جنوب أفريقيا: دعوة للهدوء بعد مقتل تيربلانش
آخر تحديث: الاحد, 4 أبريل/ نيسان, 2010, 21:45 GMT
كان حزب تيريبلانشي قد اتبع تكتيكيات إرهابية وهدد بخوض حرب أهلية في جنوب أفريقيا
دعا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إلى الحفاظ على الهدوء بعد مقتل زعيم اليمين المتطرف من البيض فى البلاد يوجين تيربلانش.
وقال زوما ان على المواطنين عدمَ السماح لأحد باستغلال الوضع لإثارة الحقد والكراهية العنصرية، كما وصف مقتله بانه "امر رهيب" وبعث بتعازيه لذوي القتيل.
وقالت الشرطة ان الزعيم العنصري تعرض للضرب حتى الموت في مزرعته شمال غربي البلاد، وقد وجهت الشرطة تهمة القتل الى اثنين من العمال لديه.
ومن جانبها، حثت الحركة اليمينية المتطرفة التي كان يتزعمها تيربلانش عناصرها بتوخي الهدوء، قائلة إن لمقتله ابعاد سياسية وهو ادعاء ينفيه حزب المؤتمر الافريقي الحاكم.
ويقول محرر بي بي سي للشؤون الافريقية ان هذا الحادث يأتى فى توقيت سيء للغاية بالنسبة لجنوب افريقيا التي تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد اسابيع.
وافادت الانباء ان تيربلانش (69 عاما) ضرب حتى الموت بأنابيب ومناجل في مزرعته.
وقال متحدث باسم الشرطة: "لقد عثر على جثة تيربلانش في سريره، وقد ظهرت اصابات على وجهه ورأسه".
وادان الرئيس زوما في خطاب متلفز ما وصفه بالـ"جريمة الجبانة،" وقال إنه تحدث الى ابنة القتيل ويأمل في تعزية زوجته.
وقال: "إن هذه واحدة من اللحظات المحزنة في تاريخ بلادنا، ان يقتل زعيم بمكانة تيربلانش."
نزاع واعتقالات
وذكرت التقارير أنه يُعتقد بأن تيربلانش قُتل على خلفية نزاع نشب بينه وبين اثنين من العمال الذين كانوا يعملون لديه ولم يتلقوا أجورهم.
وقد تم اعتقال الاثنين - اللذان يبلغان من العمر 15 و21 عاما - ووجِّهت إليهما تهمة قتل تيربلانش الذي خرج من السجن في عام 2004 بعد ثلاثة اعوام من فترة حكم بلغت خمسة عقب ادانته بجريمة الشروع بالقتل.
وقالت مراسلة بي بي سي في جوهانسبيرج، كارين ألان، إن مقتل تيربلانش جاء وسط موجة من تنامي القلق بشأن ازدياد معدل الجريمة في البلاد.
وأضافت المراسلة ان المعارضة في جنوب أفريقيا تشعر أيضا بالاستياء من التصريحات التي تصدر عن فئة قليلة من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والتي ترى المعارضة أنها تساهم باذكاء التفرقة العنصرية في البلاد، وتنم عن شعو بانعدام المسؤولية لدي من مطلقيْها.
وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة فنترزدورب شمال غربي البلاد حيث المزرعة التي قتل فيها تيربلانش، حذر وزير الشرطة الافريقي الجنوبي ناثي امثيثوا من مغبة استغلال الحادث لاذكاء نيران التوتر العنصري.
وقال انثيثوا: "نناشد الافارقة الجنوبيين من كل المشارب السياسية والعرقية الامتناع عن الادلاء بأية تصريحات استفزازية."
في غضون ذلك، تجمع اقارب واصدقاء تيربلانش في منزله للاعراب عن مواساتهم لاسرته.
وقال اندريه فيزاجي الناطق باسم (حركة المقاومة الافريكانية) التي كان يتزعمها تيربلانش إن "الحركة ستقرر الطريقة التي ستنتقم بها لمقتل تيربلانش" وذلك في مؤتمر ستعقده في شهر مايو/ايار المقبل.
وكان الناطق باسم الحركة اليمينية العنصرية قد انحى باللائمة لمقتل تيربلانش على قيام مسؤول جناح الشباب في حزب المؤتمر الافريقي الحاكم بترديد كلمات نشيد كانت ينشده السود ابان فترة الفصل العنصري عنوانه "اقتل البور (وهو اسم يطلق على المزارعين البيض في جنوب افريقيا)، اقتل المزارعين."
"تفوق العنصر الأبيض"
يُشار إلى أن نجم تيربلانشي كان قد لمع في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بسبب تزعمه لحركة نادت بـ "تفوق العنصر الأبيض" ودعت إلى وضع حد للجهود التي سعت لإنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) السابق في جنوب أفريقيا.
وقد اتهم حزب تيربلانش "حركة المقاومة الأفريقية" (AWB) باتباع تكتيكيات إرهابية، لطالما هدد بخوض حرب أهلية خلال الفترة التي سبقت أول انتخابات ديمقراطية في جنوب أفريقيا في عام 1994، وانتخب فيها الزعيم نيلسون مانديلا أول رئيس أسود للبلاد.
وكانت حكومة بي دبليوبوثا في جنوب أفريقيا قد تبنت خلال ثمانينيات القرن الماضي خطة دستورية تسمح للآسيوين وأفراد الأقليات العرقية الملونة (أي ذوي الأعراق المختلطة) بالتصويت لانتخاب برلمان يقوم على مبدأ نظام الفصل العنصري.
"بداية الانزلاق"
ورأى المحللون أن تلك الخطوة شكلت بالنسبة لتيري بلانش وأمثاله "بداية الانزلاق نحو الديمقراطية والشيوعية وحكم السود ودمار الأمة الأفريقية".
وعلى الرغم من أن تيربلانش كان يزعم في المناسبات أن حركته هي عبارة عن "منظمة ثقافية"، وذلك على الرغم من حمل عناصرها للسلاح وارتدائهم الزي الموحد، فلم يخف الزعيم الأبيض المتشدد وعوده بالقتال لهدف جلي وواضح، وهو "بقاء القبيلة البيضاء في أفريقيا".
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/04/100403_dh_safrica_killing_tc2.shtml