اللغة العربية
الواقع والتأريخ
الواقع والتأريخ
وليد محمد الشبيـبي المحامي 7 حزيران/ يونيو 2001 |
فهرس المحتويات
الـمــوضــــــوع | الصفحة |
المـقــدمــــة | 3 |
الفصل الأول: اللغة العربية والتأريخ | 5 |
المبحث الأول: اللغة العربية هي اللغة الأم للأقوام السامية | 5 |
اختراع العرب للحروف الهجائية | 6 |
المبحث الثاني: العرب والعربية في القرآن الكريم | 7 |
اللغة العربية في مواجهة تحديات الفتوحات العربية الإسلامية | 9 |
متعلمو اللغة العربية في صدر الإسلام | 9 |
المبحث الثالث: الدراسات اللغوية والنحوية | 10 |
مركز الدراسات اللغوية | 10 |
من أعلام النحو العربي | 12 |
1– الفراهيدي 2 – سيبويه 3 – الفرَّاء | 12 |
4– الأخفش 5 – ثعلب 6 – المبّرد | 13 - 12 |
المبحث الرابع: شروط مَنْ ُتنقل عنه اللغة العربية | 14 |
اللغات التي نزل بها القرآن الكريم | 14 |
اللغات التي لا يجوز الأخذ منها | 15 |
لغات القبائل حسب فصاحتها | 15 |
ترتيب اللغات حسب الفصاحة | 15 |
مقت العرب للحنْ | 16 |
المبحث الخامس: تحديث اللغة العربية واغنائها | 17 |
الفصل الثاني: اللغة العربية والواقع | 19 |
المبحث الأول: معضلة تطور اللغة العربية | 19 |
المبحث الثاني: أزمة الشعر والأدب العربي | 23 |
علم اللسانيات ومدى استفادة اللغة العربية منه | 25 |
المبحث الثالث: المعاجم ودورها في تطوير اللغة العربية | 26 |
المبحث الرابع: حماية اللغة العربية الفصحى | 29 |
دراسات نظرية في التطبيق اللغوي المعاصر | 30 |
الـخـاتـمـة | 31 |
ثبت المصادر والمراجع | 34 |
{
المقدمة
المقدمة
عندما أخترت الكتابة عن هذا الموضوع، لم يكن لدَي تصورٌ كافٍ وصورة واضحة عن هذه المشكلة التي تواجه لغتنا الجميلة، لذا فقد رحت أجمع المصادر والمراجع المتخصصة وعندما أنتهيت من ذلك حاولت أن أضع خطة للبحث غير اني أستصعبت ذلك، من أي (زاوية) سأدخل الموضوع. وأزدادت الصعوبة عندما علمت أن هناك عدداً من الزملاء قد كتب عن هذا الموضوع نفسه(1) لذا ارجأت الكتابة بضعة أيام (ريثما تختمر الفكرة ومعها الموضوع) فعملية الكتابة هي حالة إبداع وبالتالي ولادة ولكن ينبغي انتظار الفرصة المناسبة. انها أشبه (مع الفارق في الطبيعة) بعملية (خلق) جديد لقصيدة، فالشاعر لا يقول: حسناً. سأكتب الآن قصيدة جديدة. فالصدفة الإبداعية (إذا جاز القول) هي المخاض الذي يأتي بها، وكل شاعر لا يعرف لماذا يكتب الشعر ؟ أو بعبارة أخرى، لم يأتِ شخص ويقول: لقد قررت ان أصبح شاعراً الآن ؟ كل الذي يستطيع فعله الشاعر (كإرادة خاضعة له تماماً) هو المواظبة وتطوير مستواه على صعيد اللغة والتكنيك (من الناحية الشكلية) والثقافة والاطلاع على منابعها ومشاربها دون تحديد، فالشاعر يجب ان يسعى لأن يعرف كل شيء (هذا من الناحية الموضوعية)، يقول سقراط: (لقد ادركت ان الشعراء لا يكتبون الشعر لأنهم حكماء، بل لأن لديهم طبيعة أو هبة قادرة على ان تبعث فيهم حماسة... إذن فالشعراء – من هذه الناحية – لا يختلفون عن الأنبياء والكهنة الذين ينطقون بالكلام الحسن، دون ان يعرفوا ماذا يقولون).
