'هنا بغداد' هدية 'دبي الثقافية' لقرائها
First Published 2009-05-28
تحديات وأحزان
سيف المري يرى أن عرضا مسرحيا كبيرا يوشك
أن يبدأ بعد إسكات الأصوات التي قد تشوشر على العرض.
أن يبدأ بعد إسكات الأصوات التي قد تشوشر على العرض.
ميدل ايست اونلاين
دبي ـ صدر عن دار "الصدى" للصحافة والنشر والتوزيع عدد شهر يونيو/حزيران من مجلة "دبي الثقافية" حيث تضمن العديد من الموضوعات الثقافية القيمة إضافة إلى هدية العدد مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي كريم العراقي تحت عنوان "هنا بغداد".
من ناحيته كتب رئيس التحرير سيف المري في افتتاحية العدد تحت عنوان "مسرح الأحداث والعرض الجديد"، قائلا "ما يحدث في العالم الذي صار قرية كونية، ينبئ أن عرضا مسرحيا كبيرا يوشك أن يبدأ، فقد تم إسكات معظم الأصوات التي قد "تشوشر" على العرض، إذ بدت هناك مظاهر مصالحة عالمية بين العديد من الأقطاب الدولية، وذلك بضغط من الولايات المتحدة."
ويتساءل المري: لماذا هذا الوقت بالذات؟! ولماذا لم يكن الأمر في فترة الهجوم على العراق أو بعده بقليل؟! والسبب أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكرر خطأها التاريخي في خوض حربين في آن معا، وسوف تطبق منذ الآن، أسلوبا قديما اتبعه بسمارك الذي صنع لألمانيا مجدها المعاصر، من خلال مهادنة جميع الخصوم، سوى الخصم الذي حان دور تصفية الحساب معه.
كما يتساءل المري: هل معنى ذلك أن يكون هناك عمل عسكري حقيقي يلوح على مسرح الأحداث؟! وهل بالفعل يعد المسرح الكبير لهذا الحدث الكبير؟! "والإجابة، من وجهة نظري المتواضعة، انطلاقا من استقرائي للأحداث، أنها نعم، خاصة مع استمرار إيران على نهج التشدد."
يتضمن العدد الجديد بانوراما عن منطقة البستكية في دبي، والتي تجاوز عمرها 100 عام، وهي محطة تراثية تتنفس هواء العصر، بقلم رانيا حسن. وبانوراما ثانية حول خان الخليلي بالقاهرة الذي تأسس عام 1382، بقلم محمد القدوسي، إضافة إلى إطلالة على سوق الورد في الطائف التي تحتضن 2000 مزرعة تنتج نصف مليار وردة، كما كتب هلال الحارثي. وإطلالة ثانية على سوق الحميدية بدمشق الذي أسسه السلطان عبد الحميد الأول عام 1780، بقلم سعيد البرغوثي، فضلا عن وقفة مع سوق الزل الذي يعد من معالم الرياض المشهورة بالنحاسيات والفضيات والخناجر، كما كتب طارق أحمد شوقي.
"دبي الثقافية" تنشر تحقيقا حول القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، تحت عنوان "تحديات.. وأحزان" بقلم محمد غبريس، وتحقيقا آخر حول بيروت عاصمة عالمية للكتاب بعد ثمان مدن عالمية بينها الإسكندرية، كما كتبت سليمى حمدان، فيما تتابع قضية اتحاد كتاب المغرب الذي يواجه حروبا ومشكلات بعد استقالة أمين المال وغياب تام للمرأة، بقلم ياسين عدنان، كما تنشر تحقيقا حول تقرير التنمية الثقافية العربية الذي انتقدته سلطنة عمان بعد أن احتلت المرتبة الأخيرة، بقلم عبد الرزاق الربيعي.
من جهة ثانية يحاور العدد 49 من "دبي الثقافية" الناقد الكبير فاروق عبدالقادر الذي قال: الأدباء الجدد كسروا "تابوهات" كثيرة!، كما حاوره أسامة الرحيمي، إضافة إلى حوار مع الشاعر السعودي محمد الثبيتي الذي أكد أن رياح التغيير تهب على الثقافة السعودية، وقد حاوره أحمد الأغبري. وحوار آخر مع الناشر رضا عوض الذي قال: 70% من الناشرين هجروا الثقافة الجادة، فضلا عن وقفة مع الأديبة الجزائرية آسيا جبار، بقلم محمد حسين طلبي.
كذلك يحوي العدد إضاءة على المسرح التونسي، قرن من الإبداع، والذي شهد أول عرض في يونيو/حزيران 1909، بقلم الحبيب الأسود، إضافة إلى وقفة مع غريس كيلي فاتنة هوليوود وأميرة موناكو، بقلم عصام زكريا، ووقفة ثانية مع زكي طليمات إمبراطور المسرح الذي أسس معاهد الفنون المسرحية العربية وجمعيات الحمير، كما كتب عمرو رضا.
كما يضم العدد حوارا مع الفنان اليمني ظلال النجار الفائز بالمركز الأول لجائزة "دبي الثقافية" للفن التشكيلي، وحوارا آخرا مع الفنان الإماراتي عبيد سرور الذي قال: محرمون من الدعم الرسمي والأهلي، وقد حاوره محمد غبريس.
