عندما يشعر الطفل بـ (النفور) من بلده...في العام الجديد..
(بابا نؤيل) مصدوم بأمنية أطفال العراق: (الهجرة الى بلد ثان)!
وقفت المعلمة هند سامي امام تلاميذها في الصف الرابع الابتدائي وهي تسألهم عن أمنياتهم للعام الجديد.. فقال الاول انه يتمنى ان ينجح في دراسته وان ينتقل مع عائلته لبيت جديد أكثر سعة وراحة من البيت الذي يسكنه برفقه أولاد عمه, وقال اخر بانه يريده عاما خاليا من الانفجارات لان الموت اخذ منه أصدقاء كثيرين, ولم يبد الأمر غريبا في ما يتمناه الصغار.. حتى أعلن التلميذ محمد أمنيته التي حصلت على تأييد ثلثي التلاميذ الموجودين في الصف وهي انه يتمنى (الخروج من العراق لاجئا لأية دولة أوربية ليعيش حياته بحرية وسلام ويضمن مستقبل أطفاله الذين يتوقع بانه لن يراهم اذا ما بقي العراق يسير في هذا الاتجاه) !!
تقول المعلمة هند سامي: أدهشتني أمنية هذا التلميذ الذي تميز بآرائه المثيرة كما تميز بشخصيته القوية وتفوقه على زملائه, وماادهشني أكثر تأييد التلاميذ لكل ما قاله حيث صرخوا جميعهم قائلين كلنا نتمنى ذلك. وتضيف: بعض التلاميذ يتمنى الخروج الى دولة مجاورة آمنة الا أن الكثير منهم يتمنى الخروج الى دولة أوربية معللين ذلك بان الدول المجاورة هي التي تدس المفخخات وتقتل العراقيين !!! بعد ان كان العراق من البلدان الجاذبة للسكان نتيجة لتوفر فرص العمل والازدهار الاقتصادي و الثقافي الذي كان يتمتع به حتى نهاية الثمانينيات صار عراق اليوم من الدول الطاردة للسكان, نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وإذا مااخذنا بنظر الاعتبار أمنيات الصغار بالهجرة خارج العراق, وهم دون سن الخامسة عشر فإننا نكون امام محنة كبيرة قد يواجهها العراق في حال بقيت الأوضاع على ماهي عليه.
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة (النور) في محافظات الوسط والجنوب وعلى عينات عشوائية ومن شرائح وأعمار مختلفة كانت النتيجة ان 70%من الشباب والذين تراوح أعمارهم (18-35) ومن كلا الجنسين يرغب في الهجرة من العراق اذا ما توفرت ألفرصة الجيدة وان 40% منهم سيعودون في حال استقرار الوضع في العراق، أما الباقون فأنهم لن يفكروا بالعودة اذا ما حصلوا على الإقامة في البلد الآخر, أما 30% المتبقية فان 25% يرفض الهجرة و5 %هم الذين رفضوا الإجابة، أما كبار السن والذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة فان من يرغبون بالخروج من العراق برفقه عائلاتهم تتجاوز نسبتهم 55% أما النسبة المتبقية فأنهم يفضلون البقاء في العراق آملين ان تتحسن الاوضاع في المستقبل القريب. وفيما يرى مراقبون بان هذه النسبة المخيفة قد تنخفض كثيرا في محافظات إقليم كردستان كون تلك المنطقة تتمتع باستقرار يفوق ما تتمتع به باقي المحافظات.
يشير أستاذ الاجتماع عمران كامل الى ضرورة قيام الحكومة العراقية بوضع حلول جذرية وواقعية لما يتعرض له المجتمع العراقي من صدمات اقتصادية وأمنية وسياسية تتسبب في هجرة سكانه الى بلدان أخرى أكثر أمنا منه.
ويضيف: دائما يقوم السياسيون خلال خطاباتهم بمقارنات ساذجة بين وضع العراق اليوم وما كان علية العراق خلال حكم صدام حسين, ولا احد يتجاهل الفروق الايجابية بين العهدين لكن المواطن لا يمكنه الاستمرار بتذكر ومقارنة حال بلده بفترة مظلمة قد ولت بل ان الإنسان دائما يصبو الى الأفضل ولا يفكر بما كان عليه بل يحاول جاهدا ان يحسن وضعه بمقارنته مع الدول التي تتفوق عليه باستقرارها السياسي وبأمنها واقتصادها.
ويضيف: هناك حال يأس بدأت تسيطر على المجتمع العراقي نتيجة لتدهور الأوضاع في الداخل ومعظم المواطنين ألان يبحثون عن استقرار امني واقتصادي وإذا لم يتوفر ذلك في بلدهم فأنهم سيبحثون عنه في دولة أخرى وفي حال فكر الشباب بالهجرة من العراق فانه سيكون بداية لانهيار اقتصادي واجتماعي كون الشباب هم الفئة المنتجة في الدولة وإذا ما حدثت حال عدم التوازن بين فئات المجتمع بحيث تزداد كفه الفئة المستهلكة على حساب الفئة المنتجة فان الأمر ينذر بخطر قد لا تتمكن الحكومة العراقية مع ضعف التخطيط ان تتفاداه.