اذن هذه الصعوبة أخذت طابعين: داخلي، صعوبة الموضوع نفسه. خارجي، كونه مطروق من آخرين. لذا كيف أكتب وبنفس الوقت أتجنَّب التكرار (رغم اني لم أطَّلع على كتابات الزملاء)، ولكن كونهم قد انجزوا الدراسة قبلي فهذا ما يمنحهم أفضلية، الشيء الوحيد الذي جعلني أخوض غمار هذه الصعوبة (بالإضافة لنشوة التحدي) هو عشقي للغتي العربية الفصيحة، تلك اللغة التي لا تدعني حتى في النوم عندما أفز من هاجس ما فأسمعها تنادي، أكتبني على ورقة وعد لسريرك وإلا فالقلق والأرق مصيرك، فيكون لها ذلك، عشقتها، فأصبحت تلميذاً (وسأظل) في حضرتها فأتقنت (أو أظن اني فعلت) لغتها وخطها (ومارسته بكافة أنواعه) وأدبها وشعرها، بل حتى التفكير (لا أرتكبه) إلا معها (ولا أخونها) مع لغة أخرى وإن فعلت فإتمام واجب للغة أجنبية.
بعد مضي مدة بدأت بالكتابة وشيئاً فشيئاً تكرَّس الموضوع وأخذ طابعه النهائي، أخذ شقين، تاريخي وواقعي، وكل له طريقه، إذ بيَّنت الدور الريادي للغة العربية الذي لعبته في التأريخ فكانت لغة امبراطورية عربية إسلامية سادت الزمن حتى ان الكثير (حج) إلى بغداد لينهل من علومها وليبَّين لأقرانه انه قد أمتلك ناصية العلم والثقافة وانه أصبح من علية القوم بدليل انه يتحدث العربية ويكتب بها بغض النظر عن كونه عربياً مسلماً أم لا، فهي لغة الحضارة. الشق الثاني، دراسة واقعها والمشاكل التي تعترضها في ظل ثورة المعلومات والإنترنت والأقمار الصناعية مما دفع بعض الأصوات (العربية والإسلامية للأسف) تنادي تارة باستخدام اللاتينية كأحرف أو إحلال الإنكليزية أو الفرنسية، أو الاستعاضة بالعامية ؟! وهي دعوات مريضة تنم عن أهتزاز الشخصية وضعفها فضلاً عن عدم القدرة على استجلاء الرؤيا والوقوف على سبب هذا التراجع، وعندما شرعت بالكتابة عن هذا الموضوع كنت متأكداً من ان الخلل ليس باللغة العربية الفصحى (هذه اللغة العظيمة المرنة الرائعة) بل بمن يمثلها من علماء ومتخصصين، وعندما خضت غمار البحث تأكدت أكثر فأكثر وتيقنت من هذه الحقيقة الناصعة وقد أقترحت أو ذكرت بعض الوسائل الكفيلة بحل هذه المشكلة دونتها في الخاتمة.
وفي النهاية، خرجت بهذا البحث المتواضع، والذي استفدت منه شخصياً وزاد أهتمامي وتمسكي وقناعتي بسيادة هذه اللغة الجميلة والتي هي هوية كل عربي ومسلم، راجياً ان ينال رضا كل من يطلع عليه ويطالعه ومن الله التوفيق.
وليد محمد الشبيـبي
7 حزيران/ يونيو 2001
الفصل الأول
اللغة العربية والتأريخ
المبحث الأول
اللغة العربية هي اللغة الأم للأقوام السامية
7 حزيران/ يونيو 2001
الفصل الأول
اللغة العربية والتأريخ
المبحث الأول
اللغة العربية هي اللغة الأم للأقوام السامية
من المسلَّم به ان القبائل العربية التي نزحت من الجزيرة العربية كانت كلها تتكلم لغة واحدة هي اللغة العربية الأصلية (اللغة الأم) قبل ان تتفرق (وكانت الأرض كلها لساناً واحداً ولغة واحدة)(2)، ثم تفرَّع من هذه اللغة عدة فروع أنطبع كل منها بطابع المكان والبيئة الجديدة على مقتضى ناموس الأرتقاء.
وقد سمَّى العلماء هذه اللهجات السامية أو اللغات السامية نسبة إلى سام بن نوح تمييزاً لها عن اللغات الآرية والطورانية، ومن الجدير بالذكر ان الباحث الألماني شلوتزر عندما قام بدراسة اللغات الشرقية عام 1781 م أطلق على اللغات ذات الأصل الواحد تسميات مأخوذة من التوراة مثل، السامية والحامية، وهذه التسميات ولا شك لا تمثل الواقع الحقيقي لأصل اللغات الشرقية، حيث ان المعلومات التي اسماها شلوتزر باللغات السامية جاءت بالدليل القاطع، على ان اللغة السامية الأم هي اللغة العربية نفسها، ولبيان هذه الحقيقة، نقول، ان دراسة وتحليل كل ما وصلت إليه ايدي المستشرقين وعلماء اللغة العربية من نصوص وآثار كتابية لجميع لغات أقوام الجزيرة العربية المعروفة حتى وقتنا هذا قد أثبتت بأن اللغة العربية هي من أقدم لغات أقوام الجزيرة العربية، ذلك لانها اللغة الوحيدة من بين شقيقاتها التي أحتفظت بظاهرة الإعراب والتنوين(3).
