الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : 
الموقع : الأربعاء، 15 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 12:05 (GMT+0400)A
فلم Single Man: جدوى الحياة في معترك اليأس
الممثل البريطاني كولين فيرث بطل الفيلم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من عالم تصميم الأزياء في دور كوشي وإيف سان لوران الى ما وراء الكاميرا، أطل توم فورد على عشاق السينما بفيلم A Single Man ليقترح محاولة جديدة في جماليات المأساة وتنويعا على سيرة الفقدان واليأس.
منذ فقدان رفيقه في بداية الستينات بلوس أنجلس إثر حادثة سير، يتجرع الأستاذ الجامعي جورج فالكونير (كولن فيرث) مرارة الوحدة القاهرة التي يجد معها صعوبة في تصور المستقبل. يتطور الاكتئاب الى قرار بالانتحار في يوم قد لا ينتهي كما كان مقررا له.
سلسلة لقاءات مع أشخاص، قريبين وبعيدين، قد تعطي لحياة جورج المعنى الذي يفتقده، بدءا بصديقته المخلصة شارلي التي لعبت دورها ببراعة الممثلة جوليان مور.
عالم الأناقة الذي ينحدر منه المخرج ترك بصماته واضحة على العمل الذي يقدم موضوعا سوداويا بحرص جمالي مفرط لم يرق لفئة من النقاد، رغم أن الجميع شهد بأصالة المحاولة المقتبسة من رواية الكاتب كريستوفر إيشروود، وتألق الممثل البريطاني كولن فيرث الذي استحق جائزة عن دوره في مهرجان البندقية وترشيحا للأوسكار، بعد أعوام طويلة في الصفوف الخلفية للأضواء.
الفيلم من صنف الأعمال التي تعطي الجسد مكانة مركزية في شبكة العلاقات بين الشخوص. كل جسد هو موضوع محتمل لرغبة، كل نظرة هي دعوة الى المشاطرة، كل لقاء هو فرصة يتعين انتهازها.
تتسارع مشاهد الفيلم منذ لحظة امساك جورج بالمسدس تحضيرا للانتحار وهو في كامل أناقته الكلاسيكية، في يوم سيصبح ملخصا لحياة كاملة من خلال اللقاء بصديقته شارلي، المتخبطة هي الأخرى في الشعور بالهجر، وطالبه المثلي في الجامعة، وجارته الشقراء. هذه اللقاءات هي حيلة المؤلف لتفجير الأسئلة لدى البطل حول جدوى الاستمرار في الحياة. لا مجال إذن للمصادفة، كل حركة أو تفاعل بين الشخوص له وظيفته الدرامية الحاسمة التي تتغذى بحوارات مقتضبة بطيئة لكن عميقة.
ذكاء السيناريو وجدته يكمنان في توزيع اشعاع البطولة على الأشخاص الذين يفترض أنهم يقومون بأدوار ثانوية وهدم مركزية دور البطل، وكأن المغزى من هذه الهندسة الدرامية هي أن الانسان يستمد حماس الحياة من الآخرين وليس من أناه الخاصة.
أما المخرج توم فورد الذي اجتاز اختبارا سرديا سينمائيا صعبا فلا يبدي أي مواربة في الرهان على المقاربة الكلاسيكية للإطار المتميزة بثبات الكاميرا وبطئ الحركة ومطابقة الصورة مع الشخصية الفاعلة في اللحظة.
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/9/15/single.man.movie.review/index.html
