الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.
الكلمة .. ابداع والتزام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكلمة .. ابداع والتزام

منتدى للابداع .. ثقافي .. يعنى بشؤون الأدب والشعر والرسم والمسرح والنقد وكل ابداع حر ملتزم ، بلا انغلاق او اسفاف

منتدى الكلمة .. إبداع وإلتزام يرحب بالأعضاء الجدد والزوار الكرام . إدارة المنتدى ترحب كثيراً بكل أعضائها المبدعين والمبدعات ومن كافة بلادنا العربية الحبيبة ومن كوردستان العراق الغالية وتؤكد الإدارة بأن هذا المنتدى هو ملك لأعضائها الكرام وحتى لزوارها الأعزاء وغايتنا هي منح كامل الحرية في النشر والاطلاع وكل ما يزيدنا علماً وثقافة وبنفس الوقت تؤكد الإدارة انه لا يمكن لأحد ان يتدخل في حرية الأعضاء الكرام في نشر إبداعاتهم ما دام القانون محترم ، فيا هلا ومرحبا بكل أعضاءنا الرائعين ومن كل مكان كانوا في بلداننا الحبيبة جمعاء
اخواني واخواتي الاعزاء .. اهلا وسهلا بكم في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .. نرجوا منكم الانتباه الى أمر هام بخصوص أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم ، وهو وجوب أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم كتابتها باللغة الانكليزية وليس اللغة العربية أي بمعنى ادق استخدم (الاحرف اللاتينية) وليس (الاحرف العربية) لان هذا المنتدى لا يقبل الاحرف العربية في (كلمة المرور) وهذا يفسّر عدم دخول العديد لأعضاء الجدد بالرغم من استكمال كافة متطلبات التسجيل لذا اقتضى التنويه مع التحية للجميع ووقتا ممتعا في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .
إلى جميع زوارنا الكرام .. أن التسجيل مفتوح في منتدانا ويمكن التسجيل بسهولة عن طريق الضغط على العبارة (التسجيل) أو (Sign Up ) وملء المعلومات المطلوبة وبعد ذلك تنشيط حسابكم عن طريق الرسالة المرسلة من المنتدى لبريدكم الالكتروني مع تحياتنا لكم
تنبيه هام لجميع الاعضاء والزوار الكرام : تردنا بعض الأسئلة عن عناوين وارقام هواتف لزملاء محامين ومحاميات ، وحيث اننا جهة ليست مخولة بهذا الامر وان الجهة التي من المفروض مراجعتها بهذا الخصوص هي نقابة المحامين العراقيين او موقعها الالكتروني الموجود على الانترنت ، لذا نأسف عن اجابة أي طلب من أي عضو كريم او زائر كريم راجين تفهم ذلك مع وافر الشكر والتقدير (إدارة المنتدى)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالأربعاء 05 فبراير 2020, 3:45 am من طرف doniamarika

» تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالأحد 15 ديسمبر 2019, 3:05 pm من طرف مصطفى أبوعبد الرحمن

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 4:27 am من طرف doniamarika

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:19 am من طرف doniamarika

» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:17 am من طرف doniamarika

» تصميم تطبيقات الجوال
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:56 am من طرف 2Grand_net

» تصميم تطبيقات الجوال
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:54 am من طرف 2Grand_net

» تحميل الاندرويد
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالثلاثاء 05 يونيو 2018, 3:35 am من طرف 2Grand_net

» تحميل تطبيقات اندرويد مجانا
الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون Emptyالثلاثاء 22 مايو 2018, 2:42 am من طرف 2Grand_net

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

المواضيع الأكثر نشاطاً
تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
مضيفكم (مضيف منتدى"الكلمة..إبداع وإلتزام") يعود إليكم ، ضيف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، مبدعنا ومشرفنا المتألق العزيز الاستاذ خالد العراقي من محافظة الأنبار البطلة التي قاومت الأحتلال والأرهاب معاً
حدث في مثل هذا اليوم من التأريخ
الصحفي منتظر الزيدي وحادثة رمي الحذاء على بوش وتفاصيل محاكمته
سجل دخولك لمنتدى الكلمة ابداع والتزام بالصلاة على محمد وعلى ال محمد
أختر عضو في المنتدى ووجه سؤالك ، ومن لا يجيب على السؤال خلال مدة عشرة أيام طبعا سينال لقب (اسوأ عضو للمنتدى بجدارة في تلك الفترة) ، لنبدأ على بركة الله تعالى (لتكن الاسئلة خفيفة وموجزة وتختلف عن أسئلة مضيف المنتدى)
لمناسبة مرور عام على تأسيس منتدانا (منتدى "الكلمة..إبداع وإلتزام") كل عام وانتم بألف خير
برنامج (للذين أحسنوا الحسنى) للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) يونس) بثت الحلقات في شهر رمضان 1428هـ
صور حصرية للمنتدى لأنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 8/4/2010
صور نادرة وحصرية للمنتدى : صور أنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 16/11/2006

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2029 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ن از فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 54777 مساهمة في هذا المنتدى في 36583 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام - تأليف: جون فيليب ايمارجيون

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

وصلني اليوم الاربعاء 22/4/2009 على بريدي الالكتروني بريد حركة القوميين العرب ومعها هذا المقال ولأهميته اضعه بين اياديكم ، مع تقديري لكم

وليد محمد الشبيبي

الدجل الأمريكي... عظمة وبؤس العم سام

تأليف: جون فيليب ايمارجيون

عرض وترجمة: بشير البكر

الجزء الاول

علينا أن نعترف بأن الكاتب جون فيليب إيمارجيون ليس ودوداً مع الولايات الأمريكية، وقد عبر عن الأمر في العديد من مؤلفاته ومقالاته، وهو موقف يشبه مواقف شرائح كبيرة ومتزايدة من الكّتاب والصحافيين والمثقفين الفرنسيين الحريصين على الاستقلالية الفرنسية. إلا انه في كتابه الجديد “الدجل الأمريكي: عظمة وبؤس العم سام”، الصادر عن دار نشر “بورين” في باريس، يدعو إلى اخراج امريكا من التاريخ، لأنه ببساطة لن تكون ثمة امريكا مرة ثانية. وهو يرى في جميع الأحوال أنه لا يهم ان يكون المرء موالياً أو معادياً لامريكا، ولكن المهم أن يكون لا أمريكيا.

