10/03/2012 - 01:42
نصيحة إلى غوارديولا.. فلتكن "فيرغسون" برشلونة
كرة القدم - الدوري الإسباني
هل ينفذ المدرب الشاب نصيحة المدرب الاسكتلندي المخضرم حين طلب منه أن يبقى عمرا مديدا مثله في تدريب نفس الفريق؟
Eurosport
دبي - خاص (يوروسبورت عربية)
من المؤكد أن قرار تمديد المدرب الإسباني الشاب جوزيب غوارديولا مع برشلونة واحد من أصعب القرارات التي عليه أن يتخذها في حياته، ستخالجه آلاف الأفكار في ذهنه، فأمامه خيارات متعددة، ويحتاج لعمر طويل للتفكير بتروي، ولكنه أمام فرصة تاريخية ليصبح "أليكس فيرغسون برشلونة".
ومنذ تولى تدريب برشلونة في 2008 وهو متمسك بتجديد عقده عام بعام، لا يحبذ العقود طويلة المدى، مهما حصد من الألقاب، فهو متيقن من أنه مجرد "عابر سبيل" بالنادي الكتالوني، وبقاؤه مؤقت، وسيخلفه شخص آخر آجلا أو عاجلا، وهذا ما قاله بلسانه.
أسطورة في فترة قصيرة
كانت المهمة ثقيلة عليه، فخبرته التدريبية كانت شبه معدومة، إذ تولى تدريب الفريق الثاني لبرشلونة ب عام 2007، وبعدها بعام واحد سنحت له الفرصة لتدريب أحد عظماء أندية العالم وخلافة الهولندي فرانك ريكارد.
في فترة زمنية قصيرة اعترف به العالم كأفضل مدرب على سطح الكوكب، من واقع السجل الزاخر بالانجازات والألقاب، ومع اقتراب موعد تجديد عقده في كل عام، تسود حالة من التفاؤل واليقين بين جماهيره بأنه سيجدد العقد لعام إضافي لا محالة لاستكمال مسيرة الانجازات.
ولكن هذا العام الوضع اختلف، فتناثرت الشائعات وكثرت الاقاويل حول مستقبله التدريبي، وانشطر الجمهور من حوله إلى نصفين، نصف يراهن على أنه سيمدد عقده، وآخر يراه يحزم حقائبه لمغادرة الفريق الكتالوني في مشهد وداع حزين للاعبين مصحوبا بعناق حار ودموع منهمرة، وخلفية لجماهير كامب نو تحمل لافتة ضخمة تقول "لن ننساك".
ربما ازداد عدد المتشائمين بسبب ضياع حلم الاحتفاظ بالدوري الإسباني للمرة الرابعة على التوالي، ربما بسبب هبوط أداء البرسا مقارنة بالمواسم الأخيرة، لكنه حجة لا تبرر رحيله، فمنطقيا لا يوجد مبرر للرحيل، فضياع الليغا لا يعني ضياع الموسم، هناك أمل كبير في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا، أعظم بطولات الأندية في العالم، فضلا عن بلوغ نهائي كأس الملك أمام أتلتيك بلباو، وما قد يتبعهما من بطولات مثل كأس العالم للأندية والسوبرين المحلي والأوروبي.
عند غوارديولا السبب الأكيد
لكن يمكن التكهن بأن فكرة الرحيل نابعة من ذهن غوارديولا نفسه، فجماهير البرسا واللاعبين لا يريدونه حتما أن يغادر، ربما حتى جماهير الخصوم، فلم تجد منه سوى الاحترام والتبجيل، لم ينتقد ناديا أو جمهورا أو حكما، صار مثالا يحتذى به في الذوق واللباقة، وحتى في أناقة الهندام.
إذا لماذا قد يخطر بذهنه فكرة الرحيل؟.. ربما يكون سأم حياة التوتر والضغط العصبي والشحن الزائد باستمرار، لقد تسرب الصلع إلى رأسه سريعا بسبب هذا التوتر، فهو مطالب دائما بالفوز وتحقيق الانتصارات والتتويج بالكؤوس وإرضاء قاعدة ضخمة من الجماهير بالعالم والدفاع عن سمعة برشلونة وإقليم كتالونيا.
