القسوة لدى صدام حسين .. تحليل نفسي
(منقول)
هذه محاولة لتقديم تحليل نفسي لشخصية الرئيس صدام ...اعتمدت فيها على عرض سمات وملامح من شخصيته قبل تقديم التحليل النهائي لنفسيته..أعتقد أن تقديم تلك المحاولة يتطلب عرضا وتوثيقا لاحداث تاريخية حدثت في عهده حيث تلقي تلك ألاحداث نظرة على شخصيته وهو هدفنا الرئيس وفي نفس الوقت نفسر مجرى تلك الأحداث من خلال نفسيته.
الإثنين، 18 يناير، 2010
القسوة لدى صدام حسين...... " دولاب الدم"….الجزء الأخير
"كل الرفاق اللي مسجلوا للتطوع يكونون على الجناح الأيمن من هذه القاعة ..من الصفوف ال...حتى خمس كراسي ألان من هالجناح ألان الخمس كراسي من هلجناح تفرغ للرفاق اللي لم يتطوعوا ..."
"صدام مخاطباً أحد الرفاق : اكعد.. اكعد.. الكل تطلعون تروحون على بيوتكم انتوا مفصولين من الحزب ... يلله!"
صدام مخاطبا الرفاق الذين فصلهم : بس الرفيقات .. الرفيقات فقط يرجعن ..بس الرفيقات يرجعن لأن الرفيقات ما مطلوب منهن عمل كالرجال".
"مانريد مانريد مناقشة كلمن ما مسجل أسمه بالتطوع قبل هذه الندوة يطلع يغادر يلله!
يلله حماية كلمن مايطلع اضربوه!"
أحد الحضور المفصولين ابتدا بالهتاف
"ماريد كلام ..ماريد كلام ..ماريد كلام الثورة الهه رجالها والهه قادتها والهه جماهيرها ..راح تطلعون انتوا مفصولين من الحزب ..قسماً بالله اللي أسمعه همساً يحجي مع مواطن عراقي أو بعثي أله أطره بيدي أربع وصل! سمعتوا زين الى أن تقرر القيادة مصيركم.. يلله اطلعوا أنعل الله على هالشوارب!"....
صدام حسين أوائل الحرب العراقية الأيرانية مخاطباً مجموعة من الحزبيين لم يسجلوا كمتطوعين للقتال في الحرب.
وزير التعليم العالي غانم عبد الجليل أعدم في عام ١٩٧٩ .
مواليد ١٩٣٨ في بغداد خريج كلية الحقوق. انتمى لصفوف حزب البعث عام ١٩٥٤ .تعرض للاعتقال عدة مرات وسجن في قضية محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم مدة أربع سنوات، رغم أنه لم يكن من المشاركين في تلك المحاولة. تولى منصب محافظ كركوك ثم محافظ بعقوبة بعد انقلاب ١٩٦٨ .كان أول مدير لشركة كركوك لدى تسلمها من الشركات الأجنبية بعد قانون تأميم النفط في بداية السبعينات حيث ساهم في تأسيس شركة النفط الوطنية ، تولى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اضافة الى كونه عضو في مجلس قيادة الثورة . شغل لفترة منصب مدير المكتب الخاص لصدام عندما كان نائباً.