هزيمة أمريكا حتمية نتيجة ما زرعته خلال عقدين

يقدم الكاتب في مستهل الكتاب نظرة بعيدة لما كانت عليه امريكا في قديم الزمان، ويرى أن “ألكسي دي توكفيل” المنظّر الأول للديمقراطية الأمريكية، كان محقّا حين أكد أن نمط تفكيرها العقلاني سيحقق نجاحا لأنه يداعب الميول الطبيعية للعقل البشري وذوقه نحو نوع من التراخي العقلي. ويقول ان أمريكا لم تكن أبدا سوى امبراطورية العقلانية المنتصرة. لكن أمَا وقد عشنا هذا القرن الأمريكي، فإن هذا الوعد ترك ذوقا غير مكتمل. ويضيف كتب جان جيرودو بأنّ أمريكا عبارة عن نادٍ، واستعاد التعريف من بعده دونيز دي روجمونت. فيما أضافت المفكّرة حنه أرندت بأنها ليست أمة، لأنه ينقضها هيكل الحضارات العتيقة. أمريكا عبارة عن صفقة أجريت مع كل الذين ينتمون إلى الدستور. بهذا المعنى فنحن جميعا أمريكيون، سواء تمتعنا بالجنسية الأمريكية أو لم نتمتع بها. لكن من الضروري تنفيذ جميع بنود هذه الصفقة، لأنه إن لم يتم الإيفاء بها فلن يتبقّ أي رباط تعويضي آخر يمكنه أن يجعلنا نتمثل بأمريكا، فالويسترن والجاز وكوكا كولا لا تؤسس حضارة كونية. والآن، وقد مضى جورج بوش، فإن باراك أوباما، الذي وضِع على كاهله الكثير من الأمل، يعرف أنه من الآن فصاعدا عاجز عن تلبية شروط الصفقة.

هزيمة النموذج الأمريكي

ويواصل الكاتب، كان المبدأ الأمريكي نموذجا خلال قرنين. لم يكن ثمة نموذج آخر مثله مفيداً للبشرية في فترة قصيرة جدا. لقد جذب انتباه العالم كما لم تستطع أن تفعل ذلك إلا حضارات بشرية نادرة. لقد كانت أمريكا، خلال فترة قصيرة من الزمن، الوردة التي جعلت أمير “سانت إكزوبيري” الصغير يصبح كبيرا. لقد نجحت في تحريك التاريخ، في الوقت الذي كانت تدّعي أنها تضع له حدّا. إن خطأها يكمن في كونها اعتقدت في موضوعية العالم وفي كونها تصورت أنه أصبح أمريكياً. إنها لم تفكر في نفسها باعتبارها امبراطورية، تصورت العالم باعتباره امبراطورية. ولهذا السبب يتوجب على هذا العالم أن يصبح عالمها. هذا السبب الإمبراطوري (بالمعنى الفلسفي أكثر منه بالمعنى السياسي) أثبت نجاعته، ولكن الفرضية أصبحت متَجَاوَزَة، اليوم. العالَم لم يَعد ذلك العالَمَ الذي كانت تحلم به، ولن يكونه أبدا. الخطأ الأمريكي لم يكن سوى الفظاعة العقلانية، على الرغم من أن المرور بهذه الحقبة كان ضرورةً. إن أي نظام، حتى إن كان معيبا، يمكنه أن يكون مفيدا وفعّالا في سياق معيّن، ثم يخرج، بعنف، من التاريخ. حينها نبحث عن الخطأ الذي يمكن أن يكون قد ارتكبه، فنعثر عليه دائما. نبحث عن الآفة التي يمكن أن تحتويه، ونعثر عليها أيضا. لكن لِمَ هذا الخطأ في هذه اللحظة، وليس في لحظة أخرى من قبل أو فيما بعد؛ ولماذا أصبحت هذه الآفة، التي كانت في فترة سابقة مفيدةً، قاتلة بشكل مفاجئ؟

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

ويحكم الكاتب على النقاش بأنه مغلوط: لأن نظاما يشرف على الانهيار هو، ببساطة، نظام لا يدرك الواقعي ولا يستطيع حتى تفسيره. هذا ما يحدث مع أمريكا، التي يتوجب علينا أن نعتبرها مثل عبارة المرحّلة على الرغم من ادعائها أنها آخر المناوبين وأنها أنهت السباق. كانت كبيرة وأنقذتنا (الفرنسيين) سنة،1944 ولكنها متجاوَزَة من طرف عالم يفيض على النموذج الذي اختارته لنفسها، والذي نجحت خلال فترة من الزمن في إدخاله فيه. إنها هزيمة عن طريق إنهاك القوى، من كابول إلى وول ستريت، لأنه انحطاط عن طريق انهاك المفهوم. نستطيع دائما أن نناقش الأسباب، يجب استنتاجه، على الرغم من أن هذا يربك رفاهيتنا الفكرية. إن القول بهذا وكتابته لا يعنيان التخلي عن شغفنا السابق بأمريكا، ولا إنكار الإسهامات الكبيرة التي قدّمتها لنا. بل إنهما يعنيان، ببساطة، أن نقبل أن نموذجها كان متأقلما بشكل كامل في وقت ما، من تاريخ البشرية، ولكنه، اليوم، لا يفيد في شيء. بل إنه أصبح عائقا. مثل بينيلوب، إن أمريكا، وعن إصرار، هي بصدد تفكيك ما استطاعت نسجه خلال قرنين من الزمن.

وعلى الرغم من توكفيل، فإن أمريكا، وبعد مرور كثير من الوقت، لم تكن سوى نموذج أولي لنفسها. وبعيدا عن النجاح الحقيقي، ولكن العابر، فإن قِيَمَها كانت من الخصوصية بحيث لا يمكن أبدا الادعاء انها دائمة على المستوى العالمي. إن اعتبار كل الأفراد أفكارا أساسية للعقل الخالص، تسكن أجسادا متساوية وتقطن آلة كوسمولوجية كبيرة والتي لم يكونوا فيها سوى دولاب آلة محدد سلفا، كان فرضية مهمة، ولكنها لم تكن سوى فرضية ولا شيء أكثر. ما دام أنها تتيح التقدم، فَلِمَ رفض ذلك؟ ولكن ما إن تتعرض للدحض حتى يتوجب التخلص منها بسرعة. إن الهزيمة الأمريكية ليست سوى هزيمة نموذج أدّى دورَه. لا يتعلق الأمر بهزيمة الديمقراطية، التي لم تخترعها، ولا هزيمة الحرية، التي لم تكن أبدا محركَهَا الرئيسي، ولكنها هزيمة للمساواتية (النزوع المساواتي) والتنظيم اللذين يعتبران دعامتين حقيقتين للعالَم المعاصر، واللذين أتاحا تصوّر نَمط تنمية فريد في التاريخ. ويدعو الكاتب الآن للانتقال إلى شيء آخر، وأمريكا لا تستطيع أن تقترح علينا بديلا، وهي التي خلِقت على مبدأ فريد وحصري. مع ذلك يجب علينا أن نفكّر، في استعجال، في العالم بصفة مختلفة وأن نعثر على أنماط تفكير أخرى منسية أو مهملة. ولهذا السبب يجب إخراج أمريكا من التاريخ، أي إخراجها من رؤوسنا ومن عقولنا. يتوجب، ألا ننسى أمريكا التي ستظل دائما وردَتَنا، ولكن ألا نبحث عنها مرة ثانية، لأن الأمر لا يفيد في شيء، وسوف نصاب بخيبة الأمل. لا يقول لنا سانت إكزوبيري شيئا عن لقاءاته مع “الأمير الصغير”، هل ربما لأنهما لم يجدا ما يقولانه، أحدهما للآخر؟ من الأفضل أن نظل عند تذكار قصة جميلة وننتقل إلى شيء آخر. إنها الرجوعيّة (ارتدادية)، وهي كلمة استخدمها جورج بوش الابن مرات عديدة في تشرين الثاني/ نوفمبر ،2008 وإنّ ما يتوجب أن نضعه في كِتاب الصّوَر الكبير هو أمريكا.

