بعد حوالي ربع قرن من حادثة الجندي المصري الشهيد سليمان خاطر
ضد السياح الصهاينة ماذا تغيّر ؟
ضد السياح الصهاينة ماذا تغيّر ؟
الجندي المصري الشهيد سليمان خاطر (1961 - 1986)
كنت آنذاك من مدمني اقتناء ومطالعة المجلات والصحف العراقية والعربية وانا في المدرسة وكان مصروفي اليومي كله ينفق عليها ومن المجلات العربية الاسبوعية التي كنت لا أفوّتها (وأنتظر وصولها أمام الكشك أو المكتبة) مجلة كل العرب (الباريسية) ، مجلة الوطن العربي (الباريسية) ، مجلة الاحداث (البيروتية الباريسية) ، مجلة سوراقيا ، مجلة التضامن ، مجلة اليوم السابع ، مجلة اليقظة ، ومجلات اخرى لبنانية ، اردنية ، خليجية الخ . لكن مجلتي الاثيرة والتي لا ادع اية ظروف تمنعني من اقتنائها كانت مجلة (كل العرب) حتى كنت احتفي باعدادها منذ اول عدد (اكتشفته) بطريق الصدفة وانا (اتسكع) مع رفقاء المراهقة قرب منطقتنا السكنية ، كان عدداً قديماً ممزقاً ومن الصور الواضحة التي حملها هذا العدد صورة الزعيم العربي الفلسطيني الشهيد أبو عمّار (ياسر عرفات) ، ومنذ يوم الاكتشاف صرت مدمناً على اعدادها التي كانت تصدر كل أثنين ثم صارت تصدر كل اربعاء (ان لم تخني الذاكرة، ووقتها قيل ان النظام العراقي انذاك قد (ساعد) ادارة المجلة كي تكتب اخباراً تساند العراق وجيشه الباسل في حربه الضروس ضد ايران في حرب الثماني سنوات 1980 - 1988 (لكن هل يحتاج العرب هذا المبلغ او غيره لمساندة قضاياهم تلك !) لذا اظنها كانت شائعة مغرضة ! ولم اتوقف عن شرائها الا بعد منع السلطات العراقية عن استيرادها والاحرى بعد الحصار القاسي الذي فرض على العراق بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2 آب/أغسطس 1990 وبالفعل من المنطقي ان تمنع من دخول العراق لانني عند وجودي في الاردن خريف عام 1992 وجدت اعدادا منها وهي تهاجم العراق بشدة وقوفا مع الكويت والسعودية ودول الخليج العربي (اي بمعنى ان إدارة المجلة قد وضعت بيضها في السلة الخليجية لان السلة العراقية لم تعد تشبع او تروي !) (انها السياسة ومرتزقتها) ، في يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1985 قام الجندي المصري الصعيدي الاسمر الشريف (الشهيد) سليمان خاطر بعفويته ودمائه العربية الحارة وغيرته الاسلامية بالانتقام من سبعة سياح صهاينة شاهدهم وهم يستهزؤون بمصر والعرب بمقدساته ويجتازون منطقة محرمة ولم يمتثلوا لامره بالتوقف وسخروا منه فقام بفتح النار عليهم وارداهم قتلى ، قامت الدنيا ولم تقعد في العالم الغربي وفي الكيان الصهيوني ، تابعت تفاصيل الحدث من خلال مجلة (كل العرب) التي اجرت لقاء مع هذا البطل الشجاع وهو في زنزانته منتظرا محاكمته واكد بأنه قام بواجبه المقدس وانهم اهانوا مصر والعلم المصري وسخروا منه واستهزؤوا به لكن لم تصدقه السلطة المصرية وشرعت بمحاكمته مع ضغوطات امريكية وغربية وصهيونية بأدانته بأقصى العقوبة ومعروف المقصود بـ(أقصى العقوبة) عندنا !
لم تكتفِ مجلة كل العرب بذلك بل ذهبت إلى أهله وأكدت أمه واشقائه بأن ولدهم مصري ملتزم بدينه محب لبلده مصر محب لعروبته لا يكره احداً يحبه جميع معارفه وانه ليس عدوانيا ولا تبدو على تصرفاته العدوانية او الاختلال النفسي والعقلي ، لكنه محب لبلده كثيرا ومتدين ولن يقبل اهانة مقدساته التي تربى عليها في الصعيد .