ساهم أيضاً في صياغة قانون الحكم الذاتي للاكراد. ذكر نجله تعرضه "قبيل إلقاء القبض عليه ورفاقه عدنان الحمداني ومحمد محجوب في ذات الليلة لعملية اصطدام مدبرة لدى عودتهم معا في سيارة واحدة من مجلس عزاء أحد أقارب صدام، حيث طاردت السيارة شاحنة خرجت فجأة من طريق جانبي، ولولا تمرس السائق وقدرته على تجنب الاصطدام لكان موتهم محققا". كتب عنه الكاتب المصري أحمد عباس صالح في كتابه " عمر في العاصفة" " كان غانم عبد الجليل شاباً بسيطاً ينحدر من الطبقة الوسطى الصغرى ، مثله مثل كثيرين من كوادر الحزب ،بمن فيهم صدام حسين نفسه. كان شاباً ممتلئا بالحماسة ومجتهدا في قراءاته، والى جانب ذلك كان له مزاج فني ، فكان محباً للموسيقى متذوقاً لها ، قارئا للشعر مالكاً القدرة على التمييز بين جيده ورديئه. واكاد اكرر هذه الشهادة في أكثر من شخصية بعثية أخرى، كانوا كمجموعة من الشباب السياسي نماذج ممتازة في رأي وقادرة بالفعل على أن تقود سفينة العراق قيادة صحيحة.
واذكر أنني عندما وصلت للعراق ، كان غانم عبد الجليل قد عين رئيساً لمجلس أدارة شركة النفط بعد تأميمها ، وهو الذي جائني ليهمس : اطمئن اننا نملك أكبر احتياطي نفطي في المنطقة بعد السعودية ، وقد نكون أكثر. كان قد تسلم كل الملفات وظل يراجعها مع موظفيه حتى تاكد من ضخامة الثورة التي يمتلكها العراق".
"كان حلماً رائعاً ، ولكن ماوراء الظاهر كان مخيفاً ، اذ رحنا نسمع بين يوم واخر أن أحد هذه الكوادر المتقدمة دبر محاولة انقلاب فالقي القبض عليه ثم أعدم هو وزملاؤه. وكنا نجد هذه القيادات تختفي واحدا وراء الأخر ، حتى تملكتنا الدهشة واستولى علينا اليأس".
وزير التخطيط عدنان الحمداني أعدم في عام ١٩٧٩
خريج كلية الحقوق عنه كتب حسن العلوي في كتابه " العراق دولة المنظمة السرية"
"انتمى الى حزب البعث في الخمسينات ، اتصل بعد دخوله كلية الحقوق بعدد من المعجبين بعبد الناصر وجمد من الحزب لخروجه على تعاليم ميشيل عفلق عام ١٩٦١ أعيد الى التنظيم في الأيام الأولى من انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ وعين مديراً لناحية المدائن ولم تمض سوى أربعة أشهر حتى حدث انقلاب عبد السلام عارف على حزب البعث وفصل عدنان من وظيفته وانقطع عن الحزب ثم عاد اليه بعد انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ وبجهود شقيق زوجته الموصلية الذي كان عضواً في المكتب العسكري للحزب والذي قتل في حادث طائرة مدبر. وكامتحان ومقدمة لتصعيده أرسل عدنان الحمداني عضواً في القيادة القطرية المؤقتة التي شكلت في الأردن داخل معسكرات الجيش العراقي المرابط هناك..وعاد الى بغداد بعد مجازر أيلول وصار من المقربين الى صدام حسين وانتقل بسرعة من موقع حزبي ورسمي الى أخر حتى وصل الى عضو قيادة قطرية ووزيراً للتخطيط والمسؤول الأول عن تسويق النفط العراقي والرجل الثاني بعد صدام حسين في مجلس التخطيط وقد أثبت جدارة عالية في مسؤولياته فوصفه صدام حسين وهو يقدمه الى جاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي بقوله هذا هو عقل الحزب الأقتصادي واليد النزيهة التي تتحكم بواردات النفط.
كان عدنان الحمداني أهم عضو في مجلس قيادة الثورة بعد صدام حسين فاثار هذا حفيظة رفاقه في قيادة الحزب وفي قواعده.