ويسترسل الكاتب في سرد رؤياه، في يوم قريب، سوف نستيقظ ربما ذات صباح ونحن نتساءل: “هل جرت انتخابات في أمريكا، في الأسبوع الماضي؟” هل سيعرف أحد من هو الرئيس المنتخب الجديد؟ لا يهم، من الآن فصاعدا، أن يكون المرء موالياً أو معادياً لأمريكا، ولكن المهم هو أن يكون لا أمريكيا: un-american. إن عالَما من دون أمريكا يبدو لنا خطيرا، وهو ما يمكن أن يثير خوف الكثيرين. العقول الليبرالية التي كانت تعلن لنا منذ بضعة شهور نهاية الزمن (التاريخ) والانتصار النهائي للنموذج الرأسمالي، ينتابهم رعب شديد من فكرة وجوب تفكير جديد، وهو ما يجدون أنفسهم عاجزين عن القيام به. إن أحد نجاحات العقل الأمريكي الكبرى هو إقناعنا خلال قرنين من الزمن بتنظيم ممكن للكون، من خلال وضع تناغم ما بين النظريات الحتميّة لكوندورسي ولابلاس ثم كومت وسبينسر وأخيرا إنشتاين وفرويد. هل سيعيد امّحاء أمريكا للعقل الأمريكي ثباته وتوازنَه؟ لا أحدَ يمكنه أنْ يقسم بما يمكن أن يكون عليه الغد. هل سيكون أسوأ، لا أحد يمكن أن يكون متأكدا من الأمر، خصوصا إذا تأملنا ما خصّه لنا القرن العشرون الذي استولى عليه العقل الأمريكي، من أوله إلى آخره. ما هو أكيد، في المقابل، هو أن الأمر(هذا التحول) سيجري في الولايات المتحدة الأمريكية. الأمر محزن بالنسبة لباراك أوباما، الذي رغم مزاياه المدهشة، لن يستطيع فعل أكثر من المحافظة على الوضع الحالي وتهيئة “الما بَعد”. وهذا “الما بعد” هو غدا، هو نهاية القرن العشرين، هو سنة 2015. وقد ظهرت، بطبيعة الحال، نظريات كبيرة، تحاول أن تقنعنا بأنّ التغيير المنتظر لموقف أمريكا من بقية العالم قد خضع لتفكير ناضج وأنه ستتمّ إدارته. إن الولايات المتحدة لم تعدْ سيدة الوقت، ولكنها تريد أن تبقى سيدة الكلام. وعلى بعض صغار الخبراء ولجنة الخبراء أن يبرّروا أتعابهم ورواتبهم.

ويقول الكاتب انه سواء أكانت أمريكا قد استبقت النظر أم لا إلى هذا “الما بعد”، الذي لن يكونَ أمريكا، ولكن شيئا آخر، فإن أمريكا جيفيرسون وويلسون وروزفيلت قد سلّمت أمرها. مهما يكن الشكل الذي سيرتديه هذا التخليّ، سواء كان مقبولا أم مفروضا، فإن قطارَ التاريخ لن يَمرّ ثانية.. لن تكون ثمة أمريكا، مرة ثانية.

لكي يدعم فكرته هذه يعود الكاتب ليتحدث عن بدايات تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية. ويستحضر ما يقوله بعض المؤرخين الذين يذكرون أنه أثناء استسلام البريطانيين في يورك تاون، سنة،1781 وحين كانت القوات البريطانية المهزومة تمرّ بين الفيلقين الفرنسي والأمريكي اللذين كانا يوجهان لها التحية العسكرية، كانت ثمة فرقة موسيقية تعزف مقطعا موسيقيا يقول: “العالم يمشي على رأسه”، و”بعد مرور قرنين من الزمان على هذه اللحظة، ها هو العالم الأمريكي، بدوره، يمشي على رأسه”.

في الماضي البعيد، كان الأمريكيون يمزحون بالقول إنه “حين تشعر شركة جنرال موتورز بنزلة برد، فإن أمريكا تصاب بالزكام”، ويعقّب الكاتب على الأمر بالقول: “وفي الوقت التي تكتَب فيه هذه السّطور فإن جنرال موتورز تقترب من السقوط”.

ويتساءل الكاتب، هل من حل؟ “إذا ما تدخلت الدولة الأمريكية لمساعدتها فإن جنرال موتورز ستشبه قِرَدَة جبل طارق، التي يبدو أن اختفاءها سيدقّ ناقوس رحيل الأسطول البريطاني: لا توجد أي فصيلة من الثدييات في العالَم تحظى بانتباه كبير، إلى درجة أنها ستظل دائما، هنا، وتكون القاعدة العسكرية قد تخلت عنها، منذ فترة طويلة، البحرية الملكية”.

أمريكا، كما يرى المؤلف، هي على هذه الصورة الكارثية. “عملاق في الواجهة، والمصارف في طور الإفلاس، والمصانع يغلق الواحد تلو الآخر، وعلى الرغم من كونها تمتلك مائة وعشرين قاعدة عسكرية في العالم، فإنها خسرت حربين إقليميتين على الرغم من أنها تتمتع فيهما بتفوق كمي ونوعي رهيب. وفي ما يخص دبلوماسيتها فقد وعدت الفلسطينيين بدولة قبل نهاية سنة 2008 وهي غير قادرة أن توقف انتهاك جورجيا”، ويتساءل المؤلف: “أين هي أمريكا؟”، وهنا يتحدث عن “رجل أوروبا المريض” وهو هنا استعار تعبيرا أطلقه الأوروبيون على الامبراطورية العثمانية في بداية أفول مجدها.