منقوول
(بابا نؤيل) مصدوم بأمنية أطفال العراق: (الهجرة الى بلد ثان)!
وقفت المعلمة هند سامي امام تلاميذها في الصف الرابع الابتدائي وهي تسألهم عن أمنياتهم للعام الجديد.. فقال الاول انه يتمنى ان ينجح في دراسته وان ينتقل مع عائلته لبيت جديد أكثر سعة وراحة من البيت الذي يسكنه برفقه أولاد عمه, وقال اخر بانه يريده عاما خاليا من الانفجارات لان الموت اخذ منه أصدقاء كثيرين, ولم يبد الأمر غريبا في ما يتمناه الصغار.. حتى أعلن التلميذ محمد أمنيته التي حصلت على تأييد ثلثي التلاميذ الموجودين في الصف وهي انه يتمنى (الخروج من العراق لاجئا لأية دولة أوربية ليعيش حياته بحرية وسلام ويضمن مستقبل أطفاله الذين يتوقع بانه لن يراهم اذا ما بقي العراق يسير في هذا الاتجاه) !!
تقول المعلمة هند سامي: أدهشتني أمنية هذا التلميذ الذي تميز بآرائه المثيرة كما تميز بشخصيته القوية وتفوقه على زملائه, وماادهشني أكثر تأييد التلاميذ لكل ما قاله حيث صرخوا جميعهم قائلين كلنا نتمنى ذلك. وتضيف: بعض التلاميذ يتمنى الخروج الى دولة مجاورة آمنة الا أن الكثير منهم يتمنى الخروج الى دولة أوربية معللين ذلك بان الدول المجاورة هي التي تدس المفخخات وتقتل العراقيين !!! بعد ان كان العراق من البلدان الجاذبة للسكان نتيجة لتوفر فرص العمل والازدهار الاقتصادي و الثقافي الذي كان يتمتع به حتى نهاية الثمانينيات صار عراق اليوم من الدول الطاردة للسكان, نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وإذا مااخذنا بنظر الاعتبار أمنيات الصغار بالهجرة خارج العراق, وهم دون سن الخامسة عشر فإننا نكون امام محنة كبيرة قد يواجهها العراق في حال بقيت الأوضاع على ماهي عليه.
وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة (النور) في محافظات الوسط والجنوب وعلى عينات عشوائية ومن شرائح وأعمار مختلفة كانت النتيجة ان 70%من الشباب والذين تراوح أعمارهم (18-35) ومن كلا الجنسين يرغب في الهجرة من العراق اذا ما توفرت ألفرصة الجيدة وان 40% منهم سيعودون في حال استقرار الوضع في العراق، أما الباقون فأنهم لن يفكروا بالعودة اذا ما حصلوا على الإقامة في البلد الآخر, أما 30% المتبقية فان 25% يرفض الهجرة و5 %هم الذين رفضوا الإجابة، أما كبار السن والذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة فان من يرغبون بالخروج من العراق برفقه عائلاتهم تتجاوز نسبتهم 55% أما النسبة المتبقية فأنهم يفضلون البقاء في العراق آملين ان تتحسن الاوضاع في المستقبل القريب. وفيما يرى مراقبون بان هذه النسبة المخيفة قد تنخفض كثيرا في محافظات إقليم كردستان كون تلك المنطقة تتمتع باستقرار يفوق ما تتمتع به باقي المحافظات.
يشير أستاذ الاجتماع عمران كامل الى ضرورة قيام الحكومة العراقية بوضع حلول جذرية وواقعية لما يتعرض له المجتمع العراقي من صدمات اقتصادية وأمنية وسياسية تتسبب في هجرة سكانه الى بلدان أخرى أكثر أمنا منه.
ويضيف: دائما يقوم السياسيون خلال خطاباتهم بمقارنات ساذجة بين وضع العراق اليوم وما كان علية العراق خلال حكم صدام حسين, ولا احد يتجاهل الفروق الايجابية بين العهدين لكن المواطن لا يمكنه الاستمرار بتذكر ومقارنة حال بلده بفترة مظلمة قد ولت بل ان الإنسان دائما يصبو الى الأفضل ولا يفكر بما كان عليه بل يحاول جاهدا ان يحسن وضعه بمقارنته مع الدول التي تتفوق عليه باستقرارها السياسي وبأمنها واقتصادها.
ويضيف: هناك حال يأس بدأت تسيطر على المجتمع العراقي نتيجة لتدهور الأوضاع في الداخل ومعظم المواطنين ألان يبحثون عن استقرار امني واقتصادي وإذا لم يتوفر ذلك في بلدهم فأنهم سيبحثون عنه في دولة أخرى وفي حال فكر الشباب بالهجرة من العراق فانه سيكون بداية لانهيار اقتصادي واجتماعي كون الشباب هم الفئة المنتجة في الدولة وإذا ما حدثت حال عدم التوازن بين فئات المجتمع بحيث تزداد كفه الفئة المستهلكة على حساب الفئة المنتجة فان الأمر ينذر بخطر قد لا تتمكن الحكومة العراقية مع ضعف التخطيط ان تتفاداه.
منقوول