وكانوا يسمونه مدلل صدام وهي تسمية سيئة وغير صحيحة فقد كان عدنان مدلل والده الذي وضع تحت تصرفه وهو في الخامسة عشرة من عمره سيارة دوج أمريكية يوم كان صدام حسين لا يجد دابة تنقله من قرية العوجة الى مركز تكريت." و كتب أيضاً عنه الدكتور فخري قدوري في كتابه "هكذا عرفت البكر وصدام"
" كان عدنان يتصف بالتواضع والكياسة في التصرف وحسن اختيار الحلول بسرعة. وكم من مرة كنت أجلس في مكتبه في المجلس الوطني واتداول معه في بعض المسائل. وفي أحيان كثيرة كان صدام يتصل هاتفيا عارضا عليه مشكلة ما، فيقدم عدنان الرأي والحل ويخاطبه من خلال مكالمته الهاتفية بعبارة أستاذ".
ويستمر حسن العلوي "عند عقد الميثاق الوحدوي مع سورية كان عدنان من أشد المتحمسين له .بعد استلام صدام المركز الأول عين عدنان الحمداني رئيساً لديوان الجمهورية بدرجة نائب رئيس الوزراء لمدة ٤٨ ساعة. وكان قد زار دمشق مبعوثاً عن الرئيس الجديد صدام حسين ليبلغه بان مؤامرة اكتشفت ضد الرئيس الجديد وقد أعتقل المتورطون بها!".
عن لقاء عدنان الحمداني والرئيس الأسد ذكر مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري في مذكراته "
"وبعد أن استمع إلى مضمون رسالة صدام إليه التي نقلها الحمداني، سأل الأخير، هل أنت مقتنع بأننا في دمشق شاركنا في المؤامرة المزعومة؟
فرد الحمداني: «لا أدري,, أنا حامل رسالة وعليَّ توصيلها»،
فصمت الرئيس الأسد قليلاً، وقال: «إنني أخشى عليك يا رفيق عدنان,, ابق بضعة أيام في دمشق وسترى العجب في العراق»
فضحك الحمداني ساخراً من كلام الرئيس الأسد، قائلاً: «إنّ مهمات كثيرة تنتظرني في بغداد، أنا عائد اليوم,, لأنّ وظيفتي الحقيقية يا سيادة الرئيس هي رئيس وزراء".
وعاد عدنان الحمداني الى بغداد فاستدعى لاجتماع مع الرئيس صدام حسين ولم يعد الى داره!
ذكر صباح سلمان في كتابه "صدام حسين قائد وتاريخ" أن الرئيس "بعد أن أصدر أوامره باعتقال أعضاء القيادة المتورطين في التآمر ، كان كل من عدنان حسين الحمداني وغانم عبد الجليل ، قبيل حضورهما الى جلسة القيادة المكرسة لهذا الغرض ، معتقلين في غرفتيهما في المجلس الوطني كان عدنان حسين في غرفة غانم عبد الجليل وكان غانم عبد الجليل في غرفة عدنان حسين .. كان المتهمان يقبعان في الغرفتين ، اللتين قطعت أسلاك الهاتف عنهما."
وصف ما دار بعد أحضار عدنان الحمداني الى الأجتماع تايه عبد الكريم حيث قال "احضر عدنان الحمداني واحد اعضاء القيادة الآخرين واستدعاهم صدام حسين، وقال يا رجال ستشوفون المتآمرين، وقال صيح للمتآمرين، وقال هؤلاء المتآمرين والله سأجعل من رؤوسكم نفاضات للسجائر، ولم يتحدثوا أو يردون عليه، وما بقى إلا دقائق، فصاحوهم، وكان عليهم علامات الإرهاق والتعب، وقد يكون مارس عليهم بعض أنواع التعذيب النفسي او الجسدي".
نفذ فيه الأعدام رمياً بالرصاص بعد أن كسروا عموده الفقري واعلن في قرار التجريم أن عدنان الحمداني كان يستلم راتباً شهرياً من حافظ الأسد مقداره ٢٠٠ دينار!
وعدنان الحمداني كما يعرفه العراقيون كان هو الذي يمنح القروض للدولة ويوقع على صفقات النفط الكبرى وتحت تصرفه مخصصات مناهج الأستثمار. سلمت جثته بلا عيون!