والسبب الذي أدى إلى أحتفاظ اللغة العربية بظاهرة الإعراب والتنوين هو انها لم تتأثر بأية لغة من اللغات بسبب البيئة الصحراوية لجزيرة العرب، حيث منعت عنها تلك الظروف الاتصال باللغات المحيطة بالجزيرة العربية.
وفضلاً عن ذلك، فان دراسة اللغة الأكدية وبالأخص أقدم نصوصها قد وضحت لنا قرابة اللغة المذكورة وصلتها الوثيقة باللغة العربية، ومن أبرز الأدلة على الصلة هذه هو ان اللغتين الأكدية والعربية الوحيدتان اللتان أحتفظتا بظاهرة المثنى وظاهرة الإعراب، والسبب في ذلك هو ان الأكديين هم من أوائل أقوام الجزيرة العربية الذين قدموا إلى العراق من دون ان يستقروا لفترة طويلة في مكان ما من قبل دخولهم العراق والعرب هم آخر قوم من الأقوام المذكورة الذين دخلوا العراق من دون ان يستقروا في مكان ما من قبل دخولهم ولذلك تحمل لغة كل منهما المواصفات الأساسية التي تتمتع بها لغة أقوام الجزيرة العربية الأم والتي أسماها كما ذكرنا شلوتزر باللغة السامية(4).
ويرجَّح عدد من خبراء اللغة ان اللغة التي يتكلم بها بدو الجزيرة العربية حالياً هي أقرب جميع اللهجات إلى اللغة العربية الأصلية التي كان يتكلم بها ابناء الجزيرة قبل ان تنفصل لهجاتهم في مستوطناتهم الجديدة، وذلك على أساس ان هؤلاء بقوا منعزلين في صحرائهم دون ان يختلطوا بالأقوام الأخرى الغريبة في لغاتها وقومياتها(5).
يقول المستشرق اولمستيد: ((ان البدو والعرب كانوا أول من تكلم باللغة السامية، وإذا أردنا ان نتفهم الخصائص الأصلية لهذه المجموعة من اللغات السامية على حقيقتها فعلينا ان نتجه إلى العربي أبن البادية السورية الذي يجوب شمالي جزيرة العرب، لأن هؤلاء هم وحدهم حافظوا على العادات والتقاليد القديمة دون ان يطرأ عليها أي تغيير))(6) ويؤيد ذلك المستشرق عبد الله فيلبي الذي قال: ((ان اللغة العربية التي يعترف الخبراء في كونها أقرب من جميع اللغات السامية إلى اللغة الأم الأصلية التي أشتقت منها جميع هذه اللغات هي على أغلب الأحتمالات أقدم لغة في العالم لم تزل حية حتى يومنا هذا))(7) ويرجع الفضل إلى القرآن الكريم الذي حافظ على أصل اللغة الأم (لغة الضاد) وهي لا زالت اللغة التي يتكلم بها أكثر من مائة وخمسين مليون نسمة تقريباً في الأقطار العربية والإسلامية.
اختراع العرب للحروف الهجائية
يتفق العلماء على ان الكنعانيين الذين نزحوا من جزيرة العرب وأستقروا في فلسطين كانوا أول من أستعمل الحروف الهجائية في الكتابة، وهي الحروف التي أكتشفت في شبه جزيرة سيناء. ويعود تاريخها إلى حوالي سنة 1850 قبل الميلاد، ومن الكنعانيين أنتقلت إلى الفينيقيين الذين نقلوها بدورهم بين سنة 850 و 750 قبل الميلاد إلى الاغريقية واللاتينية وصارت تعرف في اليونانية بأسمها العربي الأصلي (الألف باء)، وقد أحتفظ اليونانيون بالترتيب نفسه الذي وضعه الفينيقيون من حيث تسلسلها ومن حيث طريقة كتابتها من اليسار إلى اليمين وفق الطريقة الأصلية للفينيقيين. والفينيقيون والكنعانيون تسميتان لمسَّمى واحد. وقد حمل الآراميون في ما بعد الحروف الهجائية من سواحل البحر الأبيض المتوسط شرقاً إلى آسيا حتى الهند.