أحببته لأنه جسد الغضب العربي بل لانه جسد مشاعر الفرد العربي البسيط المغلوب على امره والواقع بين مطرقة (الدكتاتورية والسلطة الفاسدة في بلده) وسندان (الاحتلال اجنبي الاثم للاراضي العربية وابرزها فلسطين) ، ولكن (ماذا تفعل السلطة المصرية الكامب ديفيدية) ازاء المأزق الذي وضعها فيه الجندي البسيط (الذي تقف خلفه ملايين العرب ولا تملك ألا أن تدعو له بالفرج) ولكنه بالنهاية (تحت رحمة السجان الذي وقع معاهدة كامب ديفيد) .
الحل ربما لم يكن مفاجئاً ما دامت (المخابرات) تجيد دورها في مثل هذا ظروف !!!!!!!
خبر صغير ظهر في اعمدة الصحف (أنتحار الجندي المصري سليمان خاطر في زنزانته يوم 7 يناير/ كانون الثاني 1986 بعد صدور الحكم عليه في 28 ديسمبر/كانون الأول عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا) .
انتهى الامر اذاً بصفقة مرضية للجميع فتوقفت الضغوطات الغربية الصهيونية فجأة وطويت صفحة الجندي المصري الشهيد سليمان خاطر والسياح الصهاينة السبعة إلى الأبد !
لكن لم تطوى صفحته في وجداننا العربية وعاش بداخلنا إلى الان وفتحت له الجنة ابوابها على مصراعيها ليكون مع الانبياء والشهداء والصديقين .
تابعت عبر مجلة (كل العرب) تطورات (الانتحار المزعوم) و(الاعدام المحكم !) بدءاً من الانشوطة التي شنق (بضم لشين) بها (والتي دخلت إلى زنزانته بفعل فاعل) وردود افعال اهله ومحبيه من هذه الجريمة التي (أنتقمت لإسرائيل وامريكا) من الجندي المصري العربي الشجاع سليمان خاطر ! فرحمة الله عليك يا شهيدنا الحبيب انت وكل من دافع عن ارضه ضد المحتلين الغزاة .
السؤال : بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على هذه الحادثة ، هل من المكن ان نسمع بقيام جندي عربي ينتفض لعروبته ضد المحتل الاثم ضاربا عرض الحائط اوامر سلطته العميلة الخانعة للمحتل نفسه غير آبه بحياته او سلامته ! أم استطاعت تلك السلطات الخانعة العميلة (ان تدّجن شعوبها وجيوشها وتضعها في متحف الشمع مع اسلحتها التي تثقل كاهل ميزانيتها وتجيع شعوبها من اجل اسلحة تعلوها الاتربة ولن تستخدمها الا ضد بلد عربي شقيق لا غير !)
ملاحظة : سمعت بعد الحادثة بسنوات عن قيام جندي أردني شجاع بقتل بعض الصهاينة لنفس الأسباب وأتمنى ممن لديه التفاصيل عن ذلك وعن اسم هذا الجندي الشجاع ان يسعفنا بذلك ونكون له من الشاكرين .
مفارقة مقتل سبعة صهاينة بيد الشجاع سليمان خاطر ومقتل المجرم المتطرف اليهودي الحاقد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية المعادية للعرب في نفس اليوم من عامي 1985 و 1990:
حدث في مثل هذا اليوم :
سنة 1985 حادث رأس بركة، حينما هاجم مجموعة إسرائيلية علم مصر وألقوه على الأرض فأطلق الجندي المصري سليمان خاطر رصاص بندقيته وقتل سبعة منهم
1985 الجندي المصري سليمان خاطر يطلق النار على 7 إسرائيليين حاولوا الوصول إلى منطقة محظورة في سيناء
1990 اغتيال الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية المعادية للعرب.
ما ذكر عن الجندي الشهيد سليمان خاطر في موقع ويكيبيديا الموسوعي :
سليمان خاطر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سليمان محمد عبد الحميد خاطر (1961 - 1986) أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما اصاب سبعة إسرائيليين فأرداهم قتلى في الخامس من أكتوبر عام 1985م.
التكملة تحت