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

“ساركو” الأمريكي

ويسرد الكاتب على نحو دلالي، أنه في 8 آب/ أغسطس 2008 اختار الصينيون إطلاق الألعاب الأولمبية في التاريخ الرمزي (080808)، وفي نفس التاريخ اكتسحت الدبابات الروسية العتيقة جدا (تعود إلى ثلاثين سنة ماضية) جورجيا. لم يواجه هذه الدبابات سوى الرئيس الجورجي ساكاشفيلي، وهو منتوج غربي لسنوات التسعينات. ولهذا أصبح “رمز خسارة قوة أمريكا”، ويقول كان ثمة رجل أحس بكل شيء، من البداية. “لن أعيد كتابة ما أفكر فيه عن ساركوزي”. ومن المعروف أن المؤلف سبق له أن أصدر سنة،2007 كتابا عن الرئيس ساركوزي: “ساركو الأمريكي” عن نفس الدار. ويرسم فيه بورتريه قاسياً عن ساركوزي: “شخصية تمتلك أناً معاقة، وجهلاً معلناً، ونزوات طفل، مع أبٍ دائم الغياب فلم يطلب منه أبداً أن يرتب غرفته، كل هذا يترافق مع غريزة حيوانية” مفاوض مثير للشفقة، ما إن يجد نفسه في وضعية قوة غير ملائمة، أمام فرح وتلذذ الجلادين الليبييين والدكتاتوريين الصينيين، لم يفهم شيئا مما وقع في الأسبوع الثاني من شهر أغسطس/ آب - وقد صرح بذلك شخصيا- بأن الولايات المتحدة تلقت للتوّ ضربة كبيرة على رأسها. ويضيف، حين حاولت أمريكا حفظ ماء الوجه، صرح الرئيس بوش: “إن العنف والتهديد ليسا منهجين مقبولين في السياسة الخارجية في القرن الواحد والعشرين”، وهو نفس الرئيس الذي كان بنفسه من أعطى الأمر بغزو العراق وتدميره. ويواصل الكاتب: “حين وجدت أمريكا نفسها عاجزة على مستوى السلاح، قامت برد فعل على المستوى الذي تعشقه: البروباغاندا”.

ويتساءل الكاتب هل تحس الولايات المتحدة بأنها وقعت في فخ من جراء توسيع حلف الأطلسي إلى حدود أبواب الكرملين؟ ويستشهد بما كتبه منذ فترة، في مقال، بعنوان “حدس الانحطاط”، ظهر في مجلة الدفاع الوطني، إبريل/نيسان 30_D: “إن امبراطورية ما تبدأ في الموت حين لا تنجح في أداء دورها الامبراطوري، [... ] وتبدأ في التراجع بعد أن تكون قد قامت بحركات كثيرة، متسببة في هروب الأتباع والعبيد وقد أهانهم من اعتقدوا أنه حاميهم”، وينهي المؤلف الحديث عن هذا الرجل المريض، أي أمريكا، بالقول: “إن أمريكا، رجل أوروبا المريض، لن تتوقف عن هدم كل شيء، ما إن تثبت الدبلوماسية الأوروبية عجزها، الذي سبق أن ظهر في حربيهما في الشرق”.

ويسترسل الكاتب “أمريكا تعشق السلاح. ليس الحرب باعتبارها حربا”... ليس فقط العنف من أجل العنف. لا، ولكن السلاح، سواء تعلق الأمر ببنادق الصيد أو السلاح الفردي أو السلاح الحربي الذي يمكن شراؤه من “السوبرماركات” بثلاثين دولارا، ويتعلق الأمر أيضا بطائرة “فانتوم 8” وصواريخ عابرة للقارات أو طائرات “ب 52” التي تحظى في أمريكا بعبادة حقيقية. إنها السلاح الذي حافظ على السلام وهي تحلّق باستمرار خلال ثلاثة عقود بمحاذاة الحدود السوفييتية. الفيتناميون لهم تذكار آخر. إن ما يقدسه الأمريكيون إنما هي القوة، قوتهم هم. “ويرى الكاتب ان الافتتان بالقوة هو ما يصنع العظمة الأمريكية، وقد تحدث عنها برنار هنري ليفي(مفكر فرنسي صهيوني) في كتابه “أمريكان فيرتيغو”، وهو يتواجد في القاعدة الجوية الأمريكية في نيوبورت وهو يكتشف رفوفا وضعت عليها أسلحة الموت وضع لها في كتابه كاتالوغا”، وعاد برنار هنري ليفي في صيف 2006 ليعبّر عن انتشائه أمام مركز مدفعية للجيش “الإسرائيلي”، “مختبر حرب حيث يستعرض علماء- جنود، وأنوفهم ملتصقة بشاشات حواسبهم، ذكاءً أقصى من أجل تقدير مسافة الهدف وسرعة انتقاله، بالإضافة، (أخيرا وليس آخرا)، إلى درجة القرب من خسارة مدنية محتملة، التي يعتَبَر تجنّبها، وأنا أشهد على ذلك، هاجسا أوليا. (الحرب كما ينظر إليها من “إسرائيل”. صحيفة لوموند، 28 يوليو/ تموز 2006)”، ويضيف الكاتب أن اللبنانيين سيعبرون “عن رضاهم” بما قاله برنار هنري ليفي. المشهد غريب، حقاً.

نمر من ورق

ويواصل استعراض الفشل الأمريكي، بروح من الدعابة والسخرية القاسيتين: لن يمتلك الطالبان أبداً طائرات من دون طيار ولا صواريخ عابرة للقارات، لكنهم في المقابل يمتلكون “كلاشينكوفات” عتيقة. وبينما نحاول أن نوقفهم بآذان “الساتالايت” الكبيرة يكتفون باستخدام الحمام الزاجل. لماذا سيحاولون أن يتخلوا عن تكنولوجيا تعتبر غير فعّالة بالنسبة لنا كي نهزمهم؟ كانت تكفي حفنة من مقاتلي الطالبان راكبين على دراجات نارية كي يحرروا ألف شخص في سجن بقندهار، على مرأى ومسمع من 70 ألف جندي من جنود حلف “الناتو”. هؤلاء الجنود الذين يتقدمون على أقدامهم مكشوفي الوجوه من أجل القيام بعمليات استكشاف خلف التلال، المحيطة بكابول. وهو ما اعترف به قائد القوات الفرنسية عشية الكمين الذي تعرض له الفرنسيون في 18 أغسطس/ آب،2008 والذي أدى إلى مقتل عشرة جنود فرنسيين، مؤكدا أنه إجراء معمول به.