ربما اشتاق لقضاء وقت أطول مع زوجته كريستينا وأبنائه الصغار ماريوس وماريا وفالنتينا بعد أن انشغل كثيرا بأعباء اللعبة وبمسئوليات الفريق، فيرغب في أن ينعم بقسط من الراحة التي لن تدوم طويلا، فسرعان ما سيشتاق إلى حياة المدرب الناجح، ولكن حينها قد يضطر للابتعاد عن إسبانيا، ربما كما يتكهنون إلى إنتر ميلان في إيطاليا أو تشيلسي في إنكلترا.
رغبة في إثبات الذات
لكن هناك دافعا آخر قد يكون تصديقه أقرب للواقع، فهو يريد إثبات الذات، إثبات أنه مدرب كفء ويستحق أن يدخل زمرة الأفضل في تاريخ عالم التدريب، لقد سأم القول بأن الجيل الحالي من لاعبي برشلونة ليسوا بحاجة إلى مدرب، ربما يكونوا أفضل جيل أتى في تاريخ الساحرة المستديرة، ومنصب المدرب كما يرى كثيرون شرفي ومجرد تحصيل حاصل.
من يقول ذلك يبرر كلامه مستشهدا بفرانك ريكارد الذي درب البرسا من قبله، فيبرهن بأن نجاحات الفريق تحققت بسبب وجود أفضل لاعبي العالم في الفريق، حينها سطعت موهبة الحرس القديم رونالدينيو وإيتو وديكو بجانب العظماء الحاليين ميسي وتشافي وإنييستا وبويول، لكن بصمة المدرب لم تكن بارزة، والدليل على ذلك أنه حين رحل إلى غلطة سراي التركي ومن بعده منتخب السعودية لم ينل إلا الإخفاقات والفشل، وحينها أكد هؤلاء صحة نظريتهم.
لذا قد يود غوارديولا خوض التحدي، ويقرر بنفسه الاكتفاء بما حققه من سجل حافل من الانجازات لينتقل إلى فريق آخر ليثبت معه موهبته التدريبية ليخرس ألسنة منتقديه.
غورديولا ضد فيرغسون
له الحق في اختيار ما يراه أنسب له، لكن هل ينفذ غوارديولا نصيحة فيرغسون حين طلب منه أن يبقى عمرا مديدا مثله في تدريب نفس الفريق؟
لقد عكف السير على تدريب مانشستر يونايتد لأكثر من 25 عاما شيد فيها المجد والتاريخ وجدار أسطورته الخالدة، وذاق في ربع قرن أيضا مرارة الإخفاقات والخيبة وسهام النقد، لكنه صمد وأبى أن يستسلم حتى اللحظة، فهل يحتاج فيرغسون للانتقال إلى ناد آخر لإثبات ذاته؟
البقاء والاستمرار هو الأنسب لغوارديولا ولناديه، فاللاعبون يحبونه ويتمنونه إلى جوارهم للأبد، ومن خلفهم الجمهور، ربما يضطر عدد من أبرز نجومه للانسحاب مستقبلا بسبب التقدم في السن، مثل تشافي أو بويول أو أبيدال، ولكنه مطمئن، فميسي لا يزال يافعا وقادرا على العطاء لأعوام مديدة، كما أن المدرب الشاب من هواة تيار التجديد، كم من نجم كشف النقاب عنه وقدمه للعالم، كريستيان تيلو وإيساك كوينكا ومونتويا ومن قبلهم بوسكيتس وغيرهم، ونبع المواهب في مدرسة لا ماسيا لا ينضب.
سيكون البقاء هو الخيار الأمثل، إثبات الذات لا يحتاج للغربة والابتعاد، ففي مكانه قد يصنع المعجزات، وغوارديولا يملك كل المقومات للسير على نهج فيرغسون، والكلمة الأخيرة له.
من أحمد مصطفى
Eurosport
http://eurosport.anayou.com/football/la-liga/2011-2012/%d9%81%d9%84%d8%aa%d9%83%d9%86-%22%d9%81%d9%8a%d8%b1%d8%ba%d8%b3%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d8%b4%d9%84%d9%88%d9%86%d8%a9%22_sto3187642/ar-story.shtml
نصيحة إلى غوارديولا.. فلتكن "فيرغسون" برشلونة
كرة القدم - الدوري الإسباني
هل ينفذ المدرب الشاب نصيحة المدرب الاسكتلندي المخضرم حين طلب منه أن يبقى عمرا مديدا مثله في تدريب نفس الفريق؟
Eurosport
- أخبار ذات صلة :
- جميع نتائج برشلونة هذا الموسم
- ابراموفيتش يغري غوارديولا بـ12 مليون
- حتى اللافتات تستجدي غوارديولا البقاء
- انتر ميلان يحلم بالتعاقد مع غوارديولا
- صلوات في الكنيسة من أجل غوارديولا!
