شنــاشيــــل :لا .. يا حضرة النقيب! | |
بتاريخ : السبت 18-06-2011 09:47 صباحا |
عدنان حسين على هامش احتفال نقابة الصحفيين بعيد الصحافة الأربعاء الماضي ناشد النقيب مؤيد اللامي أعضاء مجلس النواب إقرار مشروع قانون حماية الصحفيين الذي أعدّته الحكومة، و"عدم الاستماع إلى من ليس لهم علاقة بالمهنة"، وهو يعني بهذا الذين أبدوا اعتراضات وملاحظات واقترحوا إضافات وحذوفات على المشروع الذي قرأه البرلمان للمرة الثانية الأسبوع الماضي. ولعلم من لا يعرف فان المُعترضين لا يناهضون تشريع قانون لحماية الصحفيين، وإنما يعارضون تمرير مشروع القانون الذي رفعته الحكومة ورأوا فيه عدة مثالب ونواقص منها انه يسعى إلى تكريس احتكار نقابة الصحفيين للعمل النقابي، ويؤدي إلى جعل النقابة صنيعة للحكومة والصحفيين شحّاذين يقفون على أبواب الحكومة انتظاراً لعطاياها ومكرماتها، بل قلْ رشاواها. وهذا كله وغيره من بنود في المشروع المطروح يتعارض مع مبادئ الديمقراطية ومع أحكام الدستور العراقي. ولعلم من لا يعرف أيضاً أن المعترضين يريدون قانوناً متكاملا لحماية مهنة الإعلام والعاملين فيها، بتكريس حق الإعلامي في الحصول الحر على المعلومات من مصادرها للقيام بواجبه الرئيس وهو نقل المعلومات إلى الرأي العام، وتوكيد حق الإعلامي والكاتب في التعبير عن رأيه لأداء واجب أساسي آخر له، وهو مراقبة عمل السلطة التنفيذية وسائر السلطات. ويريد المعترضون أيضاً قانوناً يضمن حقوق الإعلامي وحريته ويحفظ كرامته داخل مؤسسته وخارجها، وليس فقط حقوقه وحقوق عائلته عند الإصابة أو الموت في الميدان. ولعلم من لا يعرف كذلك أن المعترضين عبّروا عن آرائهم ومواقفهم علناً بأسمائهم الصريحة في مقالات صحفية ومقابلات إذاعية وتلفزيونية وندوات عامة بينها واحدة عُقدت في مبنى مجلس النواب بمبادرة من لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية. والمعترضون الذين وصفهم السيد اللامي بأنهم "لا علاقة لهم بالمهنة"، هم جميعا تقريباً أبناء المهنة المرموقين، ويمتدّ عمر بعضهم في المهنة إلى نصف قرن وأكثر، أي ما يوازي عمر النقيب اللامي كله وأكثر، وبعضهم كان قيادياً في النقابة قبل أن يدخل النقيب إلى المدرسة. إليكم واحداً من هؤلاء: درس الصحافة والإعلام في الجامعة على أيدي الدكاترة عبد اللطيف حمزة وحسنين عبد القادر ومختار التهامي وأحمد كامل وزكي الجابر وسنان سعيد وغيرهم، ودرس العلوم المساعدة كاللغة العربية وآدابها وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي وعلم السياسة والدبلوماسية والقانون الدولي والعلاقات الدولية والإحصاء وسواها على أيدي الدكاترة محسن جمال الدين ونوري حمودي القيسي وهشام الشاوي وفوزية العطية وسواهم، ونشر أولى كتاباته وهو لمّا يزل طالباً. وفي حياته العملية تعلًم أصول المهنة وقواعدها وتقاليدها على أيدي صحفيين وأدباء مشهود لهم بالخبرة والكفاءة بينهم شمران الياسري ويوسف الصايغ وعبد المجيد الونداوي وفائق بطي وفخري كريم وزهير الدجيلي وزيد الفلاحي وسواهم. وعمل زميلاً لفالح عبد الجبار وسلوى زكو وإبراهيم الحريري وعباس البدري وسعود الناصري وزهير الجزائري وفاطمة المحسن وحسين حسن وفاضل السلطاني ونبيل ياسين ومالك المطلبي وباسم عبد الحميد حمودي وخليل الأسدي وفاروق سلوم وسواهم، ومن الفنانين فيصل لعيبي وصلاح جياد وطالب مكي وبسام فرج ومؤيد نعمة وعفيفة لعيبي وعامر العبيدي وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر وبلاسم محمد ونبيل يعقوب وغيرهم. (ملاحظة: لا يشمل هذا الاستعراض المختصر فترة المنفى الطويلة التي حفلت بزملاء عرب مرموقين كعثمان العمير وعبد الرحمن الراشد وبسام أبو شريف وحسن البطل ود. محمد الرميحي). حضرة النقيب.. هذا واحد من مئات المعترضين على مشروع القانون ممن وصفتهم بأنهم "لا علاقة لهم بالمهنة" .. واحد يرى نفسه في موقع الوسط من زملائه المعترضين، بين من هم أفضل منه في المستوى ومن هم أقل. هذا الواحد هو أنا يا حضرة النقيب، فمن تكون أنت في المهنة لتنفيني ومئات من زملائي منها في يوم عيد الصحافة؟ على من تتلمذتَ الصحافة وفنونها والإعلام ونظرياته والدعاية وأساليبها؟ وبرعاية من تعلّمتَ المهنة بأصولها وقواعدها وتقاليدها في الميدان؟ ومن كان إلى يمينك والى شمالك من زملاء المهنة؟ لك الحق كله، يا حضرة النقيب، في أن تتّخذ من المواقف ما تشاء.. لك الحق كله في أن تفعل بنفسك ونقابتك ما تشاء، بما في ذلك مهادنة الحكومة أو التبعية لها مثلاً.. لكن ليس من حقك أبداً وليس مسموحا لك مطلقاً أن تشتمنا، فكرامتنا المهنية والوطنية أثمن من أموال الحكومة التي تسعى إلى بعض فتاتها وأنفس من كنوز الأرض كلها. |
http://www.almadapaper.net/news.php?action=view&id=42662