عجرفة أمريكية تخفي نمراً من ورق؟ تساءل جنرال أمريكي في شهر آذار/ مارس من 2003: إن العدو الذي نواجهه ليس هو العدو الذي واجهناه في التمارين على الورق. لا يوجد سوى في العقل المراوغ والملتوي لاستراتيجيتنا في غرفهم المغلقة من يؤمن بِحروب لا متناظرة. يستشهد المؤلف بالجنرال فانسونت ديسبورتيس الذي كتب في مجلة “السياسة الخارجية”، مقالا بعنوان: “مَعارك الغد: المستقبل هل هو مرئي؟”: “إن استخدام التعبير أو المصطلح يعكس رفض تخيّل خصم جدير بهذا الاسم يستطيع أن يحارب وفق منطق آخر كَمَنْطِقنا”، ويعقّب الكاتب بالقول: لا يفيد في شيء مراكَمَة المعلومات في مكتبات رقمية ما دام أن الواقع يفلت منّا. ما هو أول شيء يتعلمه فرد من الطالبان قبل أن يفجر نفسه في ميترو باريسي؟ أن ينطق ببضع كلمات فرنسية. ما هو آخر شيء يتم تعليمه للقوات الغربية التي يتم إرسالها إلى أفغانستان؟ اللغة الباشتونية. ويرى ان الحرب الأمريكية الغربية في أفغانستان أصبحت عبارة عن حوليات لهزيمة معْلَنة. وما قيام الولايات المتحدة الأمريكية بقصف القرى إلا عودة إلى الغارات التي كانت تقوم بها في أرياف فيتنام. ولعلّ تصريح وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2003: “هل نقتل، كل يوم، من الإرهابيين أكثر ممّا تخرج المدارس(الدينية) في باكستان؟” دليل على فشل الأمريكيين. ويقول حين نرى عدد القتلى من المدنيين ندرك كم هو صعب على الأمريكيين إنجاز أدنى تقدم في أفغانستان. وينقل المؤلف عن المنظمة الأمريكية “هيومان رايتش واتش” التي ترى أن الإنجاز الوحيد للجيش الأمريكي يتمثل في كونه قتل من المدنيين الأفغان، أطفالا ونساء، أقل بقليل من عدد قتلى طالبان. تكتب المنظمة الأمريكية في تقريرها المؤرخ في أيلول/ سبتبمر 2008: “الحرب الجوية الأمريكية منذ خمس وستين سنة تشكل إلى حد اليوم أكبر جريمة حرب بعدد القتلى المدنيين”.

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

أمريكا خسرت الحرب في العراق وستخسرها في أفغانستان

علينا أن نعترف بأن الكاتب جون فيليب إيمارجيون ليس ودوداً مع الولايات الأمريكية، وقد عبر عن الأمر في العديد من مؤلفاته ومقالاته، وهو موقف يشبه مواقف شرائح كبيرة ومتزايدة من الكّتاب والصحافيين والمثقفين الفرنسيين الحريصين على الاستقلالية الفرنسية. إلا انه في كتابه الجديد “الدجل الأمريكي: عظمة وبؤس العم سام”، الصادر عن دار نشر “بورين” في باريس، يدعو إلى اخراج امريكا من التاريخ، لأنه ببساطة لن تكون ثمة امريكا مرة ثانية. وهو يرى في جميع الأحوال أنه لا يهم ان يكون المرء موالياً أو معادياً لامريكا، ولكن المهم أن يكون لا أمريكيا.

يبدي المؤلف صراحة كبيرة في التنديد بالتصرفات العسكرية الأمريكية في أفغانستان: “يجب التوقف عن وصف الأمر بأخطاء عسكرية ما ارتكبته، مثلا، يوم 22 أغسطس/ آب 2008 من تصفية ستين طفلا وتسع عشرة امرأة، حسب تقدير الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة على الرغم من التشكيك الأمريكي”، ويقدم المؤلف لنا مثالا آخر: “في يوم انتخاب الرئيس أوباما، وقعت مذبحة أدت الى مقتل 40 شخصا ممن شاركوا في حفل زفاف، وكان الأمر، مرة أخرى، يتعلق بنساء وأطفال”، ويقول ان الجميع يعرف ما تفعله القوات الأمريكية في أفغانستان حين تتعرض لكمائن عسكرية من قبل طالبان. الانتقام الجماعي وتدمير القرى الأفغانية. والمسلسل الجهنمي احتلال- تفجيرات- انتقام يتواصل.

ما الحل؟ في ظل غياب حل سلمي، فإن المأساة ستتواصل. والأمريكيون يصرون على أنه لا يوجد من حل سوى الحل العسكري، على الرغم من أن “عدد القتلى من الجنود الغربيين في أفغانستان تجاوز منذ ربيع 2008 الخسائر التي تكبدتها في العراق. وكل يوم يمضي في أفغانستان يقترب فيه حلف الأطلسي من هزيمة عسكرية لا مفر منها، على الرغم مما يقوله البريطانيون، الذين يصيدون بالمطاردة، من أن الثعلب يجد دائما حظّا في النهاية”.

المشكلة مع الأمريكيين، في نظر الكاتب، تكمن في أنهم لا يعترفون ببشائر الهزيمة. “يجب العمل كما “لو أنّ” الولايات المتحدة لم تُهْزَم بعدُ في العراق. إنها ضالعةٌ في حرب أهلية ودينية تتجاوزها. ولن تسحب قواتها، بل ستعيد انتشار القوات في المنطقة”.

برنامج أوباما

هذا هو، كما يكشفه لنا الكاتب، برنامج الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما.

المرشح باراك أوباما، كما يقول المؤلف، أخذ على عهده “الانتصار في أفغانستان في الحرب الذي خسرتها أمريكا بوش في العراق”، ويواصل الكاتب القول بأن باراك أوباما حذّر وهدد أعداء أمريكا بسحقهم. أوباما، لمن لا يعرفه: ليس ضد الحرب، بل هو ضد الحروب التي تخسرها أمريكا. وقد صرح بالأمر، سنة،2002 وكان حينها من السياسيين الأمريكيين القلائل الذين عارضوا الغزو الأمريكي المعلن للعراق. لكن ليس عن قناعة بعدم جدوى الحروب: “لست ضد كل الحروب. أنا ضد الحروب الغبية”،ويضيف أوباما في تبريره للأمر: “هذا النوع من الحروب هو الذي أرفضه. أي الحرب الغبية. الحرب القائمة ليس على العقل بل على الغضب، القائمة على السياسة وليس على المبادئ”، وهو ما جعل الكاتب يتساءل: “إذا توجد ثمة حروب ترتكز على العقل وعلى المبادئ، أي بصيغة أخرى، ثمة حروب عادلة”، ويقول إن مفهوم “الحرب العادلة” هندسه مفكرون أمريكيون عديدون ومن بينهم مايكل فالزير وفرانسيس فوكوياما. ولهذا السبب يرى أن باراك أوباما يحاول أن يفسر منذ صيف 2007 كيف أنه يتوجب تطبيق سياسة بوش في أفغانستان، حيث الحل لا يمكن إلا أن يكون عسكريا. وقد شدد على الأمر خلال حملته الانتخابية، ووصل به الأمر إلى تحديد عدد القوات التي يتوجب إرسالها إلى أفغانستان: 65 ألف جندي من الجيش الأمريكي و27 ألفاً من المارينز. ويرى الكاتب إن قرار أوباما الاحتفاظ بوزير الدفاع روبرت غيتس دليل على “أمريكا التي لا تريد أن تتغير، أبداً”.