- رحيل غوارديولا.. موت برشلونة!
دبي - خاص (يوروسبورت عربية)
من المؤكد أن قرار تمديد المدرب الإسباني الشاب جوزيب غوارديولا مع برشلونة واحد من أصعب القرارات التي عليه أن يتخذها في حياته، ستخالجه آلاف الأفكار في ذهنه، فأمامه خيارات متعددة، ويحتاج لعمر طويل للتفكير بتروي، ولكنه أمام فرصة تاريخية ليصبح "أليكس فيرغسون برشلونة".
ومنذ تولى تدريب برشلونة في 2008 وهو متمسك بتجديد عقده عام بعام، لا يحبذ العقود طويلة المدى، مهما حصد من الألقاب، فهو متيقن من أنه مجرد "عابر سبيل" بالنادي الكتالوني، وبقاؤه مؤقت، وسيخلفه شخص آخر آجلا أو عاجلا، وهذا ما قاله بلسانه.
أسطورة في فترة قصيرة
كانت المهمة ثقيلة عليه، فخبرته التدريبية كانت شبه معدومة، إذ تولى تدريب الفريق الثاني لبرشلونة ب عام 2007، وبعدها بعام واحد سنحت له الفرصة لتدريب أحد عظماء أندية العالم وخلافة الهولندي فرانك ريكارد.
في فترة زمنية قصيرة اعترف به العالم كأفضل مدرب على سطح الكوكب، من واقع السجل الزاخر بالانجازات والألقاب، ومع اقتراب موعد تجديد عقده في كل عام، تسود حالة من التفاؤل واليقين بين جماهيره بأنه سيجدد العقد لعام إضافي لا محالة لاستكمال مسيرة الانجازات.
ولكن هذا العام الوضع اختلف، فتناثرت الشائعات وكثرت الاقاويل حول مستقبله التدريبي، وانشطر الجمهور من حوله إلى نصفين، نصف يراهن على أنه سيمدد عقده، وآخر يراه يحزم حقائبه لمغادرة الفريق الكتالوني في مشهد وداع حزين للاعبين مصحوبا بعناق حار ودموع منهمرة، وخلفية لجماهير كامب نو تحمل لافتة ضخمة تقول "لن ننساك".
ربما ازداد عدد المتشائمين بسبب ضياع حلم الاحتفاظ بالدوري الإسباني للمرة الرابعة على التوالي، ربما بسبب هبوط أداء البرسا مقارنة بالمواسم الأخيرة، لكنه حجة لا تبرر رحيله، فمنطقيا لا يوجد مبرر للرحيل، فضياع الليغا لا يعني ضياع الموسم، هناك أمل كبير في الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا، أعظم بطولات الأندية في العالم، فضلا عن بلوغ نهائي كأس الملك أمام أتلتيك بلباو، وما قد يتبعهما من بطولات مثل كأس العالم للأندية والسوبرين المحلي والأوروبي.
عند غوارديولا السبب الأكيد
لكن يمكن التكهن بأن فكرة الرحيل نابعة من ذهن غوارديولا نفسه، فجماهير البرسا واللاعبين لا يريدونه حتما أن يغادر، ربما حتى جماهير الخصوم، فلم تجد منه سوى الاحترام والتبجيل، لم ينتقد ناديا أو جمهورا أو حكما، صار مثالا يحتذى به في الذوق واللباقة، وحتى في أناقة الهندام.
إذا لماذا قد يخطر بذهنه فكرة الرحيل؟.. ربما يكون سأم حياة التوتر والضغط العصبي والشحن الزائد باستمرار، لقد تسرب الصلع إلى رأسه سريعا بسبب هذا التوتر، فهو مطالب دائما بالفوز وتحقيق الانتصارات والتتويج بالكؤوس وإرضاء قاعدة ضخمة من الجماهير بالعالم والدفاع عن سمعة برشلونة وإقليم كتالونيا.
