الثلاثاء، 01 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 03:09 (GMT+0400)
وحدة من المارينز تصل لحماية سفارة أمريكا بمصر
الاحتجاجات متواصلة ...
القاهرة، مصر (CNN) -- علمت CNN أن الجيش الأمريكي أرسل وحدة من قوات مشاة البحرية "مارينز" وصفت بأنها "مدججة بالسلاح" إلى القاهرة، وقد وصلت إلى السفارة الأمريكية لحمايتها، بينما أعلن الجيش المصري أنه لن يستخدم العنف ضد المتظاهرين بوجه النظام، لكنه اشترط على الراغبين بالتحرك بعدم اللجوء إلى الشغب أو تحطيم الممتلكات.
وقالت باربرا ستار، مراسلة CNN في وزارة الدفاع الأمريكية: "قوة المارينز ترسل عادة إلى الدول المضطربة لحماية السفارات الأمريكية في حال كان هناك خطر عجز القوى الأمنية المحلية عن حماية السفارات."
من جانبها، أعلنت الخارجية الأمريكية أنها تمكنت من ترحيل 500 من الأمريكيين إلى خارج مصر خلال ساعات صباح الاثنين، وأعربت عن أملها في أن تنجح بترحيل 500 آخرين قبل حلول يوم غد.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، قد قال إن حكومته تشعر بـ"خوف حقيقي" من أن تؤدي التطورات المتسارعة في مصر إلى صعود دور من وصفهم بـ"المتشددين الإسلاميين" إلى السلطة، بسبب التغييرات السريعة التي تتزامن معه غياب البنى والمؤسسات الديمقراطية الحديثة، على حد تعبيره.
وقال نتنياهو إنه على الرغم من أن الاضطرابات الموجودة في مصر لم تطلقها حركة "الإخوان المسلمين،" غير أن ذلك "لا يمكن أن يزيل عامل القلق المتمثل في إمكانية أن تستفيد القوى المنظمة من الوضع القائم."
وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إنه هناك مخاوف من "استغلال الجهات الإسلامية المتطرفة للاضطرابات لبسط سيطرتها على مصر كما حدث في إيران ودول أخرى،" بإشارة إلى الاضطرابات التي مهدت لوصول روح الله الموسوي الخميني إلى السلطة بإيران بعد الإطاحة بالشاه عام 1979.
وأشار نتنياهو إلى احترام مصر لمعاهدة السلام التي تربطها منذ عقود مع إسرائيل، وقال إن هدف بلاده "كان وما زال الحفاظ على هذا السلام."
وكان الرئيس المصري، حسني مبارك، قد أصدر عصر الاثنين مرسماً صادق فيه على تشكيلة الحكومة الجديدة، التي يرأسها أحمد شفيق، وأظهرت التشكيلة احتفاظ المشير حسين طنطاوي بمنصبه كوزير للدفاع، وكذلك احتفاظ أحمد أبوالغيط بحقيبة الخارجية، بينما حل محمود وجدي على رأس وزارة الداخلية، وسمير رضوان في وزارة المالية.
وبموجب المرسوم، يتولى طنطاوي أيضاً منصب نائب رئيس الحكومة، بينما يتولى مفيد شهاب، وزارة الدولة لشؤون مجلس الشعب، وأمين فهمي وزارة البترول، وأنس الفقي وزارة الإعلام، وعلي المصيلحي وزارة التضامن الاجتماعي، واحتفظت عائشة عبد الغني كذلك بمنصبها على رأس وزارة العمل.
ويتولى زاهي حواس منصب وزير دولة لشؤون الآثار، بينما حل محمود وجدي مكان حبيب العدلي في منصب وزير الداخلية، وحل سمير رضوان مكان يوسف غالي في وزارة المالية، ليكون الرئيس مبارك قد عدل بذلك في حقيبتين أساسيتين معنيتان بالأمن والشؤون الاقتصادية استجابة لضغوط الشارع.