كيف يمكن لنا أن نفسر هذا العمى؟ “إن تغيير اسم الرئيس الأمريكي لا يكفي لتغيير أُمة، ولم يشأ أحد سماع ولا إدراك الحالة النفسية للشعب الأمريكي”، ويكتب المؤلف: “لا توجد حربٌ قذرة في العراق وحرب أخرى مقدسة في أفغانستان. يتعلق الأمر بنفس الحرب. ولهذا السبب يمكن لباراك أوباما أن يوسع تدخله إلى باكستان وينتقم للهزيمة العراقية”. ويضيف الكاتب أن أوباما كرر الأمر غير ما مرة، وخصوصا أثناء زيارته الأوروبية سنة 2008: “ إن العالم الحر منخرطٌ في حرب كونية ضد الإرهاب”، ولكن الوضعية بالفعل لا تحتمل في أفغانستان، كما يرى الكاتب. وهو ما يدفعه إلى أن يصل إلى هذه التساؤلات الموجعة: “هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على الانسحاب من أفغانستان، قبل أن تنهي “العمل”، كما يقول الأمريكيون؟ إن الحالة هناك تشبه حالة الهند الصينية حين ألقى الجنرال دوغول خطابه في بنوم بينغ سنة 1966 إن أي محتلّ ليس له من مَخْرَج سوى الإعلان المسبق عن الانسحاب وفتح مفاوضات مع الشعب الخاضع للاحتلال، وليس العكس. وقد قام بذلك مانديس فرانس فيما يخص الهند الصينية، وكذلك فعل دوغول الشيء ذاته مع الجزائر واقترح على الأمريكيين أن يفعلوا نفس الشيء في فيتنام”، ولكن الأمريكيين، وخصوصا بوش-تشيني في العراق، الذين كانوا يرون في البداية هذا السيناريو الرهيب: “علينا غزوُ العراق وعلى الغربيين الأوروبيين الاحتلالُ”، كانوا بالفعل، وأيا كان الرئيسُ الأمريكي بوش أو أوباما، مستعدين “للقتال إلى آخر جندي فرنسي من اللفيف الأجنبي”.

ويطرح الكاتب اسئلة مشروعة “هل يستطيع رئيسٌ ما أن يتخلى عن فكرة الانتصار، من دون أن يحسّ بأنه يخون الآلاف من الجنود الذين سقطوا في المعارك؟”.

هل الرئيس باراك أوباما تحرر، بالفعل، كما يدعي، من الغثّ الفكري الذي رَصص أمريكا واللوبيات التي تحكمها، وهو الذي تقلد السلطة في بلدٍ يُواجهُ، حسب كلماته هو، “حربيْن وكوكب مُهدد بالخطر وأسوأ أزمة مالية في القرن”؟

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

“لا شيء مؤكد” هذا ما يراه الكاتبُ.

الدجلُ الرأسماليّ

يُصوّر الكاتب مظاهر من الدجل الأمريكي، وخصوصا بعد انبثاق الأزمة المالية الرهيبة، ولكن الساسة الأمريكان غير واعين بما فعلوه، ومن هنا بؤس الحلول التي يقترحونها: “يواصل الاقتصاديون إغداقهم علينا أغانيهم حول أفضال ومزايا العقلانية الاقتصادية التي تُشوّش عليها النزوع الدولتي الزاحف: إذا انفجر النظام فلأنه تعرّض للإفساد حين أكرهت الحكومةُ الأمريكية هيئات الإقراض العقاري على تقديم منتجات لشرائح اجتماعية ما كان لها أبدا أن تصل إليها”، ويضيف إنّ الفقير ما ولد إلا ليظل أكثر فقرا، والغني كي يصبح أكثر غنى. المال يجب أن ينضم إلى المال، إنها القاعدة للرأسمالية الأمريكية، ومنذ بداية القرن العشرين كان ثمة أقل من 5 في المائة من الصناعيين الأمريكيين من أبناء المهاجرين ومن الفلاحين أو العمال.

ما العمل؟ لا يزال ثمة فردوسٌ رأسمالي بامتياز: الصين. لكننا نكتشف أنها، هي الأخرى، ليست سوى نمر من ورق. ويرى الكاتب بأن العالم يترنح ويستشهد بقول سياتل، وهو قائد هندي أمريكي، ردا على الحكومة الأمريكية سنة 1854: “سيختفي البيضُ هم أيضا ذات يوم، ومن دون شك سيتم ذلك قبل القبائل الأخرى. لوّثوا سريرَكُم وينتهي بكم الأمر، ذات ليلة بالاختناق في فضلاتكم”، ويرى بأن الأزمة الإيكولوجية (البيئية) ليست فقط هي التذكير بأن العالم محدودٌ كما هي محدودةٌ موارده. إنها ليست فقط هي الموت المبرمج لحضارة بددت موارد الكرة الأرضية. إنها فشل، نموذجي، لنمط تفكير أمريكي. أو بالتحديد، هي فشل لتيار تفكير غربي ادّعت أمريكا أنها تمثل بطلته الحصرية والذي يُلصق به العالَم بأسره الحلمَ الأمريكي. ويُعقّبُ الكاتب على هذه النهاية المخيفة:” هذا النمط من التفكير، في أصله، تفكيرٌ فرنسي”، وينتقل للحديث عن الوعد بعالم في قمة الكمال، ويستشهد بما كتبه توكفيل: “أمريكا هي أحد البلدان التي يُقرأ فيها ديكارت بدرجة أقلّ وتُتبَع فيه تعاليمه بشكل أفضل. وهذا الأمر لا يجب أن يفاجئ أحدا. الأمريكيون لم يعودوا يقرأون مؤلفات ديكارت لأن حالتهم الاجتماعية تَصرِفُهم عن دراسات المضاربة، ولكنهم يتتبعون تعاليمه، لأن هذه الحالة الاجتماعية تهيّئ، بشكل طبيعي، عقولهم لتبنّيها. كلّ واحد ينغلق على نفسه وينجح، من دون أي مساعدة، في إيجاد حلّ لكلّ المشاكل الصغيرة التي تُمثّلها حياتهم العملية ويخرجون منها بخلاصة تقول إنّ العالَم يمكن تفسيره، وأن لا شيء يتجاوز حدود الذكاء. ويتساءل الكاتب هل أصبحت أمريكا ذلك الحلم الذي أصبح كابوسا؟ ويجيب: إنّ ما هو مؤكدٌ هو أن هذا العالَم النافع الأبوي والبوليسي والمساواتي والاعتقالي يشبه، بشكل غريب، المجتمع الذي اكتشفه العالم بصفة مفاجئة، في بداية القرن العشرين، ويتساءل كيف تظهر أمريكا أمام الآخرين؟ تبدو أمريكا كدولة تفيض على حدودها، برؤية عن العالم وتنظيم مجتمعي يدير ظهرهُ لحضارة القارة الأوروبية العجوز. وإذا كانت هذه الرؤية (للعالم) وهذا التنظيم يبدون في حالة انسجام وتلاؤم مع انتظارات الكرة الأرضية فلأنها مُلازِمة لِلَحظة من حياة البشرية التي ستكون خلال قرن من الزمان بين أيدي من لا يتأملون التاريخ إلا من زاوية “تحوّل كل القيم تحت علامة القوة”. لهذا السبب فإن القرن العشرين، الذي لا يشبع موتا، كان عصراً ذهبياً أمريكياً.

