نفاق الجزيرة والعربية
وكالة أنباء المستقبل للصحافة والنشر (ومع)
كاظم فنجان الحمامي
يتعين على الفضائيات التي تدعي الوقوف مع الحق, أن تكون صادقة في نقل الحقيقة كاملة من دون رتوش أو إضافات, ومن دون تحريف أو تزييف, وان لا تستغل مشاعر الناس وتتلاعب بعواطفهم, وان تتجنب التدليس والكذب والنفاق, وتلتزم الحياد, ولا تكون طرفا في صناعة الزوابع الإعلامية, وتبتعد عن التهويل والشحن والتحريض, سواء كانت ناطقة باللغة العربية أو الانجليزية أو السنسكريتية أو السيريلانكية.
ان من يقارن ما تبثه (الجزيرة) في قناتها الناطقة بالعربية مع ما تبثه بالانجليزية سيصاب بمغص شديد في معدته من هول الصدمة, وربما يسقط مغشيا عليه من هستيريا الضحك, وسيكتشف أنها مصابة بازدواجية المفردات اللغوية, فهي تصف القوات المحتلة للعراق بـ (قوات التحالف Coalition forces) في برامجها الانجليزية, بينما تتشدق بمفردات الغزو والاحتلال في نشراتها العربية, ثم تعود لتستخدم مفردة (Assailants) في وصف المقاومة في العراق وأفغانستان, مع علمها الأكيد أن هذه الكلمة تستخدم في وصف المجرمين والمارقين, تتحدث معنا بلسانين, لسان عربي يدغدغ العواطف, ولسان أعجمي يتقرب إلى الغرب ويتزلف إليهم, وأحيانا ترفع عقيرتها بالنداء لإنقاذ غزة في برامجها العربية, وتطلب من العالم التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من جور الحصار الظالم, لكنها لا تذيع مثل هذه النداءات في برامجها الانجليزية, وكأنها تتحاشى تعكير مزاج الغرب على حساب معاناة الفلسطينيين, الذين تصفهم بـ (الشهداء) في نشراتها العربية, و(القتلى) في نشراتها الانجليزية.
تابعوا أخبار العراق ولبنان وغزة في نشرات الجزيرة, وقارنوها مع نشراتها الانجليزية, لتكتشفوا بأنفسكم التباين الواضح في أخبار القناتين, وتكتشفوا الازدواجية المقصودة في التوجهات الإعلامية, فهي تشنف آذاننا صباح مساء بأخبار القهر والظلم والضياع والانفجارات, ولا تمس مشاعر تل أبيب أو واشنطن بعبارة جارحة ولو من باب التمويه.
والمفاجأة الكبرى أن (الجزيرة) هي القناة العربية الأولى, التي تعترف بإسرائيل في خرائطها التوضيحية, وهي أول من كسر الحاجز, وفتح باب الحوار المباشرة مع الصهاينة, وأول من انفرد في ترويج الاصطلاحات الخبيثة في وصف الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة, تارة تقول عنهم (عرب الخط الأخضر), وتارة (عرب إسرائيل), ووصل بها النفاق الإعلامي إلى تجريد الخليج العربي من عروبته عندما تتحاور مع ضيف من إيران.
اما (العربية) فقد بدت لنا وكأنها إيرانية حتى النخاع, وأحيانا تبدو أكثر تشيعا من الإيرانيين أنفسهم, خصوصا عندما تتحدث عن المظاهرات والاحتجاجات الصاخبة, التي اجتاحت شوارع طهران, لكنها وقفت ضد احتجاجات الشيعة في البحرين, وعملت جاهدة ليل نهار من اجل تشويه صورة التظاهرات البحرينية, ولم تنقل لنا تصريحا واحدا عن المعارضة البحرينية, بل أنها لم تتحاور في هذا الموضوع إلا مع الأطراف الموالية للحكومة.
يصدح صوتها بالحديث عن مظاهرات (درعا), و(اللاذقية), و(عدن), و(الحديدة), و(عمان), و(صنعاء), و(بغداد), و(القاهرة), و(مصراتا) بنبرة تحريضية مسمومة, بينما تتجنب الحديث عن أي حالة تذمر أو احتجاج ضد الأنظمة الخليجية المعصومة من الزلل والخلل والفشل.
نحن لا نختلف مع عشاق هذه الفضائيات حول بداياتها القوية, وانفرادها بطرح القضايا العربية الجادة والحساسة, وتطرقها لأخطر السلبيات والأزمات, لكنها انحرفت كثيرا عن نهجها القديم, وضربت عرض الحائط بقيمها الإعلامية المهنية, وراحت تسخر طاقاتها كلها لتقطيع أوصال المدن العربية غير المنتمية لدول مجلس التعاون الخليجي, حتى تحولت إلى أداة مكشوفة من أدوات إذكاء الفتن. وإشاعة الفوضى, وتحريك الاضطرابات, وإثارة النعرات.
والسؤال المحير حقا, هو كيف تكون هذه القنوات حرة وصادقة ووطنية وعربية ومسلمة وشجاعة ومجاهدة, وهي التي لم تتجرأ في يوم من الأيام في الحديث ولو بالهمس (من بعيد لبعيد) عن القواعد العسكرية الامريكية الجبارة, ولا عن الأساطيل البحرية العملاقة الجاثمة في حوض الخليج العربي ؟؟, وكيف تكون صريحة وفصيحة, وهي التي لم تفصح أبدا عن العلاقات الإسرائيلية المريبة مع بعض الأقطار الخليجية ؟؟. . . .
