مباراة ودية لاحياء ذكرى الحرب الاهلية في لبنان
آخر تحديث: الاربعاء, 14 أبريل/ نيسان, 2010, 12:03 GMT
محمد نون
بي بي سي - بيروت
قبل خمسة وثلاثين عاما اندلعت الحرب الاهلية في لبنان في الثالث عشر من نيسان عام ١٩٧٥ و استمرت لاكثر من 17 عاما.
احيا اللبنانيون هذه الذكرى، ولكن بمباراة ودية لكرة القدم بين الوزراء والنواب بحضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري تحت عنوان كلنا فريق واحد.
لكن المباراة كانت دون جمهور، في اشارة الى حساسية الوضع في لبنان حيث تؤدي الحماسة في بعض الاحيان الى خروج الامور عن السيطرة.
ومن اجل ذلك فقد توصل النواب والوزراء المتبارون وديا الى تسمية لفريقيهما هي "كلنا فريق واحد" لكن بلونين هما الاحمر والابيض ليضافا الى اللون الاخضر في ارض الملعب وهذه هي الالون الثلاثه للعلم اللبناني .
اقتربنا من رئيس الحكومة، اللاعب سعد الحريري وهو يرتدي بزته الرياضية ذات اللون الأحمر وسألناه مع مجموعة من الزملاء الصحفيين عن فحوى الرسالة التي يحملها هذا الحادث الرياضي فقال: "اردنا التأكد اننا جميعا تحت سماء واحده نعمل لهدف واحد هو مصلحة لبنان".
هذه الرؤية لم تكن مختلفة عند اللاعب علي بزي وهو نائب من حركة امل، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، عندما اجابنا :"ان اللبنانين طووا صفحة الحرب وأن حالة التوافق ينبغي ان تكون شاملة".
بعد النشيد الوطني شحذ اللاعبون هممهم على مرأى ومسمع من الرئيس سليمان الذي كان مشجعا للفريقين وإلى جانبه عددٌ من السياسين والوزراء.
اشتدت الحماسة في الملعب عندما قاد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الفريق الاحمر الذي ضم بعض خصومه السياسيين المنتمين الى حركة امل والتيار الوطني الحر التابع للنائب ميشال عون، بينما قاد النائب عن حزب الله على عمار الفريق الابيض الذي ضم ايضا بعض خصوم الحزب السياسيين من حزب الكتائب والقوات اللبنانية وتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري.
وهكذا تبادل الفريقان الهجمات والهجمات المرتده دون اي يحرز اي منهما هدفا في الشوط الاول، اما الجمهور الشعبي فقد كان يتابع المباراة خارج الملعب وخاصة في الاماكن العامة.
الشوط الثاني
كان الشوط الثاني اكثر تشويقا اذ شهد الهدف الاول للفريق الاحمر من خلال النائب من حزب الكتائب اللبنانية اللاعب سامي الجميل*.
وحاول الفريق الابيض معادلة النتيجة الا ان محاولته لم تثمر هدفا في شباك خصومه بل على العكس فان الفريق الاحمر ضاعف جهوده في الدقائق الاخيرة فعاد النائب سامي الجميل ليحرز الهدف الثاني لفريقه بالتنسيق مع الحريري والوزير جبران باسيل (صهر النائب ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر).
وعندما سألت سامي الجميل عن رسائل اهدافه أجابني ممازحاً: "لقد اثبتنا أن استراتيجيتنا الهجوميه ناجحة وان الإستراتيجية الدفاعية للحاج علي عمار فاشلة".
وذلك في اشارة منه الى موضوع "الاستراتيجية الدفاعية" بمواجهة اسرائيل التي يختلف عليها حزب الله وحلفائه مع الحريري وحلفائه وتحديدا حزبي الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية اللذين يقولان بضرورة عدم وجود سلاح خارج اطار المؤسسات العسكرية التابعة للدولة.
وهنا توجهت نحو اللاعب علي عمار وهو نائب من حزب الله فرد على الجميل بالقول : “إن استراتيجيتنا الدفاعية موجهة نحو الخارج وليس الداخل “،وأضاف ممازحاً : "لقد اهدينا الفوز لرئيس الحكومة سعد الحريري لأنه في الفريق الآخر ويرأس حكومة كل اللبنانين، حكومة الوفاق الوطني ولذا لم نستخدم كل لياقتنا البدنية فأهديناه الفوز".
المباراة شهدت تغييرا كبيرا في عدد اللاعبين من مختلف الانتماءات وخصص لكل شوط منها ربع ساعة فقط وهي مدة كافية براي السياسيين لايصال رسالتهم الى مناصريهم بضرورة اقفال صفحة الحرب .
ولاقت هذه الرسالة اثرها لكن وفق آراء مختلفة استطلعنا بعضها بعد خروجنا من الملعب فقال لنا أحد المتفرجين : "نتمنى ان تحكم العلاقات الودية الواقع السياسي كما في هذا المباراة" فيما خالفه آخر بالقول: "فليؤمنوا لنا فرص العمل بدل لهوهم بكرة القدم" وزاد عليه ثالث "الوفاق مطلوب في السياسة كما الرياضة، لقد كانت مباراة مسلية ومضحكة".
* يذكر ان النائب سامي الجميل الذي سجل الهدفين في هذه المباراة هو حفيد بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب اللبنانية الذي كان لاعبا لكرة القدم وحكما دوليا في هذه اللعبة. كما انه من المعروف في لبنان ان حزب الكتائب انطلق في ثلاثينيات القرن الماضي من ملاعب كرة القدم.
http://www.bbc.co.uk/arabic/multimedia/2010/04/100414_gn_football_lebanon.shtml