وزير التربية محمد محجوب أعدم في عام ١٩٧٩.. مواليد الدور خريج معهد المعلمين ببغداد عام ١٩٥٨..بعد انقلاب عام ١٩٦٨ عين محافظا للكوت ,انتخب عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث في عام ١٩٧٣ . عين فيما بعد وزيرا للتربية عام ١٩٧٧. نفذت وزارته حملة محو الأمية التي شارك فيها الأف من المدرسين. نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩ بتهمة التآمر.
كان أعلام السلطة والدعاية الحزبية ,بعد انفراد الرئيس بالسلطة, ينسب كافة ماتم انجازه في العقد الأول الى الرئيس ويهمل دور الباقين من الحزبيين وأهم تلك الأنجازات كانت تأميم النفط ، مشروع محو الأمية ، التنمية الأنفجارية ، وقانون الحكم الذاتي. الشيء الذي لم يذكره أعلام السلطة هو أن لكل عملية من تلك العمليات رئيس تنفيذي كان عضواً في القيادة القطرية عادة.
فقد ساهم في قيادة تاميم النفط غانم عبد الجليل ومرتضى الحديثي وقاد عمليات المفاوضات مع الأكراد واعلان بيان ١١ اذار مرتضى الحديثي وساهم بصياغة قانون الحكم الذاتي غانم عبد الجليل. قاد محو الأمية محمد محجوب ، وقاد التنمية الأنفجارية والتخطيط عدنان الحمداني.
هولاء لم يتم شطب دورهم فقط , فقد اعدموا جميعاً.
رأي الرئيس بمن ينسب دور الأخرين لنفسه ذكره في اجتماع مجلس الوزراء في ٣/٧/١٩٨٠ "أن الذي ينسب عمل الأخرين وابداعاتهم اليه هو سارق. المدير العام الذي يتجاهل الأخرين ، الوزير الذي يتناسى الركائز الذين هم قد جعلوه ناجحاً ، ويضع نفسه بالامام دون أن يوضح للجهة المعنية بالتقييم ، دور الصفوف الثانوية التي بعده ، هو سارق ، لا يفرق عن أي سارق أخر ، الذي ينشر بحثه بأسمه، وهو مكتوب من خبراء عنده ، هذا سارق ، حاله حال أي واحد يذهب ويكسر أقفال الدكاكين ، والذي يقدم الفكرة بأسمه ، وهي من غيره ، سارق بالتقييم الخلقي والعملي ، ويراد أن نتجنب هذه الأمور ونعتبرها خلقياً بمستوى السرقة ".
وزير الصناعة محمد عايش :من الدليم / الأنبار في أعقاب انقلاب ١٩٦٨ عين رئيسا لاتحاد نقابة العمال ثم عين وزيرا للصناعة. قبل ثلاث سنوات من اعدام محمد عايش كان الرئيس جالساً معه في نقابة العمال ويمتدح الرجل الذي أعدمه فيما بعد في حديث طبع بكراس في منتصف السبعينات.
لكن الرئيس عبر عن رأيه الصريح بمحمد عايش وربما الدافع الحقيقي لاعدامه في حديثه في الاجتماع الأستثنائي في ٢٢/٧/١٩٧٩ حيث قال أنه يرى نقطة سوداء في قلب وعقل محمد عايش ورغم أنه بعث كل من عزة ابراهيم وطارق عزيز ليتحدثوا له ورغم محاولتهم لتطمين الرئيس بقي الرئيس يشك في أنه يتامر ضده ذلك الشك أدى الى أعدام محمد عايش في النهاية. قيل أنه تلاسن مع الرئيس صدام قبل اعدامه حين قال صدام له ؛هل تتذكر أننا جئنا بك من عامل يحمل الدرج وينتظر لوريات حمل التراب لنقله من الفلوجة الى بغداد وجعلناك قائدا ووزيرا.. فقال له محمد عايش ؛ نعم أن الذي جاء بصدام من العوجة الى القصر الجمهوري هو الذي جاء بي الى وزارة الصناعة. وهناك اشاعة متداولة في حينها أن لسانه قطع قبل اعدامه, تم تعذيب وحبس زوجته أيضا.
وزير التصنيع العسكري وزير الدفاع في فترة سابقة حسين كامل قتل عام ١٩٩٦ وسنتطرق لذلك في فصل أخر
عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين
ويظهر حسين كامل (صهر الرئيس) أول
شخص من الواقفين على يمين الصورة وبجانبه
الأبن الأكبر للرئيس عدي صدام حسين الذي قتل
مع شقيقه الأصغر قصي في آب/أغسطس 2003 على أيدي
قوات الأحتلال الامريكية في الموصل (شمالي العراق)
ويظهر حسين كامل (صهر الرئيس) أول
شخص من الواقفين على يمين الصورة وبجانبه
الأبن الأكبر للرئيس عدي صدام حسين الذي قتل
مع شقيقه الأصغر قصي في آب/أغسطس 2003 على أيدي
قوات الأحتلال الامريكية في الموصل (شمالي العراق)
صورة أخرى لحسين كامل مع عائلة الرئيس العراقي الراحل
صدام حسين ويبدو الثاني على اليمين (وقوفاً) وعلى يساره
عدي صدام وعلى يمينه زوجته (رغد) البن الكبرى للرئيس صدام
صدام حسين ويبدو الثاني على اليمين (وقوفاً) وعلى يساره
عدي صدام وعلى يمينه زوجته (رغد) البن الكبرى للرئيس صدام
حسين كامل (قتل عام 1996)
وزير المالية أمين عبد الكريم قتل في عام ١٩٧٠
وزير الصحة رياض ابراهيم أعدم في عام ١٩٨٢ هناك قصة متداولة لسبب اعدامه أنه اقترح على صدام التنحي لصالح البكر ثم يعود الى القيادة بعد توقف الحرب لكن نفى تلك الرواية كل من الدكتور علاء بشير والسيد صباح سلمان.الرواية الرسمية كانت اتهامه بالتقصير لموافقته على استيراد عقار بوتاسيم كلورايد الذي أدى الى وفاة بعض الجنود. وفي الحقيقة "أن ذلك العقار هو عقار لاتخلوا أي مستشفى منه يكون ضروريا لعلاج حالات معينة يودي الى الوفاة اذا أعطي بتركيز عال وهي مسؤولية الطبيب المعالج لا مسؤولية الوزير". قالت ابنته ريا ان عمها عندما تسلم جثة والدها وجد رأسه مهشما وملفوفا بالضمادات وكانت هناك كسور في غالبية انحاء جسده وآثار رصاصات، وتم اصدار شهادة وفاة صادرة عن مستشفى الرشيد العسكري باعتبار اسباب الوفاة الاعدام رميا بالرصاص.
أمين سر مجلس قيادة الثورة محي عبد الحسين مشهدي الشمري أعدم في عام ١٩٧٩. ولد في بغداد / الكرخ محلة الجعيفر عام ١٩٣٥.
درس في المدرسة الجعفرية المناصب التي تقلدها عضو في مكتب العمال المركزي في حزب البعث العربي الاشتراكي, وزير دولة بلا وزارة في عام ١٩٧٤ .انتخب عضواً في القيادة القطرية عام ١٩٧٧ . كان عضواً بمجلس قيادة الثورة وسكرتيرا للرئيس البكر قبل القاء القبض عليه بتهمة التآمر.
ظهر في شريط الأجتماع الأستثنائي معترفاً بتلك التهمة وكما عرضنا في فصل "تدمير حزب البعث". يعتقد الكثيرون أن الرجل قد أجبر على تلك الاعترافات تحت ضغط التهديد ومنهم تايه عبد الكريم حيث ذكر "محيي أجبر لأنه يعرف انه سينعدم، وساوموه تحكي هذا الحكي سنعفو عنك ولو ما تحكي تنتهي، وهو صدق وكان مثل الغريق تشبث بقشة، فما حكى وما تحدث به محيي الشمري وحدد به من أسماء إنما كان شيئاً معداً له في التحدث به وفي تشخيص بعض العناصر والاسماء التي عرضها عليهم". نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩
طارق حمد العبدالله - حسب البيان الحكومي مات منتحراً عام ١٩٨٦ لكونه يعاني من مرض الكآبة.. عسكري ينتمي الى عشيرة المحامدة من أهل الفلوجة. ولد في بداية الثلاثينات وانخرط في الكلية العسكرية رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة اخرين كمرافق للبكر الذي عينه في هذا المنصب.
درس العبدالله في كلية الأركان وتخرج منها وكانت أخر رتبة عسكرية شغلها: عميد ركن .أما المناصب الرسمية التي تولاها فكانت -رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية- وزارة الصناعات الخفيفة.
اشيع أن الرئيس صدام اقنعه بعد التهديد بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكر..
ذكر مزهر الدليمي في كتابه " محطة الموت" أن العبدلله أسر له قبل مصرعه بفترة قصيرة
" أنت تعمل في المخابرات والامن، لا تنس أنك أبن عشيرة ، وابن حمولة وانصحك أنك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية ، كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف".
وعن حادث أنتحاره يكمل مزهر الدليمي في نفس الكتاب "فور صدور البيان الرسمي الزاعم
أنتحار العبدالله توجه علي حسن المجيد مدير الأمن العام في حينه الى دار الضحية ، وفور دخول البيت نادى زوجة القتيل قائلاً
- اسمعي يا سيدتي ... زوجك انتحر لأسباب نفسية تخصه ، وأي حديث أخر سيكون شائعة مغرضة تستحق أقصى العقاب.
طارق حمد هو الأول إلى اليسار
وواصل حديثه التهديدي قائلاً ؛
ورغم أن الحادث أنتحار ، فأن السيد الرئيس أمر باعتباره شهيداً، وستمنحون مرتب الشهيد ومخصصاته ، وكل مصروفات الفاتحة التي ستقام منذ الغد، في جامع ١٤ رمضان ستتولى الدولة تسديدها.
قال هذا وخرج..
في مساء اليوم نفسه ، زرنا عائلة المرحوم العبدالله- ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة..
زرنا الغرفة التي قيل أنها شهدت عملية الأنتحار، فاذا بي أرى زجاج شباكها مهدماً.
قلت لزوجة الفقيد ما هذا؟
قالت : مكان اطلاقة. أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا ، ونظراً لقوة الضربة، فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه..
رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة ، واستطعت فعلاً اخراجها ، وتأكد لي أنها أطلاق قناص محترف.. كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك فرجوتها أغلاق دارها والأكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.
ومن خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام - والذي كان في حينه مسوولاً عن التصفيات الجسدية.
طارق حمد العبد الله هو الاول من اليمين (وقوفاً)
أمين سر مجلس قيادة الثورة شفيق الدراجي.
كان مديراً للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس عارف عين شغل منصب أمين سر مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب عام ١٩٦٨ استبعد من المجلس في عام ١٩٧٨ وعين
سفيراً في السعودية واستدعي للتحقيق في بغداد في عام ١٩٨٢ وخضع للتحقيق والاعتقال بعد توجيه تهمة التخابر مع دول أجنبية وتسريب معلومات عسكرية عن الجيش العراقي .
تعرض الى تعذيب وتنكيل وهو كان يعاني أصلاً من ارتفاع السكر وهبوط في القلب وقد أطلق سراحه وهو نصف مشلول وغير قادر على الكلام وتوفي بعد ذلك.
أنتظروا التكملة تحت لطفاً
(منقول)