ؟! وهذا امر قد يؤثر سلبا على الزميل من حيث يعتقد انه قد يجلب له الشهرة او غير ذلك ، نعم قد يبخس احدنا من القراء حق احد الزملاء عندما يصدر كتابا يحمل عنوان (قرارات محكمة التمييز الاتحادية – القسم المدني) فهي وان كانت كتبا ومؤلفات هامة جدا للمحامين والقضاة وللموظفين الحقوقيين وغيرهم الا انها لا تعد من عنديات هذا الزميل (المؤلف او الباحث او المحقق كما يطرح نفسه على غلاف الكتاب) بل هو جهد جمعي او تجميعي لا يخرج عن نطاق الجهد البدني اكثر من كونه جهدا فكريا على حد تعبير احد النقاد ، لكن نقول رغم كل ما يقال عن هكذا مؤلفات الا انه لا يجوز ان نبخس حق الزميل المعد او الباحث خصوصا اذا ما علمنا ما يعنيه جمع هذا الكم الكبير من قرارات محكمة التمييز الاتحادية وقد يقول قائل (لو كنت تعرف مسؤول مخزن محكمة التمييز الاتحادية لما عانيت في جمعها !) وهذا ايضا لا يبخس حق الباحث لأنه بالنتيجة جهد لا يمكن ان نهدره وان كان لا يجوز اطلاق كلمة المؤلف على معد هذا الكتاب بل عبارة (اعداد) او (بحث) هي الانسب عند تسمية نوع الجهد الذي بذله الزميل وهو يطرح مؤلفه القيم هذا لتتلاقفه ايادي القراء امثالي ، نعود فنقول يا اساتذتي الافاضل لا يعقل اني اقف اليوم امام مكتبة فيها متن قانون لا تزيد مواده عن 15 مادة قانونية وصفحاتها ست صفحات من القطع الصغير ومستنسخة بطريقة رديئة تصعب قراءة كلماتها مع غلاف جميل وانيق وواضح لهذا الكتيب ثم نطالع عبارة (اعداد وبحث المحامي ....) ونحن نقول لزميلنا العزيز ، هل اضاف لك هذا شيئا وانت المحامي الهمام بالمحاكم ؟ نتمنى ان نكون واقعيين في طروحاتنا ونحن اهل لهذا لأننا اهل الخطابة وفرسان المنابر ولا تصدح السنتنا الا بالحق في الدفاع عن موكلينا {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر : 94] الا من ضل وكان سعيهم شتى وهم قلة كشواذ كل قاعدة او مهنة ، {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل : 4]
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الخميس 20 ديسمبر 2012, 10:22 am عدل 2 مرات