ربما اشتاق لقضاء وقت أطول مع زوجته كريستينا وأبنائه الصغار ماريوس وماريا وفالنتينا بعد أن انشغل كثيرا بأعباء اللعبة وبمسئوليات الفريق، فيرغب في أن ينعم بقسط من الراحة التي لن تدوم طويلا، فسرعان ما سيشتاق إلى حياة المدرب الناجح، ولكن حينها قد يضطر للابتعاد عن إسبانيا، ربما كما يتكهنون إلى إنتر ميلان في إيطاليا أو تشيلسي في إنكلترا.
رغبة في إثبات الذات
لكن هناك دافعا آخر قد يكون تصديقه أقرب للواقع، فهو يريد إثبات الذات، إثبات أنه مدرب كفء ويستحق أن يدخل زمرة الأفضل في تاريخ عالم التدريب، لقد سأم القول بأن الجيل الحالي من لاعبي برشلونة ليسوا بحاجة إلى مدرب، ربما يكونوا أفضل جيل أتى في تاريخ الساحرة المستديرة، ومنصب المدرب كما يرى كثيرون شرفي ومجرد تحصيل حاصل.
من يقول ذلك يبرر كلامه مستشهدا بفرانك ريكارد الذي درب البرسا من قبله، فيبرهن بأن نجاحات الفريق تحققت بسبب وجود أفضل لاعبي العالم في الفريق، حينها سطعت موهبة الحرس القديم رونالدينيو وإيتو وديكو بجانب العظماء الحاليين ميسي وتشافي وإنييستا وبويول، لكن بصمة المدرب لم تكن بارزة، والدليل على ذلك أنه حين رحل إلى غلطة سراي التركي ومن بعده منتخب السعودية لم ينل إلا الإخفاقات والفشل، وحينها أكد هؤلاء صحة نظريتهم.
لذا قد يود غوارديولا خوض التحدي، ويقرر بنفسه الاكتفاء بما حققه من سجل حافل من الانجازات لينتقل إلى فريق آخر ليثبت معه موهبته التدريبية ليخرس ألسنة منتقديه.
غورديولا ضد فيرغسون
له الحق في اختيار ما يراه أنسب له، لكن هل ينفذ غوارديولا نصيحة فيرغسون حين طلب منه أن يبقى عمرا مديدا مثله في تدريب نفس الفريق؟
لقد عكف السير على تدريب مانشستر يونايتد لأكثر من 25 عاما شيد فيها المجد والتاريخ وجدار أسطورته الخالدة، وذاق في ربع قرن أيضا مرارة الإخفاقات والخيبة وسهام النقد، لكنه صمد وأبى أن يستسلم حتى اللحظة، فهل يحتاج فيرغسون للانتقال إلى ناد آخر لإثبات ذاته؟
البقاء والاستمرار هو الأنسب لغوارديولا ولناديه، فاللاعبون يحبونه ويتمنونه إلى جوارهم للأبد، ومن خلفهم الجمهور، ربما يضطر عدد من أبرز نجومه للانسحاب مستقبلا بسبب التقدم في السن، مثل تشافي أو بويول أو أبيدال، ولكنه مطمئن، فميسي لا يزال يافعا وقادرا على العطاء لأعوام مديدة، كما أن المدرب الشاب من هواة تيار التجديد، كم من نجم كشف النقاب عنه وقدمه للعالم، كريستيان تيلو وإيساك كوينكا ومونتويا ومن قبلهم بوسكيتس وغيرهم، ونبع المواهب في مدرسة لا ماسيا لا ينضب.
سيكون البقاء هو الخيار الأمثل، إثبات الذات لا يحتاج للغربة والابتعاد، ففي مكانه قد يصنع المعجزات، وغوارديولا يملك كل المقومات للسير على نهج فيرغسون، والكلمة الأخيرة له.
من أحمد مصطفى
Eurosport
http://eurosport.anayou.com/football/la-liga/2011-2012/%d9%81%d9%84%d8%aa%d9%83%d9%86-%22%d9%81%d9%8a%d8%b1%d8%ba%d8%b3%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d8%b4%d9%84%d9%88%d9%86%d8%a9%22_sto3187642/ar-story.shtml