وينعى الكاتب هذه العقلية “إن مجتمعا يَهرع إلى الآلات، على الطريقة الأمريكية، ليس هو مجتمع إنسان في قرن صناعي يفخخ نفسه عن ضرورة، والذي يتخلى، شيئا فشيئا، عن جزئه من الإنسانية لأنه يتعين، بالضرورة، إدخال المكننة في وسائل الإنتاج، والتي تؤقلم نمط حياتها مع إيقاع الآلة. ويرى الكاتب أن النظرة إلى التقنية تختلف بين أوروبا وأمريكا”. إن أمريكا هي حضارةٌ لا ترى في التقنية استعبادا وإنما تحررا، ليس الأسوأ وإنما نهاية ما تعتقد أنها الحرية، ويواصل تفسير العقلية الأمريكية: “إن مكننة المجتمع تتماهى مع التقدم، إنها غايةٌ في حد ذاتها، يضيع فيها الإنسانُ، لأن الأمريكيين لا يؤمنون بحرية خارج حتمية عقلانية كبرى، تكون فيها الآلةُ وسيلةَ تفضيل، النموذجَ الذي يتوجبُ إنتاجُهُ”، ويضيف “إن تقديس التقنية ليس سوى منتوج هذه الحضارة التي لا تكتفي فقط بأن تتعرف على نفسها من خلال تكنولوجيتها، بل وتتفتح فيها”، ويقول صحيح إن المجتمع الأمريكي يبدو معقدا لمن ينظر إليه من الخارج، ومن هنا يشرح لنا الكاتب طرق اشتغاله: “إن مكننة المجتمع ليس سوى نتيجة لمكننة التفكير الذي سبقها، وهو تفكير مُلْجَم، من الآن فصاعدا”.

أوروبا العجوز تقاوم

“تحيا أوروبا سنوات الثلاثينات من القرن العشرين. ولكن الحرب العالمية الثانية قلبت كل شيء. أوروبا، هذه، انتحرت، وأنقذتها أمريكا. وها نحن، من حينها، مذنبين ومتهَمين بأننا لمْ نَرَ الخطر النازي، ولم نعرف كيف نتعامل مع هذا الخطر”، ويتمنى الكاتب “آه لو أن الأمريكيين لم يكونوا هنا... وفجأة اختفى النقد الذي كان يَطَالُ الوحش الأمريكي ولا انسانيته المرعبة ولم يَعُد قطّ. اللوم انصب دائما على القارة العجوز وكل ما استطاعت إنتاجه في هذه السنوات على الرغم من أنه يماثل في غناه القرن الكبير وبداية الأنوار. إن كلّ ما كُتِب وكل ما تم التفكيرُ فيه أثناء هذه السنوات أصابه ختم الفظاعة. لقد فرضت الولايات المتحدة الأمريكية رؤيتها العقلانية على العالم. الخطأ يعود إلى مجموعة من جنود التجسير الألمان، الذين استطاعوا، ذات مساء من شهر مايو،1940 وضد كل الاحتمالات، في اجتياز نهر “لاموز” في منطقة “سيدان” الفرنسية على الرغم من كثافة النيران التي قاومتهم من الحصون الفرنسية، ويرى بأن مشروع مارشال، الذي أرسته أمريكا بعد نهاية الحرب الكونية الثانية من أجل إعادة بناء أوروبا: سيتيح رواج فكرة الطريقة الأمريكية في الحياةAmerican way of life والوصول إلى الاستهلاك وزيادة الثروة والسعادة كل هذا مصحوبٌ بتقدم غير مشهود في ميدان الصحة، وكل هذا سينتشر في أرجاء الكرة الأرضية. ولكن هذا الانتصار(الأمريكي) يخفي كل تفكير وتأملات سنوات العشرينات والثلاثينات حول المذهب الآليّ (الآلية) وأنْسَتْنا كونَ أن ما تبيعنا إيّاه أمريكا هو تحديدا ما كانت تُدينُه عندها والذي أصبح، في الوقت الراهن، مقبولاً على مستوى الكرة الأرضية: أي عالمٌ مُفْتَرَضٌ أنه مُدارٌ بشكل جيد ومُعوْلَمٌ ورأسمالي، ويسوق المؤلف هذا التعليق المرير: “إنّه هذا العالَم الأمريكي الذي عشنا فيه إلى أن جاءت الأزمة الراهنة”.

