فاروق صبري كولاله سوره نص مسرحي
المشهد الأول
المسرح خال من اية قطع ديكو. شبه مظلم، يبدأ تدريجياً الضوء الصادر من سبوت لايت ليظهر على جانبي المسرح اليمين واليسار شخصان لا نعرف ملامحهما وعند تصاعد درجة الضوء، نسمع صوت امرأة تولول بصوت حزين ولكن غير خانع ومع تصاعد درجات الضوء نشاهد المرأة ويبدو عليها انها حامل وهي جالسة على يسار المسرح حيث يرتفع صوت ولولتها وعلى يمين المسرح يظهر رجل، يلقي قصائد شعرية ويتوجه إلى جهة المرأة النائحة، في هذه اللحظة المرأة هي الاخرى تتطلع صوب الرجل بذهول وحيرة وحزن.
المرأة : ده مه گري مه گري جاوانت ديشي
دايكت نه ماوه روله كان نازت بي كيشي "1"
الرجل : ئه ي كورد به سيه تي تاکه ی ئه م شيوه ن و فوغانا نه
بي سووده ئوف و ئامان له م عه صره بي ئه مانه
پارانه وهو كه ساسي بي كه لكه پاره ناکا
عه ز و ثه بات و غيره ت بيويسته له م زه مانه "2"
المشهد الثاني
(الرجل يقترب من المرأة بهدوء وبيده كتاب، يقترب أكثر ويدخل دائرة ضوء المرأة التي تستمر في جلوسها وهي تولول بصوت كتيم حزين )....
الرجل : من أنت .... أنت!!!!!!!!!؟
المرأة : (تقاطعه بسرعة ) أنا امرأة منكوبة، مفجوعة تعرضت وأهلنا وعشيرتنا وقومنا وقريتنا وبساتيننا وودياننا وجبالنا واغنياتنا واطفالنا ومياهنا ومنذ سنوات طويلة وطويلة جدا للقتل والدمار والتشويه .. سمعتك تلقي قصائد..( صمت قليل ) هل انت شاعر..!!؟
الرجل : يمكنك أن تقولي ذلك ولكن اريد أن اؤكد لك من أننا جميعا عشنا تلك المآسي ومازلنا نعيشها وأن بصورة مختلفة ومع وجوه واسماء وسلوكيات مختلفة.
المرأة : ( تنتفض بقليل من العصبية ) وتقول عشنا المآسي، كيف عشتها وتعيشها، هل قاومتها، هل تصدّيت لمرتكبيها، هل فضحتهم، هل تضررت منها، هل مسحت الدموع من عيني طفلة مذعورة تحتمي ببقايا جدران بيت طيني متهدم ؟
الرجل يحاول التهرب منها ومن نظراتها ولكنه يرجع اليها ):
بيست و حه وت ساله دلم ليت بره
ئه حوالم به ده ست تووه زور شره
صه د به لين بده ى له لاى من تره
به سيه تي ئيتر ئه م وره – وره
نو كه ريت نا كه م وركم هه لدره"3"
هل تتصورين انني كنت في كوكب اخر،، تتصورين أن التصدي فقط بالبندقية والصعود الى الجبال !!؟ هل يمكن لليد التي تمسك بالجمرة أن لا تحترق ؟؟، كنت وما زلت أحمل جمرة المآسي بيدي اليمنى وفي يدي اليسرى ادوّن العذابات والاحلام شعراً، نعم به .... بالشعر امسح دموع الطفولة واقاوم الشر، :
ه بووله ي سبي ناو باخي كولاّن
بنوو به تا به ري به يان
توم داوه ته ده س خوداي نيكه هبان
ئيشك كري تون به ري ي ئاسمان "4"
المرأة: (تخرج من دائرتها الضوئية وتحاول الاقتراب من الرجل وتنظر اليه باندهاش وحيرة) صوتك ليس غريبا علي، ما قرأته من الشعر ليس بعيدا عن ذاكرتي وروحي (تصمت قليلا وتقترب منه أكثر) أنت، من أنت ؟
الرجل : وأنت.. ؟ وكأني اعرفك ؟ هل أنت...؟
المشهد الثالث
(يتغير المشهد السابق لنرى مكانا يوحي وكأنه غرفة تعذيب، المرأة " ليلى قاسم" جالسة على كرسي وعينيها مغطاة بقماش اسود ورجل أمن_ يشخصه الممثل الذي يقوم بدور بي كه س_ بجانبها وبيده ورقة وقلم يحاول تقديمهما لليلى)...
رجل الأمن: فقط سجلي هنا اسماء من معك وسوف نخلصك من حبل المشنقة، والريس، رئيسنا لا يرغب اعدامك اذا اعترفت ووقعت على هذه الورقة ( في لحظة التحدث معها يمسك من شعرها ويزيح قطعة القماش من على عينيها، وبيده آلة حادة ) .
ليلى قاسم: (ترفع رأسها صوب رجل الأمن وتنظر اليه نظرة اشمئزاز ومن ثم تدير وجهها صوب جهة اخرى ) لن أخون نفسي. لن أخون ....
رجل الأمن: (وهو يقاطعها ويشدّ بقوة من شعرها ويوجّه آلته الحادة الى صدر ليلى قاسم) أيهما أعز، ثدييك لو جماعتك العصاة ؟
ليلى قاسمترفع رأسها بصعوبة من بين يدي رجل الأمن وهي تترنم بألم ولكن بإصرار):
كه س نه لي كورد مردوه كرد زندوه "5"
رجل الأمن: ( يوجّه ألته الحادة إلى صدرليلى ويصرخ ) اذا خذي، خذي
( مع ظلام جزئي للمسرح تتصاعد صرخة ليلى قاسم لتمتزج مع اغنية "كه س نه لي كورد مردوه" حتى مع بداية المشهد القادم )
المشهد الرابع
(نفس موقع المشهد الثاني ونرى ليلى قاسم وهي تكمل حديثها للرجل وتترنم نفس الاغنية)
المرأة (بهدوء تترنم) كه س نه لي كورد مردوة. طبعا لا نموت، حبل مشنقتهم خنق جسدي ولكن روحي انطلقت صوب النور، صوب النور( وكأنها في حلم). قبل قتلهم وبعده لنا , انا وحبيبي جواد الهماوندي أعلنا أن نحيا ونتواصل مع الحياة ( هنا تشير إلى بطنها المتكوّر بفرح فيه الشئ من الخوف والحزن )...
الرجل: عرفتك منذ اللحظات الاولى، انت. أنت ليلى قاسم، هل تعرفين، بعد غياب جسدك مئات من ألنساء حين ولدن بنات اسميناهن باسمك ليلى، ليلى، ليلى. اذ حضرت روحك ومازالت ترفرف فوق أرضنا،
وفي قصيدتنا وشاعرنا هيمن مهابادي يقول
كه تو توارى له جاوام وه ك خه وي من
له لبسكت ره شتره مانكه شه وي من
برو مه جنون به له يلاي خوت مه نازه
كه وا بيتر ناوبانكي روى ته وي من "6" :
ليلى قاسم : نعم أنا ليلى قاسم ولا أنسى ما قاله أخي الذي يشاركني في الوطن والتاريخ والحلم،ابن النجف عبدالاله الصائغ"7":
"اذا دخلت مقبرة وادي السلام في النجف وشممت عطراً منبعثاً من احد القبور فإملأ رئتيك منه فهذا عطر الجنة يزور قبر ليلى قاسم فيضوع على الأخرين،،،
كانت ليلى قاسم مثلكم تحلم بالسعادة...
وتحب الغناء والرقص.
مثلكم تذهب الى الجامعة تحمل كتبها في حقيبة الجلد وتجلس لتصغي الى المحاضرة.
كانت ليلى قاسم مثلكم تعرف العشق المجنون ." .
الرجل: سمعت عنك الكثير ورأيتك في الفواجع والبطولات، عشت معك سنوات الظلم والكبرياء والحلم، وما قاله شقيقنا في الوطن دليل حب وعناق ومصير واحد في الماضي والحاضر والمستقبل وأنا دونته
في قصيدتي :
ئه م عيراقه خوشه وليسته خاكي كول كول بوو به خوين
تا حه قي ده سكير نه بي له وخوينه ده س هه ل ناكري
دوستي كوردو عه ره بزور كونه ته ئريخ شاهيده8"
ليلى قاسمتتوجه مرّة اخرى نحو الرجل وتتفحصه) القصائد التي القيتها أعرفها وأعرف شاعرها وقلت انت شاعر!!؟، نعم الأن عرفتك جيدا، أنت شاعرنا فايق بيكه س
فايق بيكه س: مه لين بيكه س، بيكه س هه س
ئه ي تو كيت هه س،
بيكه س "9"
نعم انا هو .....
ليلى قاسم بشئ من فرح طفولي ) لن اكمل حكايتي الا بعد أن تحكي لي شيئاً عن حياتك واسمع المزيد من قصائدك..
المشهد الأول
المسرح خال من اية قطع ديكو. شبه مظلم، يبدأ تدريجياً الضوء الصادر من سبوت لايت ليظهر على جانبي المسرح اليمين واليسار شخصان لا نعرف ملامحهما وعند تصاعد درجة الضوء، نسمع صوت امرأة تولول بصوت حزين ولكن غير خانع ومع تصاعد درجات الضوء نشاهد المرأة ويبدو عليها انها حامل وهي جالسة على يسار المسرح حيث يرتفع صوت ولولتها وعلى يمين المسرح يظهر رجل، يلقي قصائد شعرية ويتوجه إلى جهة المرأة النائحة، في هذه اللحظة المرأة هي الاخرى تتطلع صوب الرجل بذهول وحيرة وحزن.
المرأة : ده مه گري مه گري جاوانت ديشي
دايكت نه ماوه روله كان نازت بي كيشي "1"
الرجل : ئه ي كورد به سيه تي تاکه ی ئه م شيوه ن و فوغانا نه
بي سووده ئوف و ئامان له م عه صره بي ئه مانه
پارانه وهو كه ساسي بي كه لكه پاره ناکا
عه ز و ثه بات و غيره ت بيويسته له م زه مانه "2"
المشهد الثاني
(الرجل يقترب من المرأة بهدوء وبيده كتاب، يقترب أكثر ويدخل دائرة ضوء المرأة التي تستمر في جلوسها وهي تولول بصوت كتيم حزين )....
الرجل : من أنت .... أنت!!!!!!!!!؟
المرأة : (تقاطعه بسرعة ) أنا امرأة منكوبة، مفجوعة تعرضت وأهلنا وعشيرتنا وقومنا وقريتنا وبساتيننا وودياننا وجبالنا واغنياتنا واطفالنا ومياهنا ومنذ سنوات طويلة وطويلة جدا للقتل والدمار والتشويه .. سمعتك تلقي قصائد..( صمت قليل ) هل انت شاعر..!!؟
الرجل : يمكنك أن تقولي ذلك ولكن اريد أن اؤكد لك من أننا جميعا عشنا تلك المآسي ومازلنا نعيشها وأن بصورة مختلفة ومع وجوه واسماء وسلوكيات مختلفة.
المرأة : ( تنتفض بقليل من العصبية ) وتقول عشنا المآسي، كيف عشتها وتعيشها، هل قاومتها، هل تصدّيت لمرتكبيها، هل فضحتهم، هل تضررت منها، هل مسحت الدموع من عيني طفلة مذعورة تحتمي ببقايا جدران بيت طيني متهدم ؟
الرجل يحاول التهرب منها ومن نظراتها ولكنه يرجع اليها ):
بيست و حه وت ساله دلم ليت بره
ئه حوالم به ده ست تووه زور شره
صه د به لين بده ى له لاى من تره
به سيه تي ئيتر ئه م وره – وره
نو كه ريت نا كه م وركم هه لدره"3"
هل تتصورين انني كنت في كوكب اخر،، تتصورين أن التصدي فقط بالبندقية والصعود الى الجبال !!؟ هل يمكن لليد التي تمسك بالجمرة أن لا تحترق ؟؟، كنت وما زلت أحمل جمرة المآسي بيدي اليمنى وفي يدي اليسرى ادوّن العذابات والاحلام شعراً، نعم به .... بالشعر امسح دموع الطفولة واقاوم الشر، :
ه بووله ي سبي ناو باخي كولاّن
بنوو به تا به ري به يان
توم داوه ته ده س خوداي نيكه هبان
ئيشك كري تون به ري ي ئاسمان "4"
المرأة: (تخرج من دائرتها الضوئية وتحاول الاقتراب من الرجل وتنظر اليه باندهاش وحيرة) صوتك ليس غريبا علي، ما قرأته من الشعر ليس بعيدا عن ذاكرتي وروحي (تصمت قليلا وتقترب منه أكثر) أنت، من أنت ؟
الرجل : وأنت.. ؟ وكأني اعرفك ؟ هل أنت...؟
المشهد الثالث
(يتغير المشهد السابق لنرى مكانا يوحي وكأنه غرفة تعذيب، المرأة " ليلى قاسم" جالسة على كرسي وعينيها مغطاة بقماش اسود ورجل أمن_ يشخصه الممثل الذي يقوم بدور بي كه س_ بجانبها وبيده ورقة وقلم يحاول تقديمهما لليلى)...
رجل الأمن: فقط سجلي هنا اسماء من معك وسوف نخلصك من حبل المشنقة، والريس، رئيسنا لا يرغب اعدامك اذا اعترفت ووقعت على هذه الورقة ( في لحظة التحدث معها يمسك من شعرها ويزيح قطعة القماش من على عينيها، وبيده آلة حادة ) .
ليلى قاسم: (ترفع رأسها صوب رجل الأمن وتنظر اليه نظرة اشمئزاز ومن ثم تدير وجهها صوب جهة اخرى ) لن أخون نفسي. لن أخون ....
رجل الأمن: (وهو يقاطعها ويشدّ بقوة من شعرها ويوجّه آلته الحادة الى صدر ليلى قاسم) أيهما أعز، ثدييك لو جماعتك العصاة ؟
ليلى قاسمترفع رأسها بصعوبة من بين يدي رجل الأمن وهي تترنم بألم ولكن بإصرار):
كه س نه لي كورد مردوه كرد زندوه "5"
رجل الأمن: ( يوجّه ألته الحادة إلى صدرليلى ويصرخ ) اذا خذي، خذي
( مع ظلام جزئي للمسرح تتصاعد صرخة ليلى قاسم لتمتزج مع اغنية "كه س نه لي كورد مردوه" حتى مع بداية المشهد القادم )
المشهد الرابع
(نفس موقع المشهد الثاني ونرى ليلى قاسم وهي تكمل حديثها للرجل وتترنم نفس الاغنية)
المرأة (بهدوء تترنم) كه س نه لي كورد مردوة. طبعا لا نموت، حبل مشنقتهم خنق جسدي ولكن روحي انطلقت صوب النور، صوب النور( وكأنها في حلم). قبل قتلهم وبعده لنا , انا وحبيبي جواد الهماوندي أعلنا أن نحيا ونتواصل مع الحياة ( هنا تشير إلى بطنها المتكوّر بفرح فيه الشئ من الخوف والحزن )...
الرجل: عرفتك منذ اللحظات الاولى، انت. أنت ليلى قاسم، هل تعرفين، بعد غياب جسدك مئات من ألنساء حين ولدن بنات اسميناهن باسمك ليلى، ليلى، ليلى. اذ حضرت روحك ومازالت ترفرف فوق أرضنا،
وفي قصيدتنا وشاعرنا هيمن مهابادي يقول
كه تو توارى له جاوام وه ك خه وي من
له لبسكت ره شتره مانكه شه وي من
برو مه جنون به له يلاي خوت مه نازه
كه وا بيتر ناوبانكي روى ته وي من "6" :
ليلى قاسم : نعم أنا ليلى قاسم ولا أنسى ما قاله أخي الذي يشاركني في الوطن والتاريخ والحلم،ابن النجف عبدالاله الصائغ"7":
"اذا دخلت مقبرة وادي السلام في النجف وشممت عطراً منبعثاً من احد القبور فإملأ رئتيك منه فهذا عطر الجنة يزور قبر ليلى قاسم فيضوع على الأخرين،،،
كانت ليلى قاسم مثلكم تحلم بالسعادة...
وتحب الغناء والرقص.
مثلكم تذهب الى الجامعة تحمل كتبها في حقيبة الجلد وتجلس لتصغي الى المحاضرة.
كانت ليلى قاسم مثلكم تعرف العشق المجنون ." .
الرجل: سمعت عنك الكثير ورأيتك في الفواجع والبطولات، عشت معك سنوات الظلم والكبرياء والحلم، وما قاله شقيقنا في الوطن دليل حب وعناق ومصير واحد في الماضي والحاضر والمستقبل وأنا دونته
في قصيدتي :
ئه م عيراقه خوشه وليسته خاكي كول كول بوو به خوين
تا حه قي ده سكير نه بي له وخوينه ده س هه ل ناكري
دوستي كوردو عه ره بزور كونه ته ئريخ شاهيده8"
ليلى قاسمتتوجه مرّة اخرى نحو الرجل وتتفحصه) القصائد التي القيتها أعرفها وأعرف شاعرها وقلت انت شاعر!!؟، نعم الأن عرفتك جيدا، أنت شاعرنا فايق بيكه س
فايق بيكه س: مه لين بيكه س، بيكه س هه س
ئه ي تو كيت هه س،
بيكه س "9"
نعم انا هو .....
ليلى قاسم بشئ من فرح طفولي ) لن اكمل حكايتي الا بعد أن تحكي لي شيئاً عن حياتك واسمع المزيد من قصائدك..