وقد أطلق على الحروف التي أكتشفت في شبه جزيرة سيناء أسم كتابة طور سيناء أو الابجدية السينائية، وهذه الكتابة البسيطة جاءت باللغة الكنعانية القديمة.
وقد وجد عدد من هذه النماذج بالأحرف نفسها في سيناء أيضاً كما وجد منها أيضاً في جنوبي فلسطين، وقد كتبت كل هذه النماذج باللهجة الكنعانية القديمة. ويؤكد خبير اللغات (دايرنجر) بأن مصدر أختراع الابجدية (الفا بيت) اللاتينية يرجع إلى منطقة فلسطين وسوريا وهي تنفرد بين جميع مناطق الشرق الأدنى في هذا الأختراع الذي يمثل شبه جسر يجمع بين حضارتي مصر وبلاد الرافدين كما يؤكد الدكتور ولفنسون على ان الخط الكنعاني (الأبجدية) هو من صنع الكنعانيين وأختراعهم وحدهم لأنه لا دليل على وجود ابجدية حرفية من هذا النوع عند غيرهم من الأمم(.
ويعلل الخبراء كيفية نشوء فكرة الأخذ بالأحرف بدلاً من الصور هو ان الكنعانيين الذين كانوا يعملون في مناجم طور سيناء أهتدوا إلى التدوين بالحروف الابجدية بان أخترعوا الكتابة الهيروغليفية التي تشير إلى المعاني ومقاطع الكلمات بصور وإشارات وأكتفوا بالحروف الأولى من أسماء الصور فتكونت عندهم مجموعة من الحروف كونت الابجدية الأولى، فأخذوا مثلاً صورة رأس الثور عن الهيروغليفية، فأغفلوا لفظها باللغة المصرية وأطلقوا عليها ما يقابله في لغتهم الخاصة بهم فصارت هذه العلامة الألف، وعلى هذا النمط عالجوا صورة البيت فأطلقوا عليها ما يقابله في لغتهم وأعتمدوا على الحرف الأول من أسمها وهو الباء وهكذا دواليك فتكونت من هذه الأحرف الابجدية وهي مؤلفة من اثنين وعشرين حرفاً. وقد أنتشرت هذه الابجدية التي تعد أقدم ابجدية معروفة حتى الآن شرقاً وشمالاً وجنوباً فصارت أصل الابجديات في مختلف الأماكن بعد أن تطورت في كل منها حسبما أقتضته طبيعة لغة أهله، فمنهم من حافظ على شكلها الأصلي كما وضعت في الأصل ومنهم من غيَّر فيها وأضاف إليها أو نقَّص منها.
يستدل مما تقدم أن العرب كان لهم أكبر دور في تطوير الثقافة العالمية، فهم مخترعو الحروف الابجدية التي تقدم شرحها وبعد ان أنتقلت في أرجاء الجزيرة وأطرافها تطورت إلى عدة ابجديات، ثم عادت فأستقرت في قلب الجزيرة العربية في شكلها الأخير (عربية القرآن الكريم) المأخوذة عن النبطية المتأخرة، كما يتضح أيضاً ان الكتابة العبرية بمعنى اليهودية لم تكن لها أية صلة في نشوء الابجدية الكنعانية وتطورها وهي لم تتعد كونها واحدة من الابجديات المتفرعة من الابجدية الكنعانية الأصلية(9).
المبحث الثاني
العرب والعربية في القرآن الكريم
العرب والعربية في القرآن الكريم
يُعد القرآن الكريم أول مصدر ورد فيه لفظ (العرب) للدلالة على معنى قومي يتعلق بالجنس العربي، كما يعتبر أقدم مصدر عربي وردت فيه صيغتا (أعراب وعربي) حيث وردت لفظة (أعراب) عشر مرات(10)، وهي كالآتي: ] وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ[ (سورة التوبة/الآية 90) ]الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [ (سورة التوبة/الآية 97) ] وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [ (سورة التوبة/الآية 98) ] وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ (سورة التوبة/الآية 99) ] وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ[ (سورة التوبة/الآية 101) ] مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ [ (سورة التوبة/الآية 120) ] يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا [ (سورة الأحزاب/الآية 20) ]سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ [ (سورة الفتح/الآية 11) ] قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [ (سورة الفتح/الآية 16) ] قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ (سورة الحجرات/الآية 14).