وبث التلفزيون المصري مشاهد لقيام الوزراء بأداء قسم اليمين أمام مبارك.
وسمير رضوان هو نائب عن الحزب الوطني ووكيل لجنة اقتصادية في مجلس الشعب، وعضو مجلس إدارة أمناء هيئة الاستثمار المصري، وأستاذ علوم سياسية واقتصادية، ويعرف عنه تجنب الظهور الإعلامي.
أما مجدي، وزير الداخلية الجديد، فهو ضابط متقاعد، تولى في السابق إدارة مصلحة السجون، وكان قبلها مديراً لأمن محافظة القليوبية كما ترأس مباحث القاهرة.
وقال محتجون في "ميدان التحرير" بوسط القاهرة، الاثنين، لـCNN إنهم يعملون على تنظيم مسيرة مليونية، الثلاثاء، بعد أسبوع منذ انطلاق "يوم الغضب" الثلاثاء الماضي حيث خرج الآلاف في احتجاجات غير مسبوقة للمطالبة بتنحي الرئيس، حسني مبارك، بعد ثلاثة عقود في السلطة.
وفي الغضون صرح مبعوث السلام في الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، إن تطورات مصر لها "انعكاسات كبيرة على إسرائيل والفلسطينيين وعملية السلام."
ولفت بلير في حديث لشبكة "سكاي" البريطانية إلى عنصر ثالث في خط الأزمة المصرية وعدم اقتصارها على حكومة ظلت طويلاً في السلطة وتوجه ديمقراطي منوهاً: "هناك حركة إسلامية قوية في مصر عبر الأخوان المسلمين، وأعتقد أن الشعب المصري لن ينتخب حكومة أخوان مسلمين."
ميدانياً، أعلن التلفزيون الرسمي المصري أن الجيش "أحكم سيطرته على المنشآت الحيوية،" كما أشار التلفزيون إلى تمديد ساعات حظر التجوال، على أن يسرى بدءاً من الساعة الثالثة بعد الظهر، عوضاً عن الرابعة، وحتى الثامنة صباحاً.
ويتجمع الآلاف في ساحة التحرير بالقاهرة، وقال بعض المتظاهرين إنهم قضوا ليلتهم في الساحة ولن ينهوا احتجاجاتهم حتى "سقوط الحكومة"، التي فرضت حظر تجول يبدأ من الساعة الرابعة ظهراً حتى الثامنة صباحاً في محاولة لفرض سيطرتها على الانتفاضة الأخطر على نظام القاهرة منذ ثلاثة عقود.
وتلوح بوارد أزمة تموينية جراء إغلاق معظم المحال أبوابها وساعات الحظر إثر نفاد المخزون الغذائي لدى بعض الأسر المصرية.
وكان الرئيس المصري قد حث، الأحد، القيادات في حكومته الجديدة على تشجيع الحوار مع الأحزاب السياسية للمساعدة في تحقيق "مجتمع مدني ديمقراطي"، وفقاً لما نقلته قناة النيل الحكومية الرسمية. ودعا مبارك كذلك إلى استعادة "إيمان" الشعب المصري بالاقتصاد الوطني والسيطرة على معدلات البطالة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد قالت الأحد إن "الأوضاع الصعبة للغاية" في مصر تقتضي انتقالاً سلمياً للديمقراطية، ولا تقتضي تغييراً عنيفاً أو مفاجئاً يمكن أن يقوض طموحات الشعب المصري.
وعبرت كلينتون في العديد من المقابلات الصحفية عن اعتقادها بضرورة استقرار المنطقة، مشيرة إلى أن هذا يأتي على رأس أولويات الولايات المتحدة الفورية. ومن المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة، الاثنين، إجلاء رعاياها من مصر على خلفية الاضطرابات.
http://arabic.cnn.com/2011/egypt.2011/1/31/latest.egypt/index.html