وكالة أنباء المستقبل للصحافة والنشر (ومع)
كاظم فنجان الحمامي
يتعين على الفضائيات التي تدعي الوقوف مع الحق, أن تكون صادقة في نقل الحقيقة كاملة من دون رتوش أو إضافات, ومن دون تحريف أو تزييف, وان لا تستغل مشاعر الناس وتتلاعب بعواطفهم, وان تتجنب التدليس والكذب والنفاق, وتلتزم الحياد, ولا تكون طرفا في صناعة الزوابع الإعلامية, وتبتعد عن التهويل والشحن والتحريض, سواء كانت ناطقة باللغة العربية أو الانجليزية أو السنسكريتية أو السيريلانكية.
ان من يقارن ما تبثه (الجزيرة) في قناتها الناطقة بالعربية مع ما تبثه بالانجليزية سيصاب بمغص شديد في معدته من هول الصدمة, وربما يسقط مغشيا عليه من هستيريا الضحك, وسيكتشف أنها مصابة بازدواجية المفردات اللغوية, فهي تصف القوات المحتلة للعراق بـ (قوات التحالف Coalition forces) في برامجها الانجليزية, بينما تتشدق بمفردات الغزو والاحتلال في نشراتها العربية, ثم تعود لتستخدم مفردة (Assailants) في وصف المقاومة في العراق وأفغانستان, مع علمها الأكيد أن هذه الكلمة تستخدم في وصف المجرمين والمارقين, تتحدث معنا بلسانين, لسان عربي يدغدغ العواطف, ولسان أعجمي يتقرب إلى الغرب ويتزلف إليهم, وأحيانا ترفع عقيرتها بالنداء لإنقاذ غزة في برامجها العربية, وتطلب من العالم التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من جور الحصار الظالم, لكنها لا تذيع مثل هذه النداءات في برامجها الانجليزية, وكأنها تتحاشى تعكير مزاج الغرب على حساب معاناة الفلسطينيين, الذين تصفهم بـ (الشهداء) في نشراتها العربية, و(القتلى) في نشراتها الانجليزية.
تابعوا أخبار العراق ولبنان وغزة في نشرات الجزيرة, وقارنوها مع نشراتها الانجليزية, لتكتشفوا بأنفسكم التباين الواضح في أخبار القناتين, وتكتشفوا الازدواجية المقصودة في التوجهات الإعلامية, فهي تشنف آذاننا صباح مساء بأخبار القهر والظلم والضياع والانفجارات, ولا تمس مشاعر تل أبيب أو واشنطن بعبارة جارحة ولو من باب التمويه.
والمفاجأة الكبرى أن (الجزيرة) هي القناة العربية الأولى, التي تعترف بإسرائيل في خرائطها التوضيحية, وهي أول من كسر الحاجز, وفتح باب الحوار المباشرة مع الصهاينة, وأول من انفرد في ترويج الاصطلاحات الخبيثة في وصف الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة, تارة تقول عنهم (عرب الخط الأخضر), وتارة (عرب إسرائيل), ووصل بها النفاق الإعلامي إلى تجريد الخليج العربي من عروبته عندما تتحاور مع ضيف من إيران.
اما (العربية) فقد بدت لنا وكأنها إيرانية حتى النخاع, وأحيانا تبدو أكثر تشيعا من الإيرانيين أنفسهم, خصوصا عندما تتحدث عن المظاهرات والاحتجاجات الصاخبة, التي اجتاحت شوارع طهران, لكنها وقفت ضد احتجاجات الشيعة في البحرين, وعملت جاهدة ليل نهار من اجل تشويه صورة التظاهرات البحرينية, ولم تنقل لنا تصريحا واحدا عن المعارضة البحرينية, بل أنها لم تتحاور في هذا الموضوع إلا مع الأطراف الموالية للحكومة.
يصدح صوتها بالحديث عن مظاهرات (درعا), و(اللاذقية), و(عدن), و(الحديدة), و(عمان), و(صنعاء), و(بغداد), و(القاهرة), و(مصراتا) بنبرة تحريضية مسمومة, بينما تتجنب الحديث عن أي حالة تذمر أو احتجاج ضد الأنظمة الخليجية المعصومة من الزلل والخلل والفشل.
نحن لا نختلف مع عشاق هذه الفضائيات حول بداياتها القوية, وانفرادها بطرح القضايا العربية الجادة والحساسة, وتطرقها لأخطر السلبيات والأزمات, لكنها انحرفت كثيرا عن نهجها القديم, وضربت عرض الحائط بقيمها الإعلامية المهنية, وراحت تسخر طاقاتها كلها لتقطيع أوصال المدن العربية غير المنتمية لدول مجلس التعاون الخليجي, حتى تحولت إلى أداة مكشوفة من أدوات إذكاء الفتن. وإشاعة الفوضى, وتحريك الاضطرابات, وإثارة النعرات.
والسؤال المحير حقا, هو كيف تكون هذه القنوات حرة وصادقة ووطنية وعربية ومسلمة وشجاعة ومجاهدة, وهي التي لم تتجرأ في يوم من الأيام في الحديث ولو بالهمس (من بعيد لبعيد) عن القواعد العسكرية الامريكية الجبارة, ولا عن الأساطيل البحرية العملاقة الجاثمة في حوض الخليج العربي ؟؟, وكيف تكون صريحة وفصيحة, وهي التي لم تفصح أبدا عن العلاقات الإسرائيلية المريبة مع بعض الأقطار الخليجية ؟؟. . . .
منقول