من موضوعات العدد الجديد أيضا، جولة في المتحف العراقي الذي شهد افتتاح 8 من قاعاته الـ (26) التي دمرتها الحرب الأميركية، بقلم جبار البهادلي، ووقفة مع النحات محمد رزق الذي انتشرت إبداعاته في معظم أنحاء العالم، بقلم عز الدين نجيب، فضلا عن نص مفتوح للشاعر أحمد الشهاوي تحت عنوان "الذات حينما تبدع"، وقراءة في ديوان سيف المري عنوانها "(الأغاريد) التي تسمع، و(العناقيد) التي تذاق"، بقلم عبده وازن.
إلى ذلك "دبي الثقافية" تحضر أمسية فنية في باريس تحت عنوان "من أجل عشاق الحرية في العالم" حيث تضمنت 45 فنانا عالميا يتضامنون مع القدس عاصمة للثقافة العربية، كما كتبت فابيولا بدوي، كما تحضر مهرجان "أنغام من الشرق" الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بقلم رانيا حسن.
من جهته كتب مدير التحرير ناصر عراق عن الاستبداد اللغوي وألاعيب اللسان، ويتساءل: جوته أم غوته؟ فان جوخ أم فان غوخ؟ جريس كيلي أم غريس كيلي؟ ثم يقول: إذا سألتني أيهما أصح، سأقول لك فورا: السؤال خطأ، لأن المترجمين وعلماء اللغة العربية عندنا لم يبذلوا جهدا كافيا للوصول إلى النطق الأقرب إلى الصحة، أو إلى الكتابة العربية التي تلائم الاسم في لغته الأجنبية! وهكذا انقسم العرب بصدد هذه المشكلة إلى فريقين: المصريون يكتبون الأسماء الأجنبية بطريقة، وأهلنا في بلاد الشام يفضلون كتابتها بطريقة أخرى!
وأضاف عراق: المؤسف أن كل فريق يظن أنه الأصح والأقرب إلى الصوب، وبعضهم – من كلا الفريقين - يحاول إلغاء الآخر واتهامه بالخطأ، وهو أمر غير ممكن، لأنه من الصعب أن نصدق أن طه حسين ونجيب محفوظ والعقاد وصلاح عبدالصبور وغيرهم العشرات من المبدعين المصريين، لا يحسنون كتابة أسماء الشخصيات الأجنبية التي ترد في مقالاتهم ونصوصهم وإبداعهم. وبالمثل لا يمكن أن نتخيل أن نزار قباني وأدونيس وبدوي الجبل وعمر أبوريشة، وغيرهم عشرات من مبدعي بلاد الشام، يخطئون في كتابة ونطق الأسماء الأجنبية نفسها! فلا المبدعون المصريون أخطأوا حين كتبوا "جوته" بالجيم، ولا زملاؤهم في بلاد الشام جانبوا الحق حين كتبوه بالغين، الكل اجتهد والكل أصاب.
هدية العدد.. هنا بغداد
بالنسبة إلى هدية العدد، فهي عبارة عن مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي كريم العراقي تحت عنوان "هنا بغداد"، فتصدر عن "دبي الثقافية" وتوزع مجاناً مع المجلة، وتقع في 148 صفحة من الحجم المتوسط، وتضم 53 قصيدة، منها: الميناء والمقبرة، الشمس شمسي، رغيف العز، الفردوس الحزين، آه يا عرب، على جناح السنونو، مدينة الحب، بقايا وطن، ماسكا عودي.
يقول رئيس التحرير سيف المري في مقدمة الكتاب تحت عنوان "بغداد في كل مكان": ليس غريبا أن تقيم بغداد في قلب وعقل ووجدان شاعرها المبدع الأستاذ كريم العراقي الذي يتحف قراء "دبي الثقافية" بهذا الديوان الجميل، فشاعرنا له اسم ذائع الصيت في الكلمة المغناة طبق به الآفاق، كما أنه لمن لم يلتقه شخصيا، إنسان شديد التواضع إلى درجة تشعر مجالسه بالخجل.
وإذا كانت الأحداث الجسام التي تعرضت لها بغداد قد فرضت عليه وعلى أمثاله من المبدعين الإقامة في الخارج، فإن ذلك لم يقلل في قلبها حبها، وإيثارها، بل إن هذا الاغتراب أشعل جذوة الحنين، وخلق المعاناة التي أنتجت أدبا رفيعا، وشعرا يتدفق حبا وشقا ولهفة لتراب العراق الغالي.
أما مدير التحرير ناصر عراق فقد كتب تحت عنوان "كريم العراقي المفتون ببغداد" قائلا: في هذا الديوان الذي نعتز بتقديمه ضمن سلسلة كتاب "دبي الثقافية"، يسعى كريم العراقي إلى ضبط مشاعره الفياضة على أوزان الشعر العربي الفصيح، فأبدع لنا مجموعة من القصائد الضاجة بالحنين واللوعة لمسقط رأسه ومرتع صباه، فضلا عن قصائد رائعة أخرى تثير العديد من الأسئلة حول الوطن وأوجاعه، والإنسان وآلامه، والحلم ومصيره، والغرام وألوانه، والمدن وموسيقاها.
من أجواء المجموعة الشعرية:
بالقلم الرصاص.. أكتب من مدينة الرصاص
وهي التي فطورها إرهاب.. وغداؤها احتلال
وعشاؤها، قذائف القناص
أكتب.. بل أبكي وأقرأ سورة الإخلاص..
يا رحمة الله.. متى الخلاص؟
أكتب من بغداد.. من سحر ألف ليلة وليلة
من قصر شهرزاد
بغداد .. دار السلام سابقا
ملهمة الشعراء والعلماء.. عاصمة الأمجادْ
موقع : ميدل ايست اونلاين :
http://www.middle-east-online.com/?id=78231