كما وردت لفظة (عربي) إحدى عشر مرة(11)، منها عشر مرات نعتاً للغة التي نزل بها القرآن الكريم بأنها لغة واضحة بيَّنة ثم أستخدمت مرة واحدة لتنعت شخص الرسول (e)(12) في قوله تعالى: ] وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ [ (سورة فصلت/الآية44) أما الآيات القرآنية التي وردت فيها لفظة (عربي) فهي كالآتي: ] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[ (سورة يوسف/الآية 2) ] إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[ (سورة الزخرف/الآية 3) ] وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا[ (سورة الرعد/الآية 37) ] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [ (سورة النحل/الآية 103) ] وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا [ (سورة طه/الآية 113) ] بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ[ (سورة الشعراء/الآية 195) ] قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ (سورة الزمر/الآية 28) ] كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[ (سورة فصلت/الآية 3) ] وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [ (سورة الشورى/الآية 7) ] وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ[ (سورة الأحقاف/الآية 12).
ووردت كلمة (عرب) مرة واحدة فقط وكالآتي: ] عُرُبًا أَتْرَابًا[ (سورة الواقعة/الآية 37).
وقد نزل القرآن الكريم محتوياً على كل فنون العربية، شاملاً لكل أبوابها، حتى صار النص منه وما يقابله من قول شعراً كان أم نثراً قيل أو نظم في العصر الذي سبق الإسلام أو صدر الإسلام قاعدة ومثلاً ثابتين لا جدال فيهما ولا خصام حولهما(13).
ويبدو ان استعمال لفظة (عرب) في القرآن الكريم على هذا النحو قد هدت الشعراء إلى التعبير عنه، فقال كعب بن مالك:
بدا لنا فأتبعناه ُنصَّدقه وكذَّبوه فكنا أسعد العربُ(14)
(1) ُقدم هذا البحث كأحد مستلزمات إكمال السنة التحضيرية لدراسة الماجستير بالتاريخ للعام الدراسي 2000 – 2001 (معهد التاريخ العربي والتراث الفكري للدراسات العليا – قسم التراث الفكري/ مادة (التراث وأثره في النهضة العربية) بإشراف د. خضير عباس الجميلي) وقد حاز على تقدير (ممتاز).
(2) سفر التكوين 11: 1 ، العهد القديم.
(3) هبو، الدكتور أحمد أرحيم، المدخل إلى اللغة السريانية، (بغداد: 75- 1976) ص 21.
(4) رشيد، د. فوزي، ((اللغة العربية هي اللغة السامية الأم))، مجلة الأقلام، العدد 3/4 (بغداد: 1993)، ص 135 .
(5) سوسة، د0 أحمد، حضارة العرب ومراحل تطورها عبر العصور، (بغداد: 1979) ص 103 .
(6) سوسة، د0 أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين، (بغداد: دار الحرية للطباعة، 1983) ج 1 ، ص 291 .
(7) سوسة، د. أحمد، نفس المرجع ، ص 291 .
( سوسة، د. أحمد، نفس المرجع ، ص 314 .
(9) سوسة، د. أحمد، نفس المرجع ، ص 315 .
(10) في سورة التوبة/ الآيات 90 و97 و98 و99 و101 و120 وسورة الأحزاب/ الآية 20 وسورة الفتح/ الآيتان 11 و16 وسورة الحجرات/ الآية 14 .
(11) في سورة يوسف/ الآية 2 وسورة الرعد/ الآية 37 وسورة النحل/ الآية 103 وسورة طه/ الآية 113 وسورة الشعراء/ الآية 195 وسورة الزمر/ الآية 28 وسورة فصلت/ الآيتان 3 و44 وسورة الشورى/ الآية 7 وسورة الزخرف/ الآية 3 وسورة الأحقاف/ الآية 12 .
(12) الشبيـبي، وليد محمد، العصبية والنسب عند قريش والعرب (ط 1، بغداد: مكتب المدى للطباعة، 2001)، ص 21 – 22 ، كذلك أنظر: فريحات، د. حكمت عبد الكريم والخطيب، إبراهيم ياسين، مدخل إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية (عمَّان: دار الشروق للنشر والتوزيع، 1989)، ص 24 – 25 .
(13) الكلكاوي، الحاج جاسم، العرب في الكتاب والسُـنَّة والتأريخ (كربلاء: مطبعة أهل البيت، 1970)، ص 30 – 33 .
(14) فريحات، المرجع السابق، ص 25 – 26 .