الأربعاء، 12 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 15:43 (GMT+0400)
عسل اسود: صراع بين هويتين.. مصرية وأمريكية
ملصق فيلم ''عسل إسود''
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) - لطالما عرف الممثل المصري أحمد حلمي بأدواره الكوميدية خفيفة الظل، التي تناقش مشاكل الشباب المصري في الحب والزواج والعمل وغيرها، إلا أن قضية الوطن والمواطنة بقيت بعيدة عن أحلام هذا الممثل الشاب، الذي بدأ حياته كمقدم لبرنامج للأطفال بعنوان "لعب عيال".
"عسل اسود" هو الفيلم قبل الأخير لحلمي، الذي قدم مؤخراً عملاً يحمل عنوان "بلبل حيران"، ولم يعول عليه النقاد الكثير، غير أن "عسل اسود" شكل نقلة متزنة ومختلفة في حياة أحمد حلمي من حيث ربط واقع الشباب المصري بما يحدث في المجتمع الدولي بأسلوب خفيف، قارب المبالغة في بعض الأحيان.
يروي الفيلم حكاية الشاب "مصري سيد العربي"، القادم من الولايات المتحدة الأمريكية بعد غياب عشرين سنة عن مصر، يحمل معه أحلاماً وصوراً وردية عن المجتمع المصري، غير أنه يواجه واقعاً مراً، بسبب جواز سفره المصري، فيقرر إحضار جواز سفره الأمريكي عل الأمور تتغير، غير أن هذه اللحظات تشكل واقعاً مريراً عليه، خصوصاً في ثنائية التعامل بين الجانبين الرسمي والشعبي.
يصل "مصري" في منتصف الفيلم إلى مفترق طرق، فيقرر الاهتداء إلى الذكريات التي عاشها سابقاً، فيعود إلى منزله القديم، ويقابل أصدقاءه القدامى، ويعيشون أوقاتاً سعيدة، يحاول أيضاً من خلالها إعادة جواز سفره الأمريكي الذي فقده في إحدى المظاهرات المعادية لأمريكا، من أجل العودة إلى ما يعتبره وطنه الجديد، والخلاص من هذا الجحيم.
نهاية الفيلم بدت رومانسية للغاية، فمصري يستعمل جواز سفره الأمريكي من أجل تغيير مسار الطائرة التي تقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للعودة إلى مصر، التي أدرك الآن أنها سكنت قلبه، وأن بإمكانه العيش فيها مدى الحياة.
وقد لا يحتوي هذا الفيلم على مشاهد كوميدية كثيرة كغيره من أفلام حلمي، إلا أن هناك مجموعة من المشاهد الطريفة، والتي تمس الذات الإنسانية في الوقت ذاته، كالمشهد الذي يستذكر فيه "مصري" العيد في أمريكا، فوالده كان يقدم له "العيدية" في كل عيد حتى يصبره للحين العودة إلى مصر، غير أن الأب لم يعط مصري العيدية في أحد الأعياد، ليدرك الأخير أن لا رجعة إلى مصر بعد اليوم.
الفيلم يظهر من جانب آخر الاختلاف الثقافي بين مجتمعين، فعندما يسأل مصري سائق الباص الذي أقله من المطار إلى الفندق عن أجرته، يجيبه الأخير بالقول: "خليها علينا يا أستاذ مصري"، فيعتقد مصري أن ذلك حقيقة، فيهم بالسير بعيداً، ليفاجئه السائق بالقول: "انت صدقت ولا ايه.. دي عزومة مراكبية"، وهو أسلوب يتعامل به المجتمع العربي كثيراً.
الفيلم حمل بعض المواقف المبالغ فيها، كاللحظة التي يخرج بها مصري من الفندق حاملاً أغراضه، فينبح الكلب في وجهه، فما كان من مصري إلا أن يرفع أمامه جواز السفر الأمريكي، ليصمت الكلب على الفور.
فيلم "عسل اسود" من تأليف خالد دياب، وإخراج خالد مرعي، والبطولة لـ: إدوارد، وإيمي سمير غانم، ولطفي لبيب، وإنعام سالوسة.
http://arabic.cnn.com/2011/film/1/12/asal.eswed.review/index.html