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

النهاية: أمريكا

ويواصل الكاتب تحليل الوضع الراهن “ليس هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الولايات المتحدة الأمريكية لأزمة اقتصادية. فقد خسرت حربَ فيتنام كما أن تفكك التصنيع يعود إلى بدايات سنوات الثمانينات، وخلال صيف سنة،1989 قبيل انهيار جدار برلين، وكان فوكوياما يشرح لنا أن تاريخ البشرية وصل إلى نهايته. وحين كان يسأل فوكوياما عن استمرارية الحروب والأمراض كان يجيب بأنه ليس من المهم كثيرا تحرك العالَم ما دام أنّ الفكرَ يجب أن يكون من الآن فصاعدا جامدا”، ويتحدث الكاتب عن الوهم الذي عاشته أوروبا ومثقفوها الذين صدّقوا نبوءات فوكوياما وفكرته عن نهاية التاريخ. إنه وَهمٌ دام عشرين سنة. “حتى جاء غزوُ العراق. بعض مثقفينا من ذوي النزوع الأطلسيّ حاولوا تفسير أمريكا باستخدام الفيلسوف هيغل، كما لو أن مصفحَات بوش التي كانت تستعرض عضلاتها في شوارع بغداد هي الابنة الروحية للفرسان الذين مرّوا تحت باب براندبورغ”، لكن فوكوياما يصرّ على نجاعة فلسفته. وهو ما يدعو الكاتب للتعليق على الأمر: “نحن نرى في إصراره على الأمر عنادا مثيرا للشفقة من قبل رجل يبحث عن إنقاذ ما يتصور أنه يحقق شهرته ومجده من خلاله”، ولكن الرجل، أي فوكاياما، تغير لأن نبوءاته لم تتحقق، ولأن أمريكا انهزمت في غير مكان. وهو ما يشجع الكاتب على الكتابة: “تتملكنا رغبة في مصارحته، بعد قراءتنا لمقالاته الأخيرة، وخصوصا مقاله الذي نشره في ربيع،2008 والمعنون ب”دروس تواضع” (أن تأتي متأخرة خيرٌ من أن لا تأتي أبدا)، بأنه من غير المفيد العنادُ وبأنّ حلمه انهار في نفس وقت انهيار جبروت هذه الأمة التي اعتقدت، منذ البدء، أنها منتصرةٌ في تاريخ يتوجب أن يثير الخشية، ويقول “يوجد لدى الساسة الأمريكان نزوعٌ يقترب من التبشيرية التي عبّر عنها جيفيرسون، وهذا بغض النظر عن لون بشرة الرؤساء، ديموقراطيين كانوا أم جمهوريين، سواء كانوا يوصفون بالتدخليين أم الانعزاليين. الطريقة تختلف، ولكن المبدأ يظل هو هو. من وزيرة الشؤون الخارجية في عهد كلينتون، مادلين أولبرايت إلى المستشار السابق للرئيس جيمي كارتر، بريجينسكي، الكلّ عبّر عن نفس الرؤية التي ترى أن لأمريكا قوة وامتيازات يجب أن يتقبلها باقي العالم”.

هذه رؤية أمريكية تحاول أمريكا فرضها بالقوة على باقي العالم. يكتب شارلز كروتامير، وهو من المحافظين، إنه لا يوجد من بديل لأحادية القطبية، “سوى الفوضى”. كما أن كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد بوش الابن، صرّحت بقوة أمام نظرائها الأوروبيين: “إن سياسة تعددية الأطراف هي الحرب (بالطبع، ما بيننا)”، وإن من يطلق عليهم، الآن، اسم الكلينتونيين، في طاقم باراك أوباما، يتبنون هذا الخطاب، حتى وإن غيّروا من شكله وحاولوا تدارك حساسيات حلفائهم. “لكن هذا النوع من الأدب المرغمين على إبدائه لا يمكن له أن يخدعنا من كون السياسة الخارجية الأمريكية لم تتغير، ولن تتغير أبدا”، ولن يختلف عن هذه السياسة أي رئيس أمريكي، حتى باراك أوباما، نفسه. “أَلَمْ يصرح أثناء الحملة الانتخابية أنه سيغيّر أمريكا من أجل تغيير العالَم؟”، ويعقّب الكاتب على هذا الطموح عند الرئيس أوباما بتساؤل: “إن تغيير العالم، وتغيير سير التاريخ وعدم رؤيتهما إلا كما تريدهما أمريكا أن يكونا، وليس كمَا هُما حقيقة، أَلَيْس هو دائما نفسُ المرض الأمريكي؟”.

ويتساءل الكاتب: ما الذي حدث، حقيقة، في كابول وفي بغداد؟ بل هل حدث شيءٌ لأن عدد الذين انتشوا من منظور ألفية أمريكية حين دخل الجنود والمارينز الأمريكان إلى العاصمة العراقية ذات يوم رمادي، كان كبيرا. “نستطيع دائما أن نثق في ضربة خفيفة مُنقِذَة لأمريكا، ونقوم بعزل الحريقين الأفغاني والعراقي وإنكار إمكانية أن يمتد الحريق إلى مجموع البناء(الأمريكي)، والتأكيد، باعتماد الأرٍقام، على أن أُسُس- آه، من هذا الاختراع الجميل الدلالي والبلاغي الذي تُمثّله كلمة أسس - القوة الأمريكية تظل سليمة”، ولكن الكاتب يعتقد بأن أمريكا لا تعرف ماذا تفعل. لأنه كما يقول: لا يكفي من أجل إقفال العالم، استئصال البربري (المتوحش)، ما أنْ ينبثق ويرفض أن يُنسى. إن الفكرة التي تقول بوجود أراضِ ممنوعةٍ على الأمريكان لا يتحملها العقلُ الأمريكي، ما دام أنه من الصحيح “أن الحتمية لا يمكن أن تبقى خاصة بجزيرة فقط ولكنها مفترِسةٌ وليست متناسبة مع الحرية” (كما يقول الفيلسوف الفرنسي بول ريكور). إنه تحديدا ما حدث في 11 سبتمبر،2001 الذي أصبح “يوما من دون نهاية” لعالم يرفض أن يتقدم.. ويستنتج الكاتب بأن الانقلاب الكبير الذي ورثه أوباما من سلفه الرئيس بوش يتجلى في أن الأسطورة الأمريكية قد ماتت. وبناء على ذلك يتساءل، هل قرّر أوباما أن الوقت قد حان لتسديد حساب أمريكا؟ هل سيشفيها من وهمها الإلهي؟ تفكيرهُ ظل فضفاضا، لقد ظل، بحذر، في استراتيجية التجنب. خطابه، أحيانا، يُذكّرنا بخروتشوف في المؤتمر العشرين، إذ إنه يتضمن بعض الانحرافات ولكننا نستطيع تصويبها والعودة إلى وعد الأيام الأولى. هامشُ مناورته ضيّقٌ، لأنه إذا كان ثمة دجلٌ منذ البداية فإنه لن يستطيع إلا التعجيل بالسقوط وهو يُحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وسيصبح بسرعة ليس خروتشوف وإنما جورباتشوف الأمريكي.

المصدر: صحيفة" الخليج" الإماراتية
( *** )

مع التقدير لما أتى في المقالة فهي لا تعبر بالضرورة عن رأي حركة القوميين العرب

22 /4/2009
حركة القوميين العرب

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى