26.10.201108:33
هزة تركية تضرب كردستان..
تتخذ السلطات التركية تدابير عاجلة لإزالة آثار الهزة الأرضية التي ضربت يوم الأحد الفائت ولاية "وان" . وتلفت الصحيفة إلى أن معظم سكان هذه المنطقة من الأكراد ، الأمر الذي يتصف بالأهمية نظرا لأن العلاقة بين العديد من التنظيمات الكردية والسلطة المركزية في أنقرة قد توترت للغاية في الآونة الأخيرة. وتنقل الصحيفة عن المستشرق في معهد التحليلات الاستراتيجية سيرغي دِميدِنكو أن الكارثة قد تخلف عواقب خطيرة إذا لم تكن معالجةُ آثارها بالمستوى المطلوب من الفعالية ، وكذلك الأمر إذا لجأت أجهزة الأمن إلى إجراءات تعسفية بهدف السيطرة على الوضع. ويحذر دميدنكو من احتمال حدوث قلاقل في المنطقة لمجرد ارتكاب خطأ صغير من قبل السلطات التركية. وجاء في المقال أن اسباب توتر الوضع واحتمالات انفجاره تعود إلى العمليات العسكرية في جنوب شرق تركيا، خاصة وأن العديد من الأكراد يتعاطفون مع الثوار. ومن الأمثلة على ذلك أن الذين نفذوا العملية الإرهابية في ولاية هكاري كان بينهم اشخاص من ولاية وان. كما أن الجزء الشرقي من البلاد يعتبر الأكثر تخلفا من الناحية الاقتصادية، الأمر الذي يزيد من احتمالات عدم الاستقرار.
ويعيد دميدنكو إلى الأذهان أن المساعدة التي تقدمها السلطات التركية تعتبر هنا أمرا طبيعيا ، ولكن من المشكوك فيه أن ترفع من درجة ولاء السكان المحليين للحكومة. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية تعترف بوجود مشكلة كردية، ومع ذلك يقول أحد ممثلي الطبقة الحاكمة الذي فضل عدم ذكر اسمه، "إن تركيا ليست دولة فيدرالية، بل هي دولة موحدة، وهي لا تميز الأكراد عن الأقوام الأخرى، وجميعنا مواطنو الجمهورية التركية. أما الكارثة التي وقعت في وان فسوف تعزز الأواصر بين شعبنا ". ويؤكد رئيس تحرير صحيفة "كردستان الحرّة" ايشخان ميرويف، ان قلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لا يمكن ان تلينه مناظر الضحايا مهما كان عددها. وأنقرة تهمل المناطق الكردية بشكل متعمد وتتركها فقيرة لكي تجبر السكان الأكراد على النزوح من ديارهم واللجوء الى مناطق أخرى لينصهروا بالسكان الأتراك. ومع ذلك قامت السلطات خلال السنوات العشر الأخيرة بتنفيذ برنامج اجتماعي واسع في المناطق الشرقية. وتجسد ذلك في بناء مصانع ومعامل، كما في مدينة غازي عنتاب التي تحولت من بقعة نائية إلى منطقة صناعية كبيرة. ومن ذلك أيضا مساعدة الحكومة التركية إلى الفقراء كتوزيع الفحم مجانا في فصل الشتاء. غير أن هذا كله ليس كافيا.أما المحلل الروسي الباحث في مركز سان بطرسبورغ لدراسات الشرق الأوسط الكسندر سوتنيتشنكو فيقول ان الأكراد يطالبون بالحكم الذاتي لمناطقهم، وهو أمر لايمكن لحكومة أردوغان أن تقدمه لهم. ولذلك نجد عند قسم من الأكراد قناعة بأن السلطات التركية لا ينتظر منها أي خير. ومما لاشك فيه أن العثرات التي ترافق دائماً عمليات ازالة آثار الزلازل، سيستغلها البعض حتماً لاتهام الحكومة التركية بالتقصير، ما سيرفع عددَ خصومها في المنطقة.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68554/
هزة تركية تضرب كردستان..
تتخذ السلطات التركية تدابير عاجلة لإزالة آثار الهزة الأرضية التي ضربت يوم الأحد الفائت ولاية "وان" . وتلفت الصحيفة إلى أن معظم سكان هذه المنطقة من الأكراد ، الأمر الذي يتصف بالأهمية نظرا لأن العلاقة بين العديد من التنظيمات الكردية والسلطة المركزية في أنقرة قد توترت للغاية في الآونة الأخيرة. وتنقل الصحيفة عن المستشرق في معهد التحليلات الاستراتيجية سيرغي دِميدِنكو أن الكارثة قد تخلف عواقب خطيرة إذا لم تكن معالجةُ آثارها بالمستوى المطلوب من الفعالية ، وكذلك الأمر إذا لجأت أجهزة الأمن إلى إجراءات تعسفية بهدف السيطرة على الوضع. ويحذر دميدنكو من احتمال حدوث قلاقل في المنطقة لمجرد ارتكاب خطأ صغير من قبل السلطات التركية. وجاء في المقال أن اسباب توتر الوضع واحتمالات انفجاره تعود إلى العمليات العسكرية في جنوب شرق تركيا، خاصة وأن العديد من الأكراد يتعاطفون مع الثوار. ومن الأمثلة على ذلك أن الذين نفذوا العملية الإرهابية في ولاية هكاري كان بينهم اشخاص من ولاية وان. كما أن الجزء الشرقي من البلاد يعتبر الأكثر تخلفا من الناحية الاقتصادية، الأمر الذي يزيد من احتمالات عدم الاستقرار.
ويعيد دميدنكو إلى الأذهان أن المساعدة التي تقدمها السلطات التركية تعتبر هنا أمرا طبيعيا ، ولكن من المشكوك فيه أن ترفع من درجة ولاء السكان المحليين للحكومة. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية تعترف بوجود مشكلة كردية، ومع ذلك يقول أحد ممثلي الطبقة الحاكمة الذي فضل عدم ذكر اسمه، "إن تركيا ليست دولة فيدرالية، بل هي دولة موحدة، وهي لا تميز الأكراد عن الأقوام الأخرى، وجميعنا مواطنو الجمهورية التركية. أما الكارثة التي وقعت في وان فسوف تعزز الأواصر بين شعبنا ". ويؤكد رئيس تحرير صحيفة "كردستان الحرّة" ايشخان ميرويف، ان قلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لا يمكن ان تلينه مناظر الضحايا مهما كان عددها. وأنقرة تهمل المناطق الكردية بشكل متعمد وتتركها فقيرة لكي تجبر السكان الأكراد على النزوح من ديارهم واللجوء الى مناطق أخرى لينصهروا بالسكان الأتراك. ومع ذلك قامت السلطات خلال السنوات العشر الأخيرة بتنفيذ برنامج اجتماعي واسع في المناطق الشرقية. وتجسد ذلك في بناء مصانع ومعامل، كما في مدينة غازي عنتاب التي تحولت من بقعة نائية إلى منطقة صناعية كبيرة. ومن ذلك أيضا مساعدة الحكومة التركية إلى الفقراء كتوزيع الفحم مجانا في فصل الشتاء. غير أن هذا كله ليس كافيا.أما المحلل الروسي الباحث في مركز سان بطرسبورغ لدراسات الشرق الأوسط الكسندر سوتنيتشنكو فيقول ان الأكراد يطالبون بالحكم الذاتي لمناطقهم، وهو أمر لايمكن لحكومة أردوغان أن تقدمه لهم. ولذلك نجد عند قسم من الأكراد قناعة بأن السلطات التركية لا ينتظر منها أي خير. ومما لاشك فيه أن العثرات التي ترافق دائماً عمليات ازالة آثار الزلازل، سيستغلها البعض حتماً لاتهام الحكومة التركية بالتقصير، ما سيرفع عددَ خصومها في